أرض السلام، وملتقى الأديان، فعليها كلم الله -سبحانه وتعالي- موسى عليه السلام، وبها دير سانت كاترين، من أهم وجهات السياحة الدينية، جميعها عوامل تضافرت لتضع مدينة سانت كاترين على خارطة أهم المعالم الجاذبة للسياحة في مصر، وخاصة الدينية، استنادًا لما تمتلكه من مكانة دينية وتاريخية عظيمة.
ونظرًا لما تحمله المدينة من تراث، اتجهت الدولة لتطويرها بإطلاق مشروع "التجلي الأعظم"، وهو عبارة عن إنشاء مزار روحاني بالوادي المقدس، ليعد واحدًا من المشروعات السياحية الضخمة التي تطورها الدولة المصرية في الوقت الحالي، نظرًا لمكانة تلك البقعة المقدسة الفريدة من أرض مصر، والتي تقع على أرض السلام سيناء.
قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اليوم الأحد، إن مشروع تطوير "موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام"، الذي يتم تنفيذه بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار مخطط تطوير مدينة سانت كاترين ووضعها بمكانتها اللائقة، من خلال تعظيم الاستفادة من المقومات السياحية للمدينة، ذات الطابع الأثري والروحاني والديني والبيئي، إذ يراعي المشروع معايير الاستدامة البيئية العالمية، ويحافظ على التراث المعماري، ويُعلي من القيمة الروحية للمنطقة.
وأضاف "مدبولي"، خلال تفقده المراحل النهائية لمشروعات تطوير موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام: "لدينا توجيه واضح في هذا الشأن من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالاهتمام بجميع التفاصيل الخاصة بالمشروع، لتصبح تلك البقعة المتفردة مقصدًا عالميًا للزائرين من شتى بقاع الأرض، وذلك من خلال مواصلة تنفيذ المشروع المتكامل، اتساقًا مع مكانة تلك البقعة المقدسة من أرض مصر التي شرفها الله بالتجلي فوقها، ولتقديمها للإنسانية والشعوب في أنحاء العالم على النحو الذي يليق بها تقديرًا لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة".
كما أشار إلى اهتمام الدولة بهذه البقعة الفريدة في العالم، التي تجلى فيها المولى سبحانه وتعالى، ولذا تأتي مشروعات التطوير التي يتم الانتهاء منها حاليًا، لتضيف للمدينة قيمة جديدة، بجانب ما تتمتع به من مقومات غير مسبوقة، ومزارات دينية وروحانية.
مطار سانت كاترين الدولي
وتفقد رئيس الوزراء المصري أعمال التطوير الكامل والتوسعات التي يشهدها مطار سانت كاترين الدولي، والذي يشمل المنطقة الإدارية والخدمية، ومنطقة مبنى الركاب، والمنطقة الفنية، وصالة الركاب بسعة 600 راكب في الساعة، بالإضافة إلى منطقة انتظار سيارات تسع 227 سيارة.
ويستهدف مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام بمدينة "سانت كاترين"، إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المُقدس، لتكون مقصدًا للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار وتنمية المدينة ومحيطها مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر وتوفير أماكن لتسكين العاملين بمشروعات مدينة سانت كاترين.
وتتولى وزارة الإسكان تنفيذ المشروع من خلال الجهاز المركزي للتعمير، وبتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 10 مليارات جنيه.
المدينة خضراء
وتهدف الأسس التخطيطية والتصميمية العامة للمشروع إلى الحفاظ على الصورة الطبيعية والروحانية للمكان بشكلها الطبيعي البكر، والحفاظ على الغطاء النباتي الطبيعي باستعمال نباتات من نفس البيئة، مثل أشجار الزيتون واستخدام نباتات ملائمة للبيئة المحلية في كل أعمال تنسيق الموقع، والحفاظ على الرؤية البانورامية للطبيعة التي تتميز بها سانت كاترين.
كما تستهدف الأسس التخطيطية والتصميمية أن تكون المدينة خضراء، إذ تم إصدار قرار بتحويل جميع مركبات النقل العام إلى مركبات كهربائية وعمل 3 محطات للشحن الكهربائي وتنفيذ أكثر من 11 كم مسارات للمشاة والدراجات.
كما يتضمن مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام يشمل إنشاء المنطقة السكنية الجديدة بالزيتونة من خلال إضافة وحدات سكنية وخدمية لاستيعاب الكثافة السكانية المتوقعة للمدينة بعد التنمية، وهي 21 مجمعًا سكنيًا بإجمالي 546 وحدة سكنية، بالإضافة إلى إقامة خدمات متكاملة تتمثل في مدرسة ومسجد وكنيسة ومحلات تجارية.