الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"ليس قريبا".. الأمريكيون يشككون في القدرات النووية الفضائية الروسية

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما تمضي روسيا قدمًا في محاولتها الجديدة تطوير قدراتها النووية في الفضاء، أشار عدد من أفراد مجتمع الاستخبارات الأمريكي إلى أن موسكو ليست مستعدة لنشر مثل هذا الجهاز في المستقبل القريب.

ووفقًا لشخصين مطلعين على في هذا الشأن، تحدثا إلى صحيفة "بوليتيكو"، فإن روسيا لا تزال بحاجة إلى استكمال عملها على سلاح مضاد للأقمار الصناعية باستخدام التكنولوجيا النووية.

وخلال تقييم التهديد الذي شملته المعلومات الاستخبارية المتداولة في الكابيتول هيل -مقر الكونجرس- هذا الأسبوع، قال الشخصان، اللذان لم يتم الكشف عن هويتهما، إنه "ليس من الواضح أن موسكو لديها القدرة على إطلاقه بنجاح إلى المدار إذا أتقنت سلاحها".

ويتوافق هذا مع التحذيرات القادمة من إدارة بايدن وبعض المشرعين في الكونجرس، الذين اطلعوا على المعلومات الاستخبارية، وجادلوا بأنه "على الرغم من أنه قد يكون هناك وقت للذعر، إلا أنه لم يحن بعد".

مخاوف واشنطن

بعد نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي، تخلفت روسيا كثيرًا عن الولايات المتحدة في تطوير قدرات الفضاء. وقد شددت العقوبات الأمريكية صعوبة بناء أقمارها الصناعية الخاصة، وهو ما أجبر موسكو على التحرك في اتجاه تطوير أجهزة هجومية.

ومن المرجح أن يكون السلاح الجديد له القدرة على تدمير الأقمار الصناعية، بما في ذلك الأقمار الصناعية الأمريكية. وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل الاتصالات مع العالم، وربما أيضًا العمليات العسكرية الأمريكية.

لكن أمس الخميس، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، للصحفيين حول القدرة النووية الفضائية الروسية المزمعة: "هذه ليست قدرة نشطة تم نشرها. وعلى الرغم من أن سعي روسيا للحصول على هذه القدرة بالذات أمر مثير للقلق، إلا أنه لا يوجد تهديد فوري".

وقال كيربي للصحفيين إن الجهاز المضاد للأقمار الصناعية "لن يكون لديه القدرة على شن هجمات على الأرض".

وتثير المعلومات الاستخباراتية تساؤلات حول مدى تقدم برنامج الفضاء الروسي، وتحديدًا محاولاته لتطوير أسلحة هجومية في الأشهر الأخيرة، وما إذا كانت موسكو تفكر في اختبار -أو استخدام- قدراتها الجديدة لاستهداف الأصول الأمريكية في الفضاء.

كما يسلط الحديث عن السلاح النووي الفضائي الضوء على استعداد روسيا للتخلي عن المعاهدات الدولية، حيث إن موسكو هي إحدى الدول الموقعة على معاهدة الفضاء الخارجي، التي تحظر نشر الأسلحة النووية، أو غيرها من أنواع أسلحة الدمار الشامل، في الفضاء.

ورغم القلق الأمريكي بشأن القدرات النووية الروسية في أعقاب غزوها لأوكرانيا، حيث تناولت هذه المخاوف اعتبارات موسكو بشأن نشر أسلحة نووية أرضية، وفي حين هدد الكرملين باستخدامها في ساحة المعركة، فقد قدر مسؤولو الاستخبارات الأمريكيون أن موسكو لا تحاول بشكل فعّال نقل هذه الأسلحة إلى الخطوط الأمامية.

لكن، يبدو أن تحركات روسيا في الفضاء مختلفة. حيث يشعر مجتمع الاستخبارات الأمريكي أن تطوير موسكو لسلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية "يشكل تهديدًا أكثر مصداقية ومثيرًا للقلق"، وهو الأمر الذي تعقبه مسؤولو المخابرات في لانجلي -مقر المخابرات المركزية- لأكثر من عام.

ويدقق الأمريكيون في محاولات روسيا للحصول على أجزاء لبناء أقمارها الصناعية الخاصة، وإطلاق الصواريخ، وتطوير القدرات الهجومية في الفضاء.

تأثير خطير

الأربعاء، أصدر رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي مايك تورنر -جمهوري عن ولاية أوهايو- بيانًا غامضًا، قال فيه إن اللجنة تمكنت من الوصول إلى المعلومات المتعلقة بـ "قضية خطيرة تتعلق بالأمن القومي".

لكن تيرنر، والعديد من المشرعين الآخرين، كانوا على علم بالمعلومات الاستخباراتية قبل وقت طويل من الكشف عنها دون أن يطلقوا ناقوس الخطر.

ونقلت "بوليتيكو" عن شخص ثالث مطلع على المعلومات الاستخبارية، قوله إن أعضاء لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ، وأعضاء آخرين من قادة الكابيتول هيل، تمكنوا من الوصول إلى المعلومات حول التطورات الجديدة في روسيا منذ أشهر.

كما تضمن تقرير الصحيفة إشارة تود هاريسون، خبير ميزانية الفضاء والدفاع في معهد "أمريكان إنتربرايز"، أنه إذا خططت موسكو لإرسال جهاز مسلح نوويًا إلى الفضاء لاستهداف الأقمار الصناعية، فسيكون ذلك أمرًا مثيرًا للقلق بسبب قوته