أتعامل مع التمثيل كهاوية.. وغادة عبد الرازق وراء عودتي
لمست إحساس الأمومة لأول مرة في العمل.. وأحمد ماجد لم يقتنع أنني والدته
لعب القدر والصدفة دورًا كبيرًا في حياة الفنانة المصرية سيمون، بداية من دخولها مجال التمثيل وعملها مع كبار النجوم مثل فاتن حمامة، صلاح ذو الفقار، يحيى الفخراني، محمد منير، عمرو دياب، ميرفت أمين، عزت العلايلي وغيرهم الكثير، وهو ما أصقل موهبتها وقدراتها التمثيلية، التي تثبتها في كل مرة تطل فيها على الشاشة وتشفع لها رغم الغياب.
وبعد 5 سنوات، تعود سيمون للساحة الفنية من خلال مسلسل "صيد العقارب" بتجسيد شخصية "سماسم"، إذ أكدت في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن غموض الشخصية كان مقصودًا وسبب حيرة للجمهور، وأن هذا كان من أبرز التحديات التي واجتها، كما تطرقت إلى استحضار مشاعر الأمومة، التي لمستها لأول مرة في هذا العمل، وكيف تأخر تعاونها مع الفنانة غادة عبدالرازق لسنوات طويلة، وسر غيابها عن الساحة الفنية، والنصيحة التي أسدتها لها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي ما زالت تعمل بها حتى الآن، والسبب وراء اعتبار نفسها كهاوية وليس محترفة في مجال التمثيل، وتفاصيل أخرى في هذا الحوار.
يبدو اسم المسلسل جديدًا.. على مَن تعود كلمة "العقارب"؟
تسمية العمل بهذا الاسم تعود إلى أنه بالرغم من أن العقارب بها سم قاتل، ولا بد أن نحذر منها، لكن هذا السم يمكن استخلاص دواء منه، وأحيانًا الاختلافات والخلافات ونظرية "فرّق تسد" تُظهر للآخرين نتائج غير متوقعة، فالعمل يحمل رسائل عديدة.
ما المقصود بجملة "فرّق تسد" هل إشارة للصراع بين العائلتين؟
بالفعل سنكتشف سبب الصراع وحقيقته والنتائج وما وراء الصراعات، والحقيقة أن كل الموجودين في العمل من أبطال أو حتى أدوار ضيوف الشرف، كلهم موظفون بشكل صحيح، وكل تفصيله بالعمل في محلها، والحمد لله الجمهور انجذب للعمل من الحلقة الثانية وليس مع تصاعد الأحداث.
تتسم شخصية "سماسم" في مسلسل "صيد العقارب" بالغموض وتحمل مفاجآت.. هل كان ذلك سببًا في قبولك تجسيد الدور؟
بالفعل أهم ما يميز هذا الدور هو أنه غامض وغير مفهوم، ويسبب حيرة، وينقل المشاهد من اتجاه لآخر، ليجعله طوال الوقت في حالة فضول وتشوق واستنتاجات قد تكون "صح أو خطأ"، وبحكم الأحداث كان مقصودًا أن يسبب الدور حالة من الغموض، إذ نجد أغلب الأدوار تسير في خط واحد طوال الوقت بينما دوري مختلف، ومبني على الاستنتاجات، وأن يذهب بالمشاهد وينقله من طريقة تفكير لأخرى، وهو ما يجعل الدور غير نمطي أو مفهوم ويحتاج للمتابعة لاكتشاف جوانب الشخصية.
وبالنسبة لشخصية "سماسم" فهي تحب أسرتها جدًا وكل اهتمامها أن يكونوا في أفضل حال، وحبها لنفسها هو حبها لهم فقط ولكل عائلتها وابنها، وكل لحظة تعيشها من أجلهم.
رغم حب "سماسم" لأسرتها لكن البعض شكك في إخلاصها لزوجها بينما في المقابل تتملكها مشاعر خوف على ابنها فما تعليقك؟
بالنسبة لما يتعلق بإخلاص "سماسم" لزوجها فهذا يُثبت صدق غموض الشخصية وأنها ليست مباشرة، ويدع للجمهور فرصة للتخمين والاستنتاج، فمثلًا الجمهور في أول حلقة أعتقد أنها تتحدث مع "علي" الذي يجسد دوره الفنان محمود عبدالمغني، ثم اكتشفوا أنها لم تكن تتحدث معه، ولا أريد أن أحرق الأحداث لكنها تحب أسرتها وتتمسك بهم، والدور يحمل مفاجآت كثيرة.
أما بالنسبة للفنان أحمد ماجد، الذي يجسد دور ابني، فرغم أنني لست أمًا في الحقيقة ولم أشعر بهذه المشاعر من قبل، لكنني لمستها في العمل وأنا أتعامل بتلقائية وصدق، وظهر ذلك بوضوح في الحلقة الثالثة في مشهد خوفي على ابني، وكانت مشاعر حقيقية، إذ استحضرت "الحنان" الطبيعي وهي نفسها مشاعر الأمومة بداخل كل أم، والحقيقة أنه في كواليس العمل مع أحمد ماجد أكد لي أنه لا يشعر أنني والدته، إذ قال لي "لا أشعر أنني ابنك"، وغنى "آيس كريم في ديسمبر" وسجلها فيديو".
