الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

90 ألفا في صلاة التراويح بالأقصى.. المقدسيون يتحدون قيود الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
مصلون فلسطينيون في باحات المسجد الأقصى - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتضحية، وسط إجراءات قمعية وانتهاكات إسرائيلية متصاعدة، توافد 80 ألف مصلِ فلسطيني إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، معلنين التشبث بحقهم في العبادة والمناجاة في رحاب المكان المقدس.

كما أدى 90 ألفًا صلاتي العشاء والتراويح، مساء اليوم الجمعة، في المسجد الأقصى، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن المصلين كانوا داخل المسجد الأقصى وفي قبة الصخرة وباحات المسجد، رغم إجراءات الاحتلال المشددة، ونصبه بوابات حديدية على عدة أبواب من أبواب المسجد المبارك.

في المقابل، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها القمعية والعسكرية في محيط المسجد الأقصى وأماكن أخرى بالضفة الغربية والقدس المحتلة، في محاولة فاشلة لكسر إرادة الفلسطينيين وثباتهم على أرضهم ومقدساتهم.

وسط هذه الأجواء المشحونة، تحولت خطبة الجمعة إلى نداء لحماية المسجد الأقصى من الانتهاكات الإسرائيلية، والتصدي لمحاولات تهويده، فيما طالبت أصوات بموقف دولي حازم لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

إجراءات إسرائيلية مشددة

في سياق الإجراءات القمعية التي فرضتها سلطات الاحتلال، شددت قواتها العسكرية من إجراءاتها بالقرب من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث فتشت المواطنين ودققت في هوياتهم عبر حاجز قلنديا وحاجز بيت لحم لمنع وصولهم للمسجد الأقصى، فضلًا عن إغلاق كل مساجد بلدة الطور بالقدس المحتلة، خلال صلاة أول جمعة من رمضان، وسط دعوات لشد الرحال للأقصى، كما حددت أعمارًا معينة للسماح بدخول الرجال والنساء والأطفال فقط.

يأتي هذا في ظل مواصلة الاحتلال لعدوانه الدموي في قطاع غزة، مخلفًا أكثر من 30 ألف شهيد خلال الأشهر الماضية منذ اندلاع الصراع في اعقاب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.

80 ألف مصلِ بالأقصى

وأعلنت إحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 80 ألف مصل صلاة الجمعة في المسجد، وانتشرت فرق النظام والكشافة وحراس وسدنة الأقصى في ساحات المسجد المبارك لاستقبال المصلين ومساعدتهم، وتنظيم صفوفهم للصلاة في جو روحاني مفعم بالإيمان والتضحية.

وفي خطبته، حيَّا الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، زحف المصلين رغم القيود الإسرائيلية، مؤكدًا أن زحفهم المبارك يوجه رسالة للطامعين بالمسجد بأنه لن يقبل القسمة وأنه للمسلمين وحدهم.

كما دعا لشد الرحال إلى الأقصى وأداء الصلاة في أي نقطة في حال المنع، لنيل ثواب الصلاة بالمسجد.

في ختام صلاة الجمعة الأولى من رمضان، أدى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا جراء الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلتين. تأكيدًا على تمسكهم بحقوقهم المشروعة ورفضهم للاحتلال الغاشم.

وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في شوارع القدس المحتلة، إذ ذكرت هيئة البث العبرية "كان" أن "3 آلاف شرطي انتشروا بالمدينة"، وخاصة البلدة القديمة وأزقتها ومحيط المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الباكرة، في محاولة لبسط سيطرتها وفرض إجراءاتها القمعية على المصلين القادمين إلى الأقصى.

وانتقد "صبري" في خطبة الجمعة "صمت بعض الدول العربية والإسلامية على الحرب الإسرائيلية على غزة، واكتفاء بعضها ببيانات الإدانة والاستنكار". داعيًا المجتمع الدولي لموقف حازم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وأماكنه المقدسة.

حضور بن جفير

وفي خطوة استفزازية أخرى، تواجد وزير الأمن القومي الإسرائيلي واليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بمركز شرطة الاحتلال بمحيط حائط البراق، بهدف "مراقبة الأوضاع في المسجد الأقصى" حسب ادعائه، في محاولة لإظهار السيطرة الإسرائيلية على المسجد والتحكم بمن يدخله ويغادره.

وتأتي هذه الخطوة في إطار تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لإجراءاته القمعية ضد المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى، خاصة في الأشهر والمناسبات الإسلامية، إذ كشفت القناة الـ13 الإسرائيلية في فبراير الماضي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على مقترح "بن جفير" بتقييد دخول فلسطينيي الداخل والقدس إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.