أصبحت السفن الروسية تتحرك بمزيد من الحذر في البحر الأسود، بعد سلسلة من هجمات المُسيّرات التي نفذتها البحرية الأوكرانية، ضد الأسطول الروسي في المنطقة، وفق ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ولفتت المجلة إلى حادث وصفته بـ"مثير للاهتمام" وقع مؤخرًا، إذ بدا أن مجموعة من السفن الروسية تقترب من مضيق البوسفور، قبل أن تستدير للخلف بشكل غير متوقع، بدلًا من العبور إلى شبه جزيرة القرم، التي تسيطر عليها روسيا، وفقًا لمتحدث باسم البحرية الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية، على شاشة التلفزيون الأوكراني، بحسب وكالة الأنباء الأوكرانية "يونيان": "في الآونة الأخيرة، وقعت حادثة مثيرة للاهتمام عندما أرسلوا وحدتين من السفن لمرافقة سفنهم من مضيق البوسفور.. وهذا لا يحدث في كثير من الأحيان، فقط مرة واحدة في الشهر.. لكن في مرحلة ما، استدارت للخلف عائدة".
وتوقع المتحدث أن يكون الدافع وراء هذا التحول، أن قادة السفن ربما تلقوا بلاغات بشأن "تهديد"، مشيرًا إلى أنه يمثل "اتجاهًا إيجابيًا" بالنسبة لأوكرانيا.
وأضاف المتحدث أن "هذه السفن اضطرت إلى التحرك على طول الحدود التركية، وكانت في الواقع مختبئة في المياه الإقليمية التركية، وبالتالي لم تسلك أقصر الطرق، التي كانت تسلكها عادة، بل هربت بدلًا من ذلك إلى مخابئها".
واستهدفت أوكرانيا أسطول روسيا في البحر الأسود، في سعيها لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم، التي تعد بمثابة المركز اللوجستي المركزي لموسكو لقواتها في جنوب أوكرانيا.
وكان معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، ذكر في تقييم أجراه في ديسمبر، أن نجاح أوكرانيا في ضرب سفن أسطول البحر الأسود "أجبر البحرية على تغيير أنماط عملها".
وقال المركز البحثي إن هذا يدفع أسطول البحر الأسود إلى نقل بعض السفن بعيدًا عن قاعدته الرئيسية في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، ويعوق قدرة الأسطول على التدخل في التجارة البحرية بالجزء الغربي من البحر الأسود.
وتمتلك أوكرانيا قوة بحرية كبيرة، لكنها استخدمت -بشكل مثير للإعجاب- الطائرات البحرية بدون طيار لتنفيذ ضربات دراماتيكية على أصول روسيا في البحر الأسود، والتي أثبتت أنها محرجة للغاية لموسكو، ما أدى إلى خسائر في العديد من سفن الإنزال، وطرادات من طراز "ترانتول" وغواصة.
وقال مركز القوات المسلحة الأوكرانية للاتصالات الاستراتيجية (ستراتكوم) إن قوات كييف "عطلت" نحو 33% من السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الخلفي، بحلول السادس من فبراير.
وقال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية، أمس الأول الجمعة، إن أسطول البحر الأسود الروسي أصبح الآن "محدودًا" في تحركاته.
وسبق أن قالت البحرية الأوكرانية في مطلع فبراير، إن العمليات الروسية في البحر الأسود أصبحت "معقدة للغاية، إن لم تكن مشلولة"، بسبب الحرب بين موسكو وكييف.