الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سماد ونفط في مياه البحر.. أمريكا تحذر من كارثة بيئية بسبب الحوثيين

  • مشاركة :
post-title
ناقلة البضائع روبيمار

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بعد خمسة أيام من هجوم كان أكثر تدميرًا، شنّه الحوثيون على سفينة تجارية، تواصل ناقلة البضائع روبيمار تحدي الصعاب وهي راسية في جزء ضيق من باب المندب، تتسرب منها الزيوت النفطية إلى مياه البحر الأحمر، ما ينذر بأزمة بيئية في تلك المنطقة.

وأصدرت القيادة المركزية الأمريكية صورة جوية تظهر السفينة "روبيمار"، والبقعة النفطية الضخمة التي تتشكل خلف الحمولة الساكنة البالغة 32200 طن.

هجوم على "روبيمار"

وذكرت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن هجوم جماعة الحوثي على سفينة الشحن "روبيمار" المملوكة للمملكة المتحدة يوم الأحد الماضي؛ التي كانت تنقل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة، أدى إلى وقوع تسرب نفطي بطول 29 كيلومترًا وأضرار جسيمة، ما قد يفاقم هذه الكارثة البيئية، منددة بتجاهل الحوثيين للتأثير الإقليمي لهجماتهم العشوائية وما ينتج عنها من تهديد لقطاع صيد الأسماك والتجمعات الساحلية وواردات الإمدادات الغذائية، وفق بيان أوردته قناة "الحرة" الأمريكية اليوم السبت.

وعلى صعيد متصل، أعلن الجيش الأمريكي، اليوم السبت، تدمير 7 صواريخ "كروز" متنقلة مضادة للسفن كانت تستعد جماعة الحوثي اليمنية لإطلاقها على أهداف في البحر الأحمر، وفق بيان لـ"سنتكوم".

التسرب النفطي وصل طوله 29 كيلومترا
تسرب الأسمدة

وتخشى القيادة المركزية الأمريكية من أن تتسرب شحنة السفينة من الأسمدة بجانب الزيوت النفطية أيضًا إلى البحر الأحمر، ما يزيد من العواقب البيئية على المنطقة من تصرفات الحوثيين، وفق ماريتايم إكزيكيتيف، المتخصص في صناعة النقل البحري العالمية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أول صور مؤكدة للسفينة وهي جانحة على مستوى منخفض من جهة المؤخرة ولكنها طافية.

وأكد مشغل السفينة، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الضربة الصاروخية في 18 فبراير أصابت السفينة في مؤخرتها، وأصبحت غرفة المحرك وأحد العنابر تحت الماء، وذلك وسط تقارير تفيد بأن السفينة لا تزال تتسرب إليها المياه لكنها مستقرة في المرساة حتى الآن.

خطة جديدة

وذكرت "نيويورك تايمز"، أن "الخطة تتمثل في نقل شحنة الأسمدة إلى سفينة أخرى لتكمل الرحلة إلى بلغاريا"، مشيرة إلى أن طاقم السفينة تم إنقاذه بواسطة سفينة تجارية أخرى، وهو يضم 11 سوريًا و6 مصريين و3 هنود و4 فلبينيين، ولم يصابوا بأذى ونقلوا جوًا إلى منازلهم.

وقالت شركة "بلو فليت جروب" المشغلة للسفينة إنه تم إجلاء طاقمها إلى جيبوتي، بعد أن أصاب صاروخ جانب السفينة ما تسبب في دخول المياه إلى غرفة المحرك وتدلت مؤخرتها في المياه، وقال روي خوري، الرئيس التنفيذي للأسطول الأزرق إنه "من الممكن سحب السفينة إلى جيبوتي" هذا الأسبوع، وفق وكالة "فرانس برس".

التسرب يهدد قطاع صيد الأسماك
هجوم على "سي تشامبيون"

وأعقب الهجوم على "روبيمار" آخر في اليوم التالي، 19 فبراير، على "سي تشامبيون" (48850 طنًا ساكنًا)، وهي ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة ترفع العلم اليوناني، متجهة إلى ميناء عدن باليمن قادمة من الأرجنتين.

وأبلغت القيادة المركزية الأمريكية أن صاروخًا انفجر بالقرب من السفينة ما تسبب في أضرار طفيفة، ووصلت السفينة إلى اليمن في اليوم التالي، وتساءل الخبراء عما إذا كانت قد تم استهدافها عن طريق الخطأ، لكن المتحدث باسم الحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي، يحيى سريع، قال إن الموقع تم استهدافه بسبب ملكيته الأمريكية.

وأشارت القيادة المركزية الأمريكية إلى الطبيعة الإنسانية لمهمة السفينة، مشيرة إلى أنها قدمت مساعدات إنسانية إلى اليمن 11 مرة في السنوات الخمس الماضية، وكانت محملة بالذرة لأهل اليمن في هذه الرحلة.

وتعهد الحوثيون خلال الأسبوع بتصعيد هجماتهم حتى انتهاء الحصار عن غزة، فيما كثفت القوات الأمريكية وقوات التحالف جهودها لإسقاط العديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار، وواصلت استهداف الأسلحة الجاهزة للإطلاق، كما أذن الاتحاد الأوروبي بمهمة جديدة دفاعية في المنطقة.

أكبر ضرر بسفينة تجارية

ويمثل الهجوم على السفينة روبيمار أكبر ضرر يتم إلحاقه حتى الآن بسفينة تجارية منذ أن بدأ الحوثيون إطلاق النار على السفن في نوفمبر، وهي حملة يقولون إنها تضامن مع الفلسطينيين في غزة خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، وأطلقت الجماعة أيضًا صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار على مدينة إيلات بجنوب إسرائيل.

ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول جنوب إفريقيا لتجنب البحر الأحمر، الذي ينقل عادة نحو 12% من التجارة البحرية العالمية.