الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خسائر وعزلة.. روسيا تدفع ثمنا باهظا بعد عامين من التوغل في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
روسيا تدفع ثمنًا كبيرًا في استمرار الحرب على أوكرانيا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم يكن الانتصار الجزئي الذي حققه الجيش الروسي على الأرض، خلال العامين الماضيين، سهلًا على الإطلاق، والذي كان آخره السيطرة على مدينة أفدييفكا الاستراتيجية، فمع دخول الحرب عامها الثالث، يُواجه الكرملين خسائر كبيرة وتكاليف باهظة، بجانب عزلة اقتصادية، ورياضية أيضًا، منذ انطلاق أول رصاصة في أرض المعركة.

وأصبحت روسيا تسيطر على العديد من الأراضي المهمة، التي كانت في الماضي أوكرانية، وفي المقابل يواجه الجيش الأوكراني انكماشًا دفاعيًا خطيرًا، وتراجعًا مستمرًا، مع استمرار القتال العنيف بين الجانبين على مستوى كل محاور الصراع، منذ فشل هجوم كييف المضاد منذ أشهر، بسبب نقص المعدات الحربية من قبل الحلفاء، الأمر الذي جعل الكرملين يحقق أكبر مكسب له على الإطلاق بعد معركة باخموت.

خسائر اقتصادية

تسببت العملية في أوكرانيا، إلى خسارة روسيا حصة كبيرة من سوق الغاز الطبيعي وإيراداته في أوروبا، وبحسب المجلس الأطلسي للأبحاث والدراسات الاقتصادية والسياسية والأمنية، فإن العزلة التي فرضت عليها من الغرب وأمريكا، جعلت خسارة الكرملين المتوقعة في عام 2024، بين سبعة وعشرين وأربعة وثلاثين مليار دولار، بجانب انخفاض مخصصات التعليم والرعاية الصحية مع تحويل التمويل نحو الحملة العسكرية.

وبهدف تقليص عائدات النفط الروسية، فرض أعضاء تحالف مجموعة السبع سقفًا لأسعارها، وهو الأمر الذي كان ناجحًا، رغم التحايل الروسي، كما تمكنت الدول الأوروبية بعد تجميد أصول البنك الروسي المركزي، من الاحتفاظ بما قيمته نحو 300 مليار دولار، ووافق المجلس الأوروبي أخيرًا على تحويل دخل الفوائد الخاصة بها، ومن الممكن أيضًا استخدام رأس المال لمساعدة أوكرانيا في الحرب.

تكتيك الاستنزاف تسبب في خسائر كبيرة بالجيش الروسي
تكتيك الاستنزاف

ويرى المجلس الأطلسي في دراسته عن الخسائر الروسية بسبب الحرب، أن تكتيكات الكرملين تعتبر شديدة الاستنزاف، وتتضمن دفع القوات إلى الأمام واستخدام هجمات الموجات البشرية، حيث انخرط الجيش في جهود هجومية حول أماكن مثل باخموت وأفدييفكا عن طريق رمي حشود في قلب المعركة، مشيرين إلى أنه اعتبارًا من ديسمبر 2023 قُتل أو جُرح 315 ألف جندي روسي في أوكرانيا.

وأدى ارتفاع معدل الضحايا العسكريين التي تكبدها الجيش الروسي في الحرب، خاصة الحملة الأخيرة التي دامت أربعة أشهر للسيطرة على مدينة أفدييفكا، إلى انتكاس جهود دامت خمسة عشر عامًا لتحديث القوات البرية، مشيرين إلى أن خسارة 90% من القوات، أدى إلى اتخاذها تدابير استثنائية للحفاظ على قدراتها القتالية، بما في ذلك تجنيد المدانين والمدنيين الأكبر سنًا، الأمر الذي يرجح فقد روسيا لجودة قواتها القتالية.

قطاع التكنولوجيا

ويُعد قطاع تكنولوجيا المعلومات أمرًا حيويًا للاقتصاد الروسي، حيث قاد ما يقرب من ثلث النمو في البلاد منذ عام 2015، إلا أنه في الأشهر التي أعقبت الحرب، غادر ما يقرب من مائة ألف من هؤلاء الشباب المهنيين من القوى العاملة البلاد، إلى جانب أكثر من ألف شركة غربية، وهو ما تسبب في حرمان القطاع من الوصول إلى الاتصال العالمي، والأبحاث، والتبادلات العلمية، والمكونات التكنولوجية البالغة الأهمية.

شركات التكنولوجيا تسببت في أزمة بعد مغادرة السوق الروسية

ووفقًا لوزير التنمية الرقمية الروسي، يواجه قطاع تكنولوجيا المعلومات الآن عجزًا يزيد على نصف مليون عامل، وهو الأمر الذي رُجح معه تخلف روسيا على المدى الطويل عن القوى العالمية الأخرى، مثل الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي، ومع القيود الشديدة المفروضة على الوصول إلى التكنولوجيا الغربية بسبب العقوبات، لا توجد سوى قِلة من البدائل المحلية، بحسب المجلس الأطلسي.

الألعاب الأوليمبية

بعد انطلاق الحرب، مُنع الروس من المنافسة في الألعاب الأولمبية تحت علمهم، وخلال ما يقرب من 150 يومًا، سيهبط 4600 رياضي إلى باريس للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024، ووفقًا لأحدث إحصاء، سيتنافس ستة فقط من حاملي جوازات السفر الروسية وخمسة من حاملي جوازات السفر البيلاروسية، ولكن لن يتنافس أي منهم تحت العلم الروسي، ولن يسمع أحد النشيد الوطني الروسي على منصة الميداليات.