طلبت مقاطعة ترانسنيستريا الانفصالية رسميًا، المساعدة الأمنية من روسيا، في مواجهة حكومة مولدوفا، التي وصفوها بأنها تسعى لتدمير اقتصاد المنطقة الانفصالية، وقيامها بانتهاك حريات سكانها، وذلك عقب اجتماع نادر عقده مئات النواب والمسؤولين في الحكومة، بهدف ما وصفوه السعى للحفاظ على هويتها وحقوق ومصالح شعبها، وهو الأمر الذي أثار مخاوف من اشتعال الحرب القائمة بالفعل.
وتعد ترانسنيستريا مقاطعة انفصالية في الشريط الضيق بين نهر دنيستر والحدود الأوكرانية، ومعترف بها دوليًا في الوقت الحالي كجزء من مولدوفا، عاصمتها تيراسبول، ويرجع تفاصيل انفصالها عقب حل الاتحاد السوفيتي، حيث نشب صراع عسكري مرير بين الطرفين بدأ في مارس 1992 وانتهى بوقف إطلاق النار في يوليو من نفس العام، وأصبحت تتمتع بالحكم الذاتي، ولها حكومتها وبرلمانها وجيشها وشرطتها ونظامها الخاص، بعد اعتماد دستور وعلم ونشيد خاصين بها.
نداء عاجل
ومن خلال نداء عاجل تم توجيهه إلى روسيا عن طريق وثيقة، وافق عليها 600 مندوب، يمثلون برلمان ترانسنيستريا ومجالس المدن والأحياء والقرى، كشف المسؤولون بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، أنهم يتعرضون لضغوط متزايدة من دولة مولدوفا المجاورة، متهمين إياها بالسعي لتدمير اقتصاد المنقطة الانفصالية وانتهاك كافة الحريات التي يتمتع بها سكان المنطقة.
ووفقًا لآخر تقسيم للمجموعات العرقية في ترانسنيستريا، يشكل الروس 34٪ والمولدوفيون 33٪، بينما يشكل الأوكرانيون 26.7٪ والبلغار 2.8٪، وبموجب الاتفاقيات الموقعة، تشرف لجنة مراقبة مشتركة ثلاثية الأطراف من روسيا ومولدوفا وترانسنيستريا، على الترتيبات الأمنية في المنطقة منزوعة السلاح.
حقوق الشعب
وأكد الموقعون على الوثيقة أنهم سيقاتلون من أجل الحفاظ على هويتهم وحقوق ومصالح شعبهم، مطالبين روسيا من خلال مجلس الاتحاد الروسي والبرلمان، بالعمل كوسيط ضامن تجاه مولدوفا، حيث ترى الأخيرة، بحسب المجلة الأمريكية، أن تواجد القوات الروسية على أراضي المقاطعة يشكل تهديدًا كبيرًا لأمنها، خاصة مع استمرار اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية.
حرب نووية
تسببت تلك الخطوة في ردود أفعال عالمية كبيرة، حيث حذر عدد من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، وأوكرانيا بالتبعية، من خطورة مثل تلك الخطوة واستغلال روسيا لتلك المنطقة كذريعة لتوسيع عملياتها، مشيرين إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تصعيد كبير واندلاع حرب نووية، وفي الوقت نفسه حذر رئيس المخابرات الأوكرانية من خطورة حملات التضليل المتعمدة التي تهدف لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة.
ونقلت المجلة مخاوف المسؤولين الأوكرانيين من تكرار قيام موسكو بنفس السيناريو مع ما يسمى جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين، اللتين كانتا سببًا في بدء الحرب على أوكرانيا، متهمين ترانسنيستريا بالاشتراك مع موسكو في محاولة تنفيذ السيناريو من جديد، مطالبين القوات الأوكرانية باعتبار الجيش الروسي المتواجد في ترانسنيستريا أهدافًا مشروعة لأوكرانيا، ويجب تحريرها.