يؤدي فشل بروتوكولات الاستهداف التي يتبعها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى وقوع إصابات جسيمة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، في هجوم مستمر على غزة، يهدف ظاهريًا إلى تفكيك شبكات المسلحين والذي طال أمده دون أن تلوح له نهاية في الأفق.
موقع منظمة "فير أوبزرفر" الدولية الأمريكية أعد تقريرًا حول الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، التي دخلت يومها الـ151، مُشيرًا إلى أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يصر حتى الآن على رغبته في الإبقاء على احتلال قطاع غزة إلى أجل غير مسمى.
عدد القتلى مذهل
وأضاف أن عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين المذهل، الذي قال لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، إنه تجاوز 25.000 في أواخر فبراير، دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الحليف القوي الذي منح إسرائيل تفويضًا مُطلقًا للانتقام إلى الضغط على نتنياهو، وممارسة ضبط النفس والتأكد من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تتوافق مع المبادئ الأساسية للحرب العادلة والقانون الدولي.
وذكر التقرير أن إسرائيل تدعي أنها تفعل كل ما في وسعها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين بغزة، وأنها تطبق إجراءات استهداف مُعقدة تهدف إلى ضمان أن تكون أي ضربة عسكرية متناسبة ولا تقتل عددًا مُفرطًا من المدنيين، وأصر نتنياهو في أكتوبر الماضي أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي الأكثر أخلاقية في العالم".
حملة وحشية
ورأى التقرير أن إسرائيل في الحقيقة شنت حملة وحشية في غزة، ولم تلتزم بالبروتوكولات التي من المفترض أن تتبعها قواتها المسلحة لتقليل عدد القتلى بين المدنيين، ما أدى إلى دمار لا يوصف وجعل التوصل إلى حل للصراع أكثر صعوبة.
وأوضح أن الحروب الماضية تساعد في اختراق ضباب الحاضر، وفي الأعوام 2008-2009، و2012، و2014، و2021 ادعت إسرائيل أنها تبذل قصارى جهدها لقمع الإرهاب، تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين، إذ إنه لا يمكن اعتبار جميع الأهداف التي أطلقتها إسرائيل في الحملات السابقة أهدافًا عسكرية مشروعة.
منازل المسلحين
وضربت إسرائيل أهدافًا أطلقت عليها اسم "منازل المسلحين"، وكانت معظمها منازل وشقق مدنية أصرت إسرائيل على أنها تؤوي أعضاء الفصائل المسلحة، وكثيرًا ما هدمت مباني بأكملها لمجرد أن مسؤوليها وضعوا علامة على شقة واحدة، وفي هذه الحالات، لم يكن المسلحون أنفسهم ولا أي شيء يمكن اعتباره نشاطًا مسلحًا هو الأهداف المقصودة للهجمات، فمجرد وجود أحد المسلحين هناك كان كافيًا لإسرائيل لتبرير تدمير المبنى بأكمله.
وفي وقت مبكر من عملية عام 2014، أشارت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" إلى أن ضرب منازل المسلحين يعد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي لأنها منازل مدنية، وليست أهدافًا عسكرية.
وتحدث جنود إسرائيليين مع منظمة "كسر الصمت" أوضحوا أن المنازل المستهدفة في الواقع مساكن عادية وليست مراكز للعمليات المسلحة، وينتهي منطق الاستهداف المشوه الذي تتبعه إسرائيل بهدم مبنى بأكمله لمجرد الوصول إلى شقة واحدة، ما يعرض عشرات المدنيين الذين ليس لهم أي دور في القتال للخطر.