ثمة مؤشر على احتدام الخلافات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والوزير في "مجلس الحرب" بينى جانتس، إذ ذكرت هيئة البثّ العامة "كان"، أن سفارة إسرائيل في واشنطن تلقت تعليمات، بعدم تسهيل رحلة جانتس إلى الولايات المتحدة، بعد عدم حصوله على تصريح من نتنياهو. وبالإضافة إلى ذلك، لن يشارك السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوج، شقيق الرئيس يتسحاق هرتسوج، في الزيارة، بحسب تقرير الهيئة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، أكدت شعور نتنياهو بالغضب من قرار جانتس بالسفر إلى واشنطن، لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، من دون موافقته.
وقال مصدر مقرب من نتنياهو، إنه أوضح للوزير جانتس أن "دولة إسرائيل لها رئيس وزراء واحد فقط"، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وأضاف المصدر أن الرحلة تم تنظيمها بشكل مخالف للأنظمة الحكومية، التي "تتطلب من كل وزير الحصول على موافقة مسبقة على السفر من رئيس الوزراء".
ويزور جانتس -العضو في مجلس وزراء حرب الاحتلال- العاصمة واشنطن لعقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أمريكيين، وفقًا لبيان صدر عن مكتبه، أمس السبت.
وقال البيان، إن "جانتس" من المقرر أن يلتقي، غدًا الاثنين، نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، كما سيلتقي أيضًا بأعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وأضاف أن جانتس سيلتقي كذلك كبار أعضاء لجنة "إيباك" المؤيدة لإسرائيل، والمؤلفة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
لم يعلم بالزيارة
وفيما أشار البيان إلى أن "جانتس بادر وأطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشكل شخصي، أمس الأول الجمعة، بأنه ينوي السفر، للتنسيق معه بشأن الرسائل التي سيتم طرحها خلال اللقاءات"، أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن نتنياهو لم يكن على علم بالزيارة حتى الاتصال الأخير.
وقال مصدر مقرب من نتنياهو، إن الرحلة تم تنظيمها "دون موافقة رئيس الوزراء وتتعارض مع اللوائح الحكومية، التي تتطلب من كل وزير الحصول على موافقة مسبقة على السفر مع رئيس الوزراء، بما في ذلك الموافقة على خطة السفر".
ووفقا لـ"تايمز أوف إسرائيل" فإن جانتس، وزير جيش الاحتلال السابق، يبقى المنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو، حسبما تكشف استطلاعات الرأي.
وأدخل جانتس "حزب الوحدة الوطنية" الذي يتزعمه إلى الحكومة، بعد الهجوم الذي شنته الفصائل على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي، وبدء العدوان على القطاع.
ومن المقرر أن يسافر جانتس أيضًا إلى لندن من واشنطن، وأفاد موقع "واي نت" بأن حزبه السياسي يدفع تكاليف الرحلة بأكملها.
وفي الولايات المتحدة، يعتزم جانتس مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في غزة، بحسب مكتبه، وسيُجري أيضًا محادثات حول الحفاظ على المساعدات الأمريكية لإسرائيل، وتعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.
إحباط بايدن
وتأتي زيارة جانتس للولايات المتحدة، في الوقت الذي تشعر فيه إدارة بايدن بالإحباط المتزايد تجاه نتانياهو وائتلافه اليميني، وفقًا لـ"تايمز أوف إسرائيل".
وقال "بايدن"، في مقابلة سابقة على شبكة "إن. بي. سي" الأمريكية، إن الحكومة الإسرائيلية "ستخسر الدعم الدولي في حال استمرت على نهجها اليميني المتشدد الحالي".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس، بأن مسؤولين بالولايات المتحدة، صرحوا بأن "إدارة نتنياهو عنيدة ومتعجرفة وتتحدى شركاءها الأمريكيين، وواشنطن لن تتسامح في ذلك".
وأكد مسؤول في البيت الأبيض، أن جانتس سيلتقي بـ"هاريس"، وأنه من المتوقع أن تتناول المحادثات موضوعات تشمل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وتأمين وقف مؤقت لإطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، وزيادة المساعدات للقطاع.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن هاريس "ستعرب عن قلقها بشأن سلامة ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في رفح".
وأضاف المسؤول، إن هاريس وجانتس سيناقشان أيضًا التخطيط لما بعد انتهاء الحرب لتنشيط غزة تحت حكم السلطة الفلسطينية.
وتزايدت الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار في غزة، إذ قالت السلطات الفلسطينية إن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ هجوم السابع من أكتوبر، تجاوز 30 ألفا، كما حذرت الأمم المتحدة من أن نحو ربع سكان القطاع صاروا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وتتوقع الولايات المتحدة ودول أخرى زيادة المساعدات إلى غزة بعد وقف مؤقت لإطلاق النار، وقال بايدن، أمس الأول الجمعة، إنه يأمل أن يحدث بحلول شهر رمضان.