استعرضت كوريا الشمالية، أمس الخميس، أنظمة مدفعيتها بعيدة المدى وآلاف الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها لضرب الشطر الجنوبي دون سابق إنذار، ما يؤدى إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، وفقًا لما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن الخبراء.
وتأتي التدريبات المدفعية لكوريا الشمالية، في وقت يتصاعد فيه التوتر في شبه الجزيرة الكورية حيث تجري الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات "درع الحرية" السنوية، والتي قال الجيش الكوري الجنوبي إنها ستركز على ردع التهديدات النووية لكوريا الشمالية.
ونددت وزارة الدفاع الكورية الشمالية، الاثنين الماضي، بالمناورات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي استمرت 11 يومًا، ووصفتها بأنها "استفزازية" و"متهورة"، وحذرت من أن القوات الكورية الشمالية ستراقب "الأعمال المغامرة" وستقوم "بأنشطة عسكرية مسؤولة" للسيطرة على الوضع الأمني غير المستقر، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
وكانت مناورة المدفعية التي أجريت، أمس الخميس، هو التدريب الثاني لكوريا الشمالية هذا الأسبوع، بعد يوم من تسلل قواتها البرية إلى مواقع حرس الحدود خلال المناورات.
وراقب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون كلا التدريبين وشوهد في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، في تقريرها، إن تدريب المدفعية بعث برسالة إلى الجنوب، وبدأ بإطلاق الوحدات الفرعية للمدفعية بعيدة المدى بالقرب من الحدود، والتي وضعت عاصمة "العدو" في مرمى ضرباتها وأنجزت مهام عسكرية مهمة للردع الحربي، وفق الوكالة.
وأضاف التقرير، أن كيم شدد على أهمية الاستعداد "للتعبئة القتالية المنتظمة حتى تتمكن جميع وحدات المدفعية الفرعية من أخذ زمام المبادرة بضربات سريعة لحظة دخولها في حرب فعلية.
ولفتت "سي. إن. إن" إلى أن كوريا الشمالية تزود روسيا بأنظمة المدفعية بعيدة المدى، للقتال في أوكرانيا. ومنذ أغسطس، شحنت بيونج يانج حوالي 6700 حاوية إلى روسيا، والتي يمكن أن تستوعب أكثر من 3 ملايين طلقة من قذائف المدفعية أو أكثر من 500 ألف طلقة لقاذفات صواريخ متعددة، وفقًا لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية.
وذكرت الشبكة الأمريكية، أنه في الوقت الذي تمثل هذه الأسلحة تحديا كبيرا للمدافعين عن أوكرانيا، فإنها تشكل أيضًا تهديدًا يلوح في الأفق دائما لكوريا الجنوبية والقوات العسكرية الأمريكية المتمركزة في شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت الشبكة عن خبراء، إنه يكاد يكون من المستحيل التصدي للضربات المدفعية. وقال تقرير صدر عام 2020 عن مؤسسة "راند كورب" للأبحاث إن أنظمة المدفعية الكورية الشمالية، مع ما يقرب من 6 آلاف مدفع كبير، بمدى يصل إلى المراكز السكانية الرئيسية في كوريا الجنوبية، تمثل خطرًا كبيرًا على الجنوب، مثل برامج كيم النووية والصاروخية.
وقال تقرير راند: "إذا تم إطلاقها على أهداف مدنية، فمن المحتمل أن تقتل هذه الأنظمة التي يبلغ عددها حوالي 6000 أكثر من 10000 شخص في ساعة واحدة فقط".
وفي أحد السيناريوهات، يوقع وابل من الصواريخ على منطقة تبلغ مساحتها 2.4 كيلومتر مربع في العاصمة سيول، باستخدام 54 قاذفة صواريخ متعددة فقط، أكثر من 10 آلاف ضحية.
وذكر التقرير "أن القصف الكوري الشمالي يمكن أن يقتل عدة آلاف في ساعة واحدة فقط، دون سابق إنذار، وسيكون من الصعب على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بمجرد بدء القصف، وقفه، أو حماية سكان جمهورية كوريا، قبل أن يتسبب في ضرر جسيم".
وقال التقرير، إنه حتى الضربات الانتقامية من جانب كوريا الجنوبية والولايات المتحدة سيكون من الصعب تنفيذها.
وحسب التقرير، يقع جزء كبير من مدفعية جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في مواقع مدفعية شديدة التحصين مع نشر قدرات الدفاع الجوي في المواقع الخلفية. وتلك إجراءات الحماية تجعل الضربات الجوية والنيران المضادة ضد مدفعية كوريا الشمالية تحديًا للقوات الأمريكية وجمهورية كوريا.
واتخذ الزعيم الكوري الشمالي موقفًا أكثر تشددًا ضد الشطر الجنوبي، في الأشهر الأخيرة، قائلًا إن الشمال لن يسعى بعد الآن إلى المصالحة وإعادة التوحيد مع الجنوب، وأصدر تعليمات لجيش البلاد وصناعة الذخيرة والأسلحة النووية وقطاعات الدفاع المدني لتسريع الاستعدادات للحرب ردًا على تحركات المواجهة من قبل الولايات المتحدة.
وفي يناير، وصف كيم كوريا الجنوبية بأنها "العدو الرئيسي الثابت" للجنوب وأمر بهدم النصب التذكاري لإعادة التوحيد في العاصمة بيونج يانج.