في محاولة للسيطرة على عنف العصابات في دولة هايتي، وتمكنهم من الاستيلاء تقريبًا على العاصمة، تدخلت مجموعة الكاريبي الملقبة بـ"كاريكوم"، وقامت بعمل اجتماع شارك فيه العديد من الأحزاب السياسية الهايتية والدبلوماسيين من منطقة البحر الكاريبي والولايات المتحدة وأماكن أخرى، التي أعلنت من طرف واحد استقالة رئيس الوزراء أرييل هنري من منصبه.
وتأسست مجموعة الكاريبي، في يوليو 1973 بتوقيع معاهدة "تشاجواراماس" بين رؤساء وزراء أربع دول وهي "بربادوس، وجيانا، وجامايكا ترينيداد وتوباجو"، بهدف تعزيز العلاقات ودمج سوق مشتركة في منطقة البحر الكاريبي، ومع مرور الوقت أصبحت المجموعة تضم الآن 15 عضوًا كاملًا بينها دولة هايتي، و5 أعضاء منتسبين و7 مراقبين، أغلبيتهم ينتمون إلى الكومنولث البريطاني.
المجلس الرئاسي
ومن المنتظر أن يتولى المجلس الرئاسي الانتقالي المكون من 7 أعضاء حكم البلاد، وبحسب موقع "هايتي تايمز"، فإن الترتيب الانتقالي يمهد الطريق لانتقال سلمي للسلطة واستمرارية الحكم والأمن على المدى القريب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، حيث أشاد رئيس كاريكوم الدكتور محمد عرفان باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري، مناشدًا جميع الأطراف بمنح فرصة لهذا لاتفاق في أن يجلب الأمن.
وشهدت الأشهر الأخيرة خمس محاولات فاشلة على الأقل من جانب كاريكوم في التوصل إلى إجماع بين هنري وغيره من الأحزاب السياسية الهايتية، الأمر الذي دفع العصابات المتحاربة لإطلاق تحالف غير مسبوق، وقاموا بشن سلسلة من الهجمات الضخمة والمنسقة على المؤسسات الحكومية، وتم استهداف مراكز الشرطة والسجون وحتى القصر الرئاسي والمطار الدولي، وهرب على أثره آلاف السجناء.
الصبر والتضحية
وتتطلب تلك الخطوات التي اتخذتها مجموعة الكاريبي الصبر والتضحية، كما أشار رئيسها في المؤتمر الصحفي، ووفقًا للصحيفة، فقد حاول رئيسها استمالة العصابات، التي وصفها بأنها تشكل جزءًا من المجتمع الهايتي، وهو ما يشكل تحديًا أمام عودة مؤسسات الحكومة والشرطة إلى العمل، وطالب بإتاحة المجال للتنفس، حتى يتم حل المواقف على الأرض، وإنقاذ الشعب المحاصر.
ووفقًا لمهامه، يتولى المجلس، الذي يضم 7 أعضاء منهم 5 لهم حق التصويت فقط، صلاحيات الرئاسة، التي من أهمها مسؤولية تعيين الوزراء، والتوقيع على المراسيم، وتشكيل مجلس الانتخابات، والترتيب للانتقال السلمي للسلطة ومواصلة التعاون في المهمة الأمنية.
المساعدات الإنسانية
ومع تشكيل مجلس الحكم فإن التركيز، بحسب الصحيفة الهايتية، سوف يتحول نحو تقديم المساعدات الإنسانية إلى هايتي، ودعم المؤسسات حتى تتمكن من العمل والعودة إلى "الحياة الطبيعية"، ونشر بعثة أمنية في هايتي، التي تشمل القوات التي تقودها كينيا، حيث كانت كندا وفرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى تعتبر صديقة لهايتي من بين الدول التي تمت دعوتها لحضور اجتماع الكاريكوم.
وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم 333 مليون دولار كمساعدات إنسانية، حيث طالب وزير الخارجية الأمريكي الذي كان حاضرًا للاجتماع، المجتمع الدولي بالعمل معًا لدعم الشعب الهايتي، والحد من تصاعد العنف والاضطرابات، وتسريع عملية الانتقال السياسي التي يقودها ممثلون موثوق بهم من المجتمع الهايتي من أجل إيجاد طريق نحو الأمن والاستقرار والديمقراطية.