حاز كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، على ترشيحات الحزبين الديمقراطي والجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نوفمبر المقبل، بعدما ضمنا ما يكفي من المندوبين، خلال الانتخابات التمهيدية.
وكان بايدن بحاجة إلى أصوات 1968 مندوبًا للفوز بالترشيح، وقالت شركة "إديسون" للأبحاث، إنه تجاوز هذا الرقم، مساء أمس الثلاثاء، مع بدء ظهور نتائج الانتخابات التمهيدية في جورجيا، قبل النتائج المتوقعة من مسيسيبي وولاية واشنطن وجزر ماريانا الشمالية والديمقراطيين الذين يعيشون في الخارج.
وبعد ساعات، حصد ترامب أصوات 1215 مندوبًا المطلوبة لتأمين ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، إذ أجرت أربع ولايات انتخابات، بما فيها جورجيا التي يواجه فيها ترامب اتهامات جنائية، بسبب مساعيه لإلغاء نتائج الولاية في اقتراع 2020.
وبعد انتهاء الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية الخاصة بكل حزب، وحصول المرشح على أغلبية مندوبي الحزب، تعقد هذه الأخيرة مؤتمرات وطنية، يعلن خلالها رسميًا المرشح الرئاسي، ومن سيترشح معه لمنصب نائب الرئيس.
والمندوبون هم الأفراد الذين يمثلون ولايتهم أو مجتمعهم في مؤتمر الترشيح الرئاسي للحزب، إذ يختار هؤلاء مرشحًا رئاسيًا لتمثيل الحزب في الانتخابات العامة، نوفمبر 2024، ولكل ولاية عدد معين من المندوبين بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس.
ومن المقرر عقد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري خلال الفترة من 15 إلى 18 يوليو في ميلووكي بولاية ويسكونسن، ويعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره الانتخابي، خلال الفترة من 19 إلى 22 أغسطس في شيكاغو، وفقًا لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وسيقوم المندوبون في هذين المؤتمرين باختيار مرشحي الحزبين الرسميين، واللذان سيتواجهان بعد ذلك في الانتخابات الرئاسية، نوفمبر 2024.
وبعد الإعلان الرسمي، تنطلق حملة المرشحين للرئاسة في جميع أنحاء البلاد، لكسب تأييد المواطنين، قبل الوصول إلى يوم 5 نوفمبر، تاريخ عقد الانتخابات.
ومن المرتقب خلال هذا السباق الرئاسي، عقد 3 مناظرات رئاسية في ولايات تكساس وفرجينيا ويوتا، في الفترة بين 16 سبتمبر إلى 9 أكتوبر، بالإضافة إلى مناظرة واحدة تجمع نائبي الرئيس المرشحين، في ولاية بنسلفانيا، 25 سبتمبر المقبل.
ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة نوفمبر المقبل، منافسة محتملة بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن، والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
ومهدت نتائج الثلاثاء الطريق لانطلاق حملة الانتخابات العامة لعام 2024، التي من المقرر واحدة من أطول الحملات في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، كما أنها ستكون أول مواجهة رئاسية ثانية في البلاد، منذ ما يقرب من 70 عامًا، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
واعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، أن على الرغم من الفوز الحاسم الذي حققاه، فإن هذه الطريق لن تكون سهلة على الجانبين، بالنظر إلى التحديات والرهانات التي تنتظر كل مرشح.
ومن المتوقع أن يتنافس بايدن وترامب حول نفس الولايات المتأرجحة، وبشأن نفس القضايا، التي طرحت في عام 2020، بما في ذلك الهجرة والاقتصاد والقيم الديمقراطية.
ومن المتوقع أيضًا أن يكون الإجهاض إلى جانب التضخم والسياسة الخارجية، من ضمن "بؤر التوتر" خلال الحملة، وفقًا لتوصيف شبكة "إي بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية.
في السياق ذاته، أوضحت "سي إن إن"، أن ترامب سيخوض الانتخابات هذه المرة تحت شبح 91 تهمة جنائية تتعلق بأربع قضايا جنائية، ترتبط بمزاعم التآمر لقلب هزيمته في آخر رئاسيات، ودوره المفترض في هجوم أنصاره على 6 يناير على مبنى الكابيتول، وأخذ وثائق سرية من البيت الأبيض بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى التستر على مدفوعات مالية سرية لنجمة إباحية قبل انتخابات عام 2016، وهي التهم التي ينفي تورطه فيها.
وبخصوص بايدن، تشير الشبكة إلى أن لديه أيضًا "سجلًا من الإنجازات والأخطاء" التي يجب على الناخبين وزنها، مشيرة إلى أنه يدير حتى الآن حملة مماثلة لسابقتها في عام 2020، إذ يركز على المخاوف بشأن "سلوك ترامب" والنتائج الاقتصادية المتوسطة التي سجلت خلال فترة ولايته.
ويعمل بايدن، الذي سيبلغ من العمر 86 عامًا في نهاية فترة ولايته المقبلة، أيضًا على طمأنة الناخبين المتشككين، بأنه لا يزال قادرًا جسديًا وعقليًا على النجاح في "أهم وظيفة بالعالم"، خاصة في ظل عدم رضا الناخبين في كلا الحزبين عن تعامله مع ملفات الهجرة والتضخم.
ويواجه الرئيس الديمقراطي انشقاقًا داخل القاعدة التقدمية لحزبه، التي تشعر بالغضب لأنه لم يفعل المزيد لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. والشهر الماضي في ميشيجان، اجتذب التصويت الاحتجاجي "غير ملتزم" أكثر من 100 ألف صوت، لكن بايدن حقق الفوز في النهاية.
وقبل تصويت، أمس الثلاثاء، حثت لافتات متناثرة في جميع أنحاء سياتل بولاية واشنطن المشاركين في الانتخابات التمهيدية على التصويت بـ"غير ملتزم" أيضًا، وكتب على بعض اللافتات "أكثر من 30 ألف شهيد في غزة"، "صوتوا على وقف إطلاق النار يوم 12 مارس".
والأمر ذاته ينطبق على جورجيا، إذ يضغط السياسيون المحليون والزعماء الدينيون على بايدن للدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وفي السياق ذاته، تذكر "سي. إن. إن"، أن المعارضة الرئيسية لبايدن خلال الانتخابات التمهيدية لم تأتِ من أي مرشح، بل من القلق العام داخل الحزب بشأن عمره ومن غضب التقدميين بشأن دعم الإدارة لإسرائيل خلال حربها التي استمرت أشهر على غزة.
كما تعرض الرئيس أيضًا لبعض التدقيق بعد نشر تقرير المستشار الخاص روبرت هور، الذي خلص إلى أن بايدن أساء التعامل مع معلومات سرية، وبعد تركه منصب نائب الرئيس، لكن لم يتم توجيه أي اتهامات، إذ قال هور، الذي أدلى بشهادته، أمس الثلاثاء، في الكابيتول هيل، إنه لا يعتقد أن هناك أدلة كافية لاتهام بايدن بارتكاب جريمة.
وعلى الجانب الجمهوري، يُنظر إلى ترامب منذ فترة طويلة على أنه المرشح المفضل، على الرغم من المنافسة من مجموعة من أعضاء الحزب، بما في ذلك حكام الولايات وأعضاء مجلس الشيوخ والمحرضين اليمينيين ونائبه السابق مايك بنس.
وكان آخر من استسلم من المواجهة، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي، التي تركت السباق الجمهوري، الأسبوع الماضي، بعد سلسلة خسائر في "الثلاثاء الكبير"، لكنها لم تعلن تأييدها لترامب في طريقها للخروج.
وقالت هيلي، إن الرئيس السابق بحاجة إلى "كسب أصوات الذين لا يدعمونه داخل وخارج حزبنا". وعلى غرار بايدن، سيحتاج ترامب إلى كسب تأييد الأجزاء المتشككة من قاعدته الانتخابية لمطابقة مستويات الدعم السابقة.
لكن المانحين المؤثرين والبنية التحتية للحزب الجمهورى يصطفون بالفعل خلف الرئيس السابق، إذ أعلن أعضاء اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، الجمعة الماضية، أن ترامب هو المرشح المفترض للحزب.