الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اليابان تخطط لبناء ملاجئ.. وسط "قلق متزايد" بشأن التوترات بين الصين وتايوان

  • مشاركة :
post-title
علم اليابان

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أعلنت الحكومة اليابانية، مؤخرًا، عن خطط لبناء ملاجئ ضد القنابل في الجزر النائية التابعة لمحافظة أوكيناوا، بدافع من التوتر المتزايد بين الصين وتايوان.

وقال ماسافومي إيدا، محلل الصين البارز في المعهد الوطني للدراسات الدفاعية في طوكيو، إن هناك "قلقًا متناميًا" من أنه في حال اندلاع صراع من هذا النوع، فإن هناك "نسبة ضئيلة" من احتمالية عدم مشاركة اليابان، لذلك أصبحت هناك حاجة إلى بناء الملاجئ.

مواصفات الملاجئ

وذكرت القناة الإذاعية الوطنية "إن إتش كيه"، الأربعاء الماضي، أنه سيتم الانتهاء من إرشادات تصميم الملاجئ بحلول نهاية مارس، قبل تقديم المقترحات إلى الحكومات المحلية. ومن المحتمل أن تكون مستويات الطابق السفلي من المرافق العامة القائمة، مثل المدارس والبلديات والمكتبات، هي أنسب الأماكن.

وتأتي خطط الملاجئ إضافة إلى المقترحات التي يجري وضعها لإجلاء المدنيين الساكنين في الجزر النائية التي تحتوي على منشآت عسكرية يابانية، والتي قد تصبح أهدافًا.

وتنص تلك المقترحات، التي وردت في الأوراق الدفاعية الأخيرة، على إجلاء السكان بحرًا أو جوًا إلى جزيرة أوكيناوا الرئيسية، ثم إلى جنوب كيوشو.

وبحسب "إن إتش كيه"، فإن مسؤولي الحكومة كانوا يفحصون الهياكل القائمة على الجزر، وحددوا مباني خرسانية قوية يمكن تعديلها لتوفير مأوى. وسيتم تجهيز هذه المباني بجدران خرسانية سمكها لا يقل عن 30 سنتيمترًا لتحمل انفجارات الصواريخ والقنابل، وستكون مزودة بمصادر طاقة مستقلة وأنظمة اتصالات وتخزين للغذاء والإمدادات الطبية.

وينص المقترح على أن يكون لكل شخص مساحة 2 متر، وأن تكون الإمدادات كافية لدعم النازحين لمدة تصل إلى أسبوعين.

وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج، يرى بعض المحللين أنه إذا أرادت الصين غزو تايوان، فلن يكون أمامها خيار سوى مهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في أوكيناوا، لتحييد التهديد الذي يواجه الجناح الشمالي لأي أسطول غزو.

وقال "إيدا" إن أي هجوم على القواعد الأمريكية سيكون أيضًا هجومًا على الأراضي اليابانية ذات السيادة، وسيتطلب ردًا.

هل تتورط اليابان في الصراع؟

تشعر طوكيو بالقلق، من أن اندلاع الأعمال العدائية، مثل غزو الصين لتايوان أو هجوم مفاجئ بالقرب من الجزر اليابانية مثل يوناجوني -التي تبعد 111 كيلومترًا فقط عن تايوان- لن يتيح للسلطات اليابانية الوقت الكافي لإجراء عملية إجلاء، ما يعني أنه سيتعين على السكان الاحتماء في مكانهم، وتورطها المباشر في الحرب حفاظًا على أرضها ومواطنيها.

وقال جارين مولوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "دايتو بونكا" والمتخصص في القضايا العسكرية، إن وثائق قوات الدفاع الذاتي البرية، التي تسربت في عام 2018، تحتوي على سيناريوهات مفصلة للصراع في المنطقة، واقترحت أنه إذا نفذت القوات الصينية هجمات برمائية على الجزر النائية واستولت عليها، فإن اليابان ستضطر إلى الانخراط في الحرب، ولن يكون أمامها خيار سوى استعادة المنطقة.

وكان رد فعل الجمهور الفوري أن إعادة تمثيل معركة أوكيناوا الدامية عام 1945 ستكون حتمية، بحسب ما قال "مولوي".

وأضاف: “لم يكن السكان المحليون معارضين بشكل خاص لوجود القواعد العسكرية الأمريكية في تلك الجزر، لجلبها العديد من المنافع والفوائد، من المنح إلى العمالة، لكن الوضع تغير الآن إلى أن القواعد تجعل جزرهم هدفًا، ما أثار جرس الإنذار وشق الآراء المحلية".

ومع ذلك، صُدمت الحكومة المحلية في يوناجوني من حجم وكثافة النشاط العسكري الصيني، عندما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي تايوان في أغسطس 2022. وتضمنت سلسلة من التدريبات العسكرية حول الجزيرة مثل إطلاق صواريخ كروز، التي سقطت بعضها داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان قبالة يوناجوني.

وهو ما دفع المدينة بمسح الكهوف الجيرية المنتشرة في الجزيرة والتي استخدمتها الأجيال السابقة لتوفير المأوى عندما بدأت الولايات المتحدة هجومها على أوكيناوا في عام 1945.