أثير الجدل في الولايات المتحدة حول مصدر المنطاد الصغير، الذي اعترضته طائرة مقاتلة فوق ولاية "يوتا"، أمس الجمعة، بعد رصده وهو يحلق فوق الجبال الغربية.
وقال المتحدث باسم قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية "نوراد"، جون كورنيليو، إن الطيارين المقاتلين الذين خرجوا في مهمة لتفقد المنطاد قرروا أنه "غير قادر على المناورة"، ولا يشكل تهديدًا للأمن القومي.
ولم تذكر القيادة، وهي قيادة عسكرية مشتركة مكلفة بالدفاع عن المجال الجوي فوق الولايات المتحدة وكندا، مصدر أو الجهة التي يتبعها المنطاد أو سبب تحليقه فوق "يوتا وكولورادو".
وتزايد الاهتمام بتحليق المناطيد بعد رصد الجيش الأمريكي منطاد تجسس صيني ضخم، جاب معظم أنحاء الولايات المتحدة، العام الماضي.
ودخل منطاد التجسس الصيني العام الماضي، عبر المجال الجوي لولاية ألاسكا، وحلّق فوق أجزاء من كندا والغرب الأوسط للولايات المتحدة، قبل أن يتم إسقاطه أخيرًا قبالة ساحل ولاية كارولينا الجنوبية في 4 فبراير، بعد نحو أسبوع من دخوله المجال الجوي الأمريكي.
لكن المسؤولين قالوا إن المنطاد الذي تم اعتراضه، أمس الجمعة، لم يرسله خصم أجنبي ولا يشكل أي تهديد للطيران أو الأمن الأمريكي.
وقالت القيادة إنها تواصل التنسيق مع إدارة الطيران الفيدرالية لتتبع ومراقبة المنطاد الذي رصد على ارتفاع يتراوح بين 13100 متر و13700 متر، حسبما قال كورنيليو، ورفضت تحديد المكان الذي واجهه فيه الطيارون في ولاية يوتا.
وأثارت التقارير المبكرة عن رصد المنطاد القلق بين المشرعين الأمريكيين، بما في ذلك السيناتور الديمقراطي جون تيستر، والنائب الجمهوري مات روزندال من ولاية مونتانا، اللذين قالا في منشورات على موقع إكس، إنها يراقبان الوضع، وطالبا وزارة الدفاع الأمريكية بالشفافية، وفق ما ذكرت مجلة" نيوزويك" الأمريكية.
كما قال مكتب حاكم ولاية "يوتا" سبنسر كوكس، إنه على اتصال بمسؤولين عسكريين محليين.
وانتهز المحافظون، وخاصة أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، الفرصة للإشارة إلى أن المنطاد يشكل تهديدًا تسببت فيه إدارة بايدن. وكتبت النائبة الجمهورية "لورين بويبرت"، في رسالة على إكس: "عام آخر، منطاد آخر يطير فوق بلادنا.. هذا ما يحدث عندما لا يأخذ رئيسك الأمر على محمل الجد".
وبما أن "نوراد" قررت أن المنطاد لا يشكل "تهديدًا للأمن القومي" و"لا يشكل خطرًا على سلامة الطيران"، فليس من الواضح ما إذا كان الجيش الأمريكي سيتخذ أي خطوات أخرى للتدخل أو تحديد أصل الجسم، وفق نيوزويك.
ورجحت المجلة احتمال أن يخرج المنطاد من المجال الجوي الأمريكي فوق الساحل الشرقي خلال أيام، إذا لم يعبر الحدود الكندية أولًا، وذلك استنادًا إلى افتراض أنه يواصل التحرك شرقًا من حيث تم رصده في ولاية يوتا.