الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"لا نريد نشر قوات على الأرض".. وزير الدفاع الألماني يتجنب التورط في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تثير فكرة نشر قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على الأراضي الأوكرانية، الكثير من الجدل والخلافات، فبينما يرى بعض القادة مثل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه لا ينبغي استبعاد أي خيار بما في ذلك هذا الخيار، يرفض آخرون مثل وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، هذه الفكرة تمامًا.

ويخشى البعض من أن يؤدي نشر قوات للحلف على أرض أوكرانيا، إلى خطر التصعيد والمواجهة المباشرة مع روسيا، فيما يرى آخرون أنه قد يساعد أوكرانيا في مواجهة روسيا.

لا نشر للقوات في أوكرانيا

قال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إن المناقشات بشأن انتشار قوات حلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا يجب أن تنتهي؛ لأنه لا أحد يريد أن يحدث ذلك بالفعل، بحسب ما أشارت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية.

وأفادت الصحيفة الألمانية أن "بيستوريوس" كان في فنلندا لزيارة القوات الألمانية المشاركة في مناورات الرد الشمالي لحلف شمال الأطلسي في الدائرة القطبية الشمالية، وأثناء وجوده هناك، عقد مؤتمرًا صحفيًا مُشتركًا مع نظيره الفنلندي، أنتي هاكانين.

وقال بيستوريوس ردًا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي تُشير إلى أن أمر نشر قوات غربية في أوكرانيا مفتوح "لا أحد يريد حقًا أن تكون له قوات على الأرض في أوكرانيا"، مضيفًا أن المناقشات حول ذلك "يجب أن تتوقف".

ويوافق هاكانين بيستوريوس في الرأي، قائلًا: "لا أحد يدعم الآن نشر قوات على الأرض".

طرح ماكرون

وقال ماكرون الأسبوع الماضي إنه لا ينبغي استبعاد أي خيار، بما في ذلك القوات البرية، لأنه لا يمكن السماح لروسيا بالفوز. ومع ذلك، أيدت هذه الفكرة دولتان فقط من دول البلطيق، في حين أدانها معظم أعضاء الناتو الآخرين علنًا.

وكان رد الكرملين واضحًا وصريحًا بشأن تصريحات ماكرون، وحذّر من أن إرسال قوات إلى أوكرانيا "لن يكون في مصلحة الغرب".

رد موسكو

وقال المُتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن مجرّد إثارة هذا الاحتمال يشكّل "عنصرًا جديدًا مهمًا جدًا في الصراع".

وعندما سُئل "بيسكوف" عن خطر نشوب نزاع مباشر بين الناتو وروسيا في حال إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، أجاب "في هذه الحالة علينا أن نتحدث ليس عن احتمال بل عن حتمية" المواجهة.

إمداد أوكرانيا بالسلاح

وقال بيستوريوس إن ما يتعين على الغرب فعله بدلًا من ذلك، هو تكثيف تسليم الذخيرة والمعدات إلى الجيش الأوكراني.

وأشار بيستوريوس إلى أن "ألمانيا هي ثاني أكبر داعم لأوكرانيا في جميع أنحاء العالم"، حيث تبرعت بمبلغ 7.5 مليار يورو هذا العام وحده، مضيفًا أن برلين أرسلت "دفاعًا جويًا ومدفعية وذخائر وكل ما تحتاجه أوكرانيا على الإطلاق".

وردًا على أسئلة بشأن قرار ألمانيا عدم إرسال صواريخ توروس بعيدة المدى إلى أوكرانيا، قال بيستوريوس إن ذلك سيكون خطوة مبالغ فيها.

وقال للصحفيين "نؤكد دائمًا أن الصواريخ بعيدة المدى لن تقرر تلك الحرب"، مضيفًا أن المستشار أولاف شولتس قال "هناك خط حاسم واحد لن نتجاوزه أبدًا، وهو أن نكون مشاركين، وأن نكون طرفًا في الحرب".

تسريب جسر القرم

في الأسبوع الماضي، نشرت رئيسة تحرير "روسيا اليوم" مارجريتا سيمونيان، تسجيلًا صوتيًا مسرب ونصًا لمحادثة بين كبار ضباط القوات الجوية الألمانية منذ منتصف فبراير، حيث ناقشوا استخدام صواريخ توروس لتدمير جسر القرم، وافترض الجنرالات أنه سيتم تسليم الصواريخ وحاولوا التوصل إلى طرق لمساعدة أوكرانيا على استخدامها مع الحفاظ على قدر معقول من الإنكار.

وقد حذّرت روسيا الولايات المتحدة وحلفاءها مرارًا وتكرارًا من أن تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا لن يمنع موسكو من تحقيق أهداف عمليتها العسكرية، ولن يؤدي إلا إلى إطالة أمد القتال، وزيادة خطر المواجهة المباشرة مع حلف شمال الأطلسي.