بعد مرور عامين على الحرب الروسية الأوكرانية، تجرى منافسة أخرى بين موسكو وبرلين، حول مستقبل المواطنين الروس الموجودين في ألمانيا، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
ورفعت برلين حالة التأهب، بعد واقعة وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن، وقبلها مقتل المنشق الروسي مكسيم كوسمينوف في جنوب إسبانيا، ومن أجل ذلك تقوم السلطات الأمنية بألمانيا في كل إشارة إلى وجود تهديدات محتملة للمواطنين الروس.
حماية الروس في ألمانيا
وحذّرت وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيز أيضًا من المخاطر التي يتعرض لها الروس الذين يعيشون في ألمانيا، لافتة إلى أن 1900 مواطن روسي معرضون بشكل خاص للخطر بسبب عملهم ضد الحرب في أوكرانيا ومن أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، حصلوا على الحماية في ألمانيا منذ عام 2022 بسبب الاضطهاد السياسي.
وقالت فيزر: "أي شخص يعارض نظام بوتين يعرّض نفسه لخطر كبير، كما وجد بعض هؤلاء الأشخاص الحماية في ألمانيا بسبب الاضطهاد السياسي، نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان سلامة هؤلاء الأشخاص في ألمانيا".
مقتل الطيار الروسي
وفيما يتعلق بقضية الطيار الروسي مكسيم كوسمينوف الذي قُتل بالرصاص في جنوب إسبانيا منتصف فبراير الماضي، قالت وزيرة الداخلية الألمانية إن السلطات الأمنية الألمانية على اتصال مع السلطات الإسبانية.
وعثر على جثة كوسمينوف في 13 فبراير الجاري، في بلدة فيلاجويوسا الشاطئية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في إسبانيا، بعد أن أطلق الجناة النار على الشاب البالغ من العمر 33 عامًا ست مرات ثم دهسوه بالسيارة.
وسافر كوسمينوف إلى أوكرانيا بطائرته الهليكوبتر من طراز Mi-8 في أغسطس الماضي وتحدث علنًا ضد الحرب الروسية، وقُتل روسيان آخران كانا على متن المروحية أثناء محاولتهما الهروب بعد هبوطها في أوكرانيا.
تقييد الروس
ويحتاج المواطنون الروس إلى تأشيرة لدخول ألمانيا بشكل قانوني، ويتم التعامل مع إصدار التأشيرة بشكل مقيد للغاية، ولم تعد إستونيا ولاتفيا المجاورة لروسيا وكذلك ليتوانيا وبولندا تسمح للمواطنين الروس بدخول البلاد بتأشيرات شنجن، ما يعني أن السفر البري مقيد بشدة.
الهروب من الجيش
بعد مرور عامين على الحرب الروسية على أوكرانيا، لم يعد لدى العديد من الروس طريق للعودة إلى ديارهم، إذ يتجنب الرجال في المقام الأول التعبئة.
وأشارت البيانات الصادرة عن وكالة الحدود الأوروبية فرونتكس، إلى أن ما يقرب من 500 ألف روسي غادروا البلاد بشكل دائم في العام الأول من الحرب، وفرت الغالبية العظمى منهم إلى إحدى الدول المجاورة مباشرة لكازاخستان وجورجيا أو إلى تركيا.