مع غيابك عن التمثيل لفترة.. هل واجهتِ تحديات مع عودتك مرة أخرى؟
الحقيقة أن التحدي الأكبر كان في الانفعالات والغموض بالشخصية، وهو كما ذكرت جعل المشاهد في حيرة من "سماسم" فطوال الوقت هناك مفاجآت جعلت الشخصية غير مفهومة لدى المشاهد، وهو أحد التحديات بالنسبة لي، لأنني في الحقيقة شخصية واضحة وصريحة، وتظهر كل المشاعر على وجهي، بينما في المسلسل كان لا بد أن تكون حيادية في كل شيء، فالتحدي هنا هو "تحييد المشاعر" وعدم إظهار هذه المشاعر بوضوح، فهي شخصية غامضة بلا تكلف أو صراخ فيما عدا أي شيء يمس نجلها.
كيف كان تعاونك الأول مع الفنانة غادة عبدالرازق في المسلسل؟
تربطني بغادة علاقة إنسانية وصداقة منذ فترة طويلة، وكانت تريدني معها في أكثر من مسلسل من قبل، ولكن لم يحدث نصيب، إلى أن سنحت الفرصة في "صيد العقارب".
هل تشعرين بالضيق لغيابك عن الساحة الفنية؟
لا لأنني مغنية تمثل، ولست محسوبة أنني ممثلة طوال الوقت، وأتمنى أن تنال الأعمال التي أجسدها إعجاب الجمهور، والحمد لله لم أسمع كلمة استياء من الجمهور على ما أقدمه من أدوار.
هل العودة مُجددًا للدراما حققت لكِ ما تطمحين إليه بعد غياب عن الساحة الفنية؟
منذ بدأت بالصدفة العمل في الدراما وأنا أبحث عن التجديد والتنوع طوال الوقت، خصوصًا أنني في الأصل مغنية وعرفت كمطربة وأكملت في هذا الطريق بتقديم حفلات داخل وخارج مصر، وعندما سنحت فرصة التمثيل لعبت الصدفة أن أقدم أدوارًا مختلفة فجسدت بالمسرح ثلاث شخصيات مختلفة، وشاركت في أعمال مهمة مثل "أبيض في أسود" مع الفنان الراحل صلاح ذو الفقار، "غرباء في المدينة"، "عصر الفرسان"، "أبو العلا البشري"، "زيزينيا"، "حلم الجنوبي"، "عائلة شمس"، بالإضافة إلى مسلسل "بين السرايات" وتقديم دور الست صباح، الذي جاء مختلفًا تمامًا عن دور "عائشة قنديشة" في الجزء الثاني من "الكبريت الأحمر" وهو مختلف عن الجنية بـ"كارما"، عن دور أماني في مسلسل "قيد عائلي"، فعلى مدار مشواري هناك تنوعات في الأدوار، وعندما أنجح في دور أجد ترشيحات لي لتقديم دور مشابه لاستثمار نجاحي، لكنني أرفض ذلك وأبحث عن عدم نمطية الأدوار، وأريد أن يتفاجئ المشاهد بالدور، وهذا ما يجعلني لا أقدم باستمرار أدوار درامية، فآخر دور لي كان "أماني" في مسلسل "قيد عائلي".
معنى ذلك أن ترشيحك لأدوار مكررة كان وراء غيابك عن الساحة؟
كانت مشابهة لشخصيات سبق أن جسدتها إضافة إلى أنه من الصعب أن نجد فنانًا يغني ويمثل فمثلا محمد منير الذي تشرفت بالتمثيل معه أو عمرو دياب أو حميد الشاعري ففي البدايات مثّلوا ثم تركوا مهنة التمثيل واتجهوا للغناء، بينما أنا مستمرة في المجالين الغناء والتمثيل، ثم تنوعت بين المسرح والسينما والتلفزيون، وتقديم حفلات داخل مصر وخارجها، فالجمع بين المجالين أمر ليس سهلًا، كما أنني ليس لديّ خطة محددة في التمثيل فأنا مغنية وممثلة هاوية.
هل دفعكِ غيابك للاستعانة بورش تمثيل للاستعداد للشخصيات التي تقدميها؟
لا ألجأ لذلك، واستفدت بنصيحة الفنانة فاتن حمامة، التي قالت لي "عوّدي نفسك على التلقائية والطبيعية"، وأعمل بنصيحتها، فمن حسن حظي أن بدايتي كانت معها في فيلم "يوم حلو ويوم مر" وكنت مغنية ودارسة للغناء، وعندما قلت لها إنها أول مرة أمثل فيها، قالت لي "كوني نفسك وعلى طبيعتك ولا تتدربي على التمثيل"، وهي نفسها كانت بدايتها مغنية، فالصدفة لعبت دورًا في حياتي لدخول مجال التمثيل، وأنا لم أختر شيئًا والطريق كان ممهدًا لي، ومن بين النصائح التي أتذكرها أيضًا لسيدة الشاشة العربية العربية كان مشهد اشتعال النار في جسدي والذي كان حقيقيًا خلال أحداث الفيلم، إذ أمسكت النار في ملابسي ووصلت إلى وجهي وشعري وأنا أصرخ قائلة "ياما" فكان مشهدًا مرعبًا، وبعد انتهائه حذرتني فاتن حمامة قائلة: "حذاري أن تقومي بمشهد يحمل خطورة على حياتك"، وبالفعل أعمل بنصائحها التي استفدت كثيرًا منها.