الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خلاف بين علماء الفلك حول اكتشاف عالم مائي يغلي في الفضاء السحيق

  • مشاركة :
post-title
صورة موضوعية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تسبب اكتشاف جديد في الفضاء السحيق في جدل وخلاف بين علماء الفلك، حيث رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي، كوكبًا مغطى بالكامل بمياه محيطية عميقة، والعديد من الغازات في الغلاف الخارجي، الأمر الذي يعزز فكرة البحث عن ظروف صالحة للسكن خارج كوكب الأرض.

وأطلقت وكالة ناسا تلسكوب جيمس ويب الفضائي، في 25 ديسمبر 2021، حيث يقبع على بعد 1.5 مليون كيلومتر خلف الأرض والشمس، ويقوم بالدوران في مدار دائري لتنفيذ مهمات الرصد، ثم تبدأ الوكالة الفضائية بتحليل بيانات التلسكوب، والتي من بين أهم مهامه البحث عن علامات للحياة خارج الأرض، والذي بدأ العلماء فعليًا محاولات العثور عليه، منذ منتصف القرن العشرين.

العالم الهيسي

في البداية قام فريق باحثين من جامعة كامبريدج، بتقييم الملاحظات التي أجراها جيمس ويب، عن بخار الماء والبصمات الكيميائية للميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للكوكب الخارجي، الذي يبلغ نصف قطره ضعف نصف قطر الأرض ويبعد حوالي 70 سنة ضوئية، وأكدوا بحسب الجارديان البريطانية، على أن هذا المزيج الكيميائي موجود في عالم مائي، حيث يمتد المحيط على السطح بأكمله، ومع جو غني بالهيدروجين، إلا أنهم في نفس الوقت لا يتصورون وجود مناظر بحرية معتدلة وجذابة.

ويمكن أن تصل درجة حرارة المحيط في هذا الكوكب، إلى ما يزيد على 100 درجة مئوية أو أكثر، بحسب البروفيسور نيكو مادهوسودان، الذي قاد التحليل، مضيفًا أنه عند الضغط الجوي المرتفع، يمكن أن يظل المحيط بهذه الحرارة سائلاً، لكن ليس من الواضح ما إذا كان صالحًا للسكن، إلا أنه كشف عن أن أحد التفسيرات، هو أن هذا ما يسمى بالعالم الهيسي، حيث يوجد محيط مائي تحت جو غني بالهيدروجين.

تلسكوب جيمس ويب الفضائي

ورأى العلماء أن ظروف الكوكب مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة على الأرض، حيث إن أحد الجانبين يواجه نجمه بشكل دائم، والآخر غارق في الظلام الأبدي، مما يخلق تباينًا شديدًا في درجات الحرارة، ما يجعل المحيط ساخنًا للغاية على الجانب النهاري، أما الجانب الليلي فيمكن أن تكون هناك ظروف صالحة للسكن، ومن المرجح أن تصل المياه إلى أعماق تتراوح بين عشرات ومئات الكيلومترات، مع قاع بحر جليدي عالي الضغط، وتحته نواة صخرية.

محيط ساخن

في المقابل، اعترض فريق كندي قام بملاحظات إضافية لنفس الكوكب الخارجي، والمعروف باسم TOI-270 d، حيث اكتشفوا نفس المواد الكيميائية الموجودة في الغلاف الجوي، لكنهم قالوا إن الكوكب سيكون ساخنًا للغاية بالنسبة للمياه السائلة، ربما 4000 درجة مئوية، وبدلاً من ذلك سيحتوي على سطح صخري يعلوه غلاف جوي كثيف بشكل لا يصدق من الهيدروجين وبخار الماء.

وشكك البروفيسور بيورن بينيكي، من جامعة مونتريال، في فرضية "عالم الهيسي"، مشيرًا إلى أن درجة الحرارة من وجهة نظرنا دافئة للغاية بحيث لا يمكن أن يكون الماء سائلاً، لافتًا إلى أن الغلاف الجوي يبدو أنه يحتوي على كميات كبيرة من بخار الماء، بحيث لا يمكن قبول وجود محيط، مع وجود الماء في حالة فوق الحرجة، حيث يصبح التمييز بين السائل والغاز غير واضح.

ويلتقط التلسكوب ضوء النجوم الذي تم ترشيحه عبر الأجواء للكواكب التي تدور حولها لإعطاء تفاصيل مفصلة عن العناصر الكيميائية الموجودة، ومن هذا المنطلق، يستطيع علماء الفلك تكوين صورة للظروف على سطح الكوكب، واحتمالية قدرة الحياة على البقاء هناك.