بعد مرور 5 أشهر على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، تعاني ما يقرب من 60 ألف امرأة حامل في غزة من سوء التغذية والجفاف ونقص الرعاية الصحية المناسبة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، أمس الجمعة، إن نحو 5 آلاف امرأة في غزة تلد كل شهر في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية نتيجة القصف والتهجير.
وأضافت الوزارة أن نحو 9 آلاف امرأة، من بينهن آلاف الأمهات والحوامل، قُتلن منذ بدء القصف والعدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي.
وحذرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من أن المجاعة تلوح في الأفق في غزة، حيث أفاد مسؤولو الصحة أن 25 شخصًا على الأقل، معظمهم من الأطفال، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف في الأيام الأخيرة.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة ديبورا هارينجتون، طبيبة التوليد العاملة في مستشفى الأقصى بوسط غزة، إن الأمهات الحوامل وحديثات الولادة اللاتي عالجتهن لم يحصلن على ما يكفي من الرعاية قبل الولادة وبعدها، ما يعرض حياتهن وحياة أطفالهن للخطر، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقالت الدكتورة هارينجتون إن بعض الأمهات الجدد اللاتي تحدثت إليهن قلن إنهن أُجبرن على الولادة في الشارع، أو في ملاجئهن، أو في سياراتهن، لأنهن لم يتمكن من الوصول بأمان إلى المستشفى في الوقت المناسب.
في حين، وجدت مجموعة التغذية العالمية، وهي مجموعة من وكالات الإغاثة العاملة في غزة، في تقرير لها الشهر الماضي أن أكثر من 90% من الأطفال دون سن الثانية والنساء الحوامل والمرضعات، في كل من شمال غزة ومدينة رفح الجنوبية، يواجهون فقرًا غذائيًا حادًا.
وقالت وفاء الكرد، أحد نساء غزة، إنه عندما اقترب موعد الولادة، كان وزنها أقل مما كان عليه قبل الحمل، وكانت تعيش على الأرز والعصير الاصطناعي.
وأضافت، أنها أنجبت طفلة تزن نحو 2.7 كيلوجرام، منذ ما يزيد قليلًا عن أسبوعين. ومنذ ذلك الحين، أمضى زوجها أيامه في البحث بأسواق شمال غزة، حيث تعيش الأسرة، محاولاً العثور على ما يكفي من الطعام لزوجته لإرضاعه وإبقائه على قيد الحياة.
وذكرت "نسوسورك تايمز" نقلًا عن آية سعادة، وهي حامل في شهرها السابع بطفلها الثاني، إنها لم تتمكن من العثور على الفواكه أو الخضار لتناولها في الأشهر الأخيرة. وأضافت أنها لم تكن تحصل دائمًا على مياه نقية للشرب.
كما أكدت، أنها تشعر بالدوار والغثيان دائما، وتشعر بالتعب المستمر.
وقالت "سعادة" في رسالة صوتية أمس الجمعة: "من المفترض أن يزيد وزنك أثناء الحمل.. لكن بدلاً من ذلك، أنا أفقد الوزن".
وفي سياق متصل، قالت الدكتورة هارينجتون، إن الأمهات الضعيفات يلدن أطفالًا ضعفاء، وتواجه النساء الحوامل والأمهات المرضعات مخاطر عالية بشكل خاص لسوء التغذية.
وأضافت: "إذا كنت تعاني سوء التغذية، فمن المرجح أن تصاب بفقر الدم.. سوف تفتقدين جميع أنواع المغذيات الدقيقة التي تحتاجينها لنمو طفلك بأمان".
من جهتها، قالت خلود سعدة، 34 عاماً، وهي حامل في شهرها التاسع وتعيش مع أطفالها الأربعة في خيمة بمدرسة في شمال غزة: "الطعام الذي آكله الآن ليس صحيًا.. لا يوجد طعام صحي في الأسواق الآن، لا دجاج ولا سمك". وأضافت في رسالة صوتية أمس الجمعة: "لا يوجد طعام مناسب للمرأة الحامل".