في خطوة وصفت بأنها مفاجئة، أعلنت كوريا الجنوبية وكوبا إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، وهي خطوة من شأنها أن تثير غضب كوريا الشمالية - حليف كوبا في الحرب الباردة.
نقطة تحول
قالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية، إن إقامة علاقات دبلوماسية مع كوبا، الدولة الوحيدة في أمريكا الوسطي والجنوبية والبحر الكاريبي، التي ليس لها علاقات معنا، يعد نقطة تحول مهمة في تعزيز دبلوماسيتنا في أمريكا الجنوبية.
وبدورها، أعلنت كوبا استئناف العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الجنوبية، في خطوة قد تعكس تغييرًا في موقفها تجاه شبه الجزيرة الكورية. وقالت وزارة الخارجية الكوبية في بيان إن هذا القرار يأتي في إطار "التزام كوبا بالسلام والأمن الدوليين والحوار البناء بين الدول".
وبحسب وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، فإنه وبعد الاتفاق من حيث المبدأ على إطلاق العنان لعلاقات دبلوماسية مشتركة، سيتبع ذلك افتتاح متبادل للبعثات الدبلوماسية في عاصمة كل منهما.
وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها كوبا، ذكرت صحيفة "كوريا جونج أون ديلي" الكورية الجنوبية، أن الاحتياجات الاقتصادية لكوبا لعبت دورًا في قرار سول بإقامة علاقات دبلوماسية معها.
وقالت الصحيفة نقلًا عن المتحدث باسم الخارجية الكورية: "من خلال إقامة العلاقات الدبلوماسية، نتوقع أن نتمكن من إنشاء أساس مؤسسي لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين ودعم تقدم الشركات الكورية، فضلًا عن تقديم المساعدة القنصلية للمواطنين الكوريين الذين يزورون كوبا".
وبحسب البيانات الصادرة من قبل وسائل إعلام رسمية في سول، فإن كوريا الجنوبية صدّرت سلعًا بقيمة 14 مليون دولار إلى هافانا في عام 2022.
علاقات تاريحية
تتمتع كوبا، التي تتجادل مع الغرب منذ عقود، بعلاقات ودية مع كوريا الشمالية منذ عام 1960 -ذروة الحرب الباردة التي و1عت الولايات المتحدة ضد اتحادات الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية.
وقد حافظ البلدان على علاقاتهما الوثيقة على مر السنين في السراء والضراء، لا سيما في ظل استهدافهما من قبل أمريكا وحلفائها الأوروبيين.
وأثار تحالف هافانا وبيونج يانج اهتمام الجميع في أكتوبر 1962 خلال أزمة الصواريخ الكوبية - تعتبر واحدة من أخطر المناوشات النووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، التي كادت أن تتحول إلى مواجهة حربية واسعة النطاق - عندما أعلنت كوريا الشمالية استعدادها لإرسال قوات للقتال إلى جانبها.