قال سمير التقي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، تعليقًا على الخلاف الواقع داخل الاتحاد الأوروبي حول سقف أسعار النفط، إن الموقفان الفرنسي الألماني من هذه القضية لايزال قيد التفاوض في كلا البلدين، وأن الأمر متعلق بجوانب اقتصادية فرنسية، فالأخيرة هي الأقل ارتباطًا بالغاز الروسي بينما ألمانيا تعاني الآن من أزمة حقيقية، ولهذا مواقفها مختلفة.
وأضاف الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، لـ "القاهرة الإخبارية"، أن هناك أمرًا مهمًا وهو ما يقود لخلاف داخل الاتحاد الأوروبي، أن هناك دولًا تُصنّف بأنها تخشى موسكو ولن تتخذ قرارًا بهذا الشأن مهما كلفها الثمن، حتى وإن عانت من برد هذا الشتاء، لكنها مستعدة للتضحية وتشعر بخطر وشيك عليها من الناحية الاستراتيجية من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضح "التقي" أن هناك دولًا مرحبة بقرار تحديد سقف للغاز الروسي، إذ إنها الأقل ارتباطًا بتلك السلعة الروسية، ولهذا سيظهر موقفها متشددًا تجاه القرار، وأن هناك دولًا مرتبطة سياسيًا بروسيا، فضلًا عن أن هناك دولًا تعاني من أزمة اقتصادية شديدة وتخشى من اضطرابات سياسية في داخلها، وتلك هي خطوط التماس في أوروبا لهذا المجال.
وأكد سمير التقي، أن ألمانيا هي الورقة المخفية في تلك اللعبة، وأن الأزمة ستستمر لأكثر من عام ونصف العام إلى أن تجتاز الشتاء لعام 2023، إذ إن هذا الشتاء هو الأصعب بعد أن تدخل الصناعة النفطية الروسية في صعوبات حقيقية وعندها سيجري الصراع.
وتوقع ألا تجد الأزمة حلًا في فترة قريبة وأن يستمر الأمر وسط مفاوضات من جميع الجوانب، ولكنها ستظل عالقة لفترة زمنية ليست بقريبة.