رسميًا، باتت السويد الدولة رقم 32 في حلف شمال الأطلسي، بعد جهود كبيرة ومماطلة من جانب المجر، حيث تم رفع علم السويد في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الإثنين، مما عزز مكانة الدولة الشمالية، بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية، واقتناع الشعب المتردد بالبحث عن الأمان تحت المظلة الأمنية للحلف.
والمجر هي الدولة الوحيدة في الناتو، التي كانت تقف حجر عثرة في طريق انضمام السويد للحلف، وأرجأت "بودابست" التصديق على الاتفاقية لعدة أشهر، والتي كانت تهدف، بحسب موقع "إن تي في"، إلى توسيع التحالف العسكري، واستمرت قرابة 20 شهرًا من الانتظار، إلى أن فتحت المجر الباب لـ"ستوكهولم".
الراية الزرقاء
وتحت أمطار متواصلة، شاهد رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، وولي العهد الأميرة فيكتوريا، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، جنديين يرفعان الراية الزرقاء، المزينة بصليب أصفر بين الدائرة الرسمية للأعلام الوطنية في مقر الحلف في بروكسل، وذلك بحسب شبكة abcnews الأمريكية.
ووضعت السويد جانبًا، عقودًا من الحياد بعد الحرب العالمية الثانية، عندما انضمت رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي في 7 مارس، وكانت دولة فنلندا المجاورة قد انضمت بالفعل في أبريل 2023 في خطوة تاريخية أخرى أنهت سنوات من عدم الانحياز العسكري، حيث رحبت وزارة الدفاع الفنلندية بتلك الخطوة، لافتة إلى أنها تعتبر حقبة جديدة مع حلفاء آخرين في السلام وفي الأزمات وما بعدها.
وحدة السويد
وحضر وزراء الحكومة السويدية وزعماء الأحزاب من مختلف الأطياف السياسية في عرض للوحدة الوطنية، وقال كريسترسون: "إن الغزو الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا وحد السويد وراء الاستنتاج القائل بأن العضوية الكاملة في الناتو هي الخيار المعقول الوحيد، متعهدًا بأن بلاده سوف تتمسك بالقيم المنصوص عليها في معاهدة واشنطن التأسيسية لحلف شمال الأطلسي".
وكسرت الحرب الروسية الأوكرانية حاجز الـ700 يوم، مع استمرار القتال العنيف بين الجانبين على مستوى كل محاور الصراع، خاصة منطقتي خاركيف ولوهانسك، ومع فشل هجوم كييف المضاد منذ أشهر، يحاول الكرملين الضغط بكل السُبل لتنفيذ أجندته، في الوقت الذي تراجع فيه الجيش الأوكراني، مُتخذًا مواقف دفاعية كبيرة، بسبب نقص المعدات والذخيرة.
حلقة استراتيجية
وتكمل عضوية السويد حلقة استراتيجية من أراضي حلف شمال الأطلسي حول بحر البلطيق، وتستفيد البلاد الآن من ضمان الأمن الجماعي للحلف ضمن المادة 5 من معاهدته، وهو التعهد بأن أي هجوم على أحد الأعضاء سيقابل برد من الجميع، بحسب شبكة abcnews الأمريكية.
وكان أثار قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإرسال قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير 2022، تغييرًا جذريًا في الرأي العام في كلا البلدين، وفي غضون ثلاثة أشهر تقدموا بطلب للانضمام إلى أكبر منظمة أمنية في العالم، وأكد المشاركون أن الناتو الآن أكبر وأقوى، وأن أوكرانيا أصبحت أقرب إلى حلف شمال الأطلسي من أي وقت مضى.