الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انقسامات بالائتلاف الحاكم في ألمانيا حول إنهاء الحرب بأوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني أولاف شولتس - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خضم الجدل المستمر حول دعم الغرب لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، أثار رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا رولف موتزينيتش جدلًا واسعًا بتصريحاته التي دعا فيها إلى البحث عن سبل لتجميد الصراع وإنهائه.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه الحكومة الألمانية ضغوطًا متزايدة لتزويد كييف بصواريخ توروس بعيدة المدى، والتي ترفض برلين حتى الآن إرسالها خشية تصعيد المواجهة مع موسكو.

في هذا السياق، كشفت تصريحات "موتزينيتش" عن انقسامات داخل الائتلاف الحاكم حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية، ما أثار ردود فعل غاضبة من المعارضة والجانب الأوكراني.

إنهاء الصراع في أوكرانيا

قال "موتزينيتش"، في البرلمان الألماني، "إن الوقت حان لتحويل مداولاتها نحو إنهاء وتجميد الصراع في أوكرانيا"، كما دافع عن رفض المستشار أولاف شولتس الشديد تقديم صواريخ توروس بعيدة المدى إلى كييف، بحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية.

وأعلنت روسيا -مرارًا وتكرارًا- أنها منفتحة على مفاوضات السلام من حيث المبدأ، إذ قال الرئيس فلاديمير بوتين، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن موسكو "مستعدة لمفاوضات جادة" تستند إلى "حقائق" اليوم وتشمل "ضمانات أمنية للاتحاد الروسي".

وفي حديثه في البوندستاج (البرلمان الألماني) بعد أن صوّت المشرعون ضد تسليح أوكرانيا بصواريخ توروس، قال "موتزينيتش": "ألم يحن الوقت لنتحدث ليس فقط عن كيفية شنّ الحرب، ولكن أيضًا للتفكير في كيفية تجميد الحرب ثم إنهائها لاحقًا أيضًا".

كما انتقد أعضاء الائتلاف الحاكم، الذي يضم أيضًا حزبي الخضر والديمقراطيين الأحرار، الذين يعارضون موقف شولتس بشأن الشحنات المحتملة لصواريخ توروس.

وتابع موتزينيتش أن "كل التدابير قد اختفت داخل الائتلاف".

رد حكومي

فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي دعت حكومتها مسبقًا إلى "النظر بشكل مكثف" في التسليم المحتمل لصواريخ توروس بعيدة المدى إلى أوكرانيا، هزت رأسها وبدت مستاءة بشكل واضح عندما سمعت هذه التصريحات.

ووبخ الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان، فيما رفض أحد المشرعين اقتراح تجميد الصراع ووصفه بأنه "غير قابل للتصديق".

كما شارك أندريه ميلنيك، الذي شغل منصب سفير أوكرانيا في برلين بين عام 2015 وأواخر عام 2022، في الرد، وكتب الدبلوماسي، المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل واستخدام لغة بذيئة عند مخاطبة المسؤولين الألمان، على موقع إكس، أنه "يقال دائمًا: هذا الرجل كان ولا يزال أكثر السياسيين الألمان بغضًا.. إلى الأبد وإلى الأبد"، في إشارة إلى موتزينيتش.

شولتس يرفض تسليم توروس

وفي كلمته أمام المشرعين، الأربعاء الماضي، أصر شولتس على أن تسليم صواريخ توروس كان "خطًا لا أريد تجاوزه كمستشار"، موضحًا أن مثل هذه الشحنة ستتطلب حتمًا وجود أفراد عسكريين ألمان على الأراضي الأوكرانية، وهو تطور "غير وارد".

وبينما تطلب كييف من برلين تزويدها بالصواريخ منذ أشهر، أكدت السلطات الألمانية أن المدى الطويل للسلاح سيمكنها من ضرب أهداف في عمق روسيا، بما في ذلك موسكو وسانت بطرسبرج، ما قد يؤدي إلى تفاقم الصراع.

وعلى الجانب الآخر، حذر الكرملين من أن استمرار الغرب في تزويد أوكرانيا بالأسلحة، لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع دون التأثير على نتائجه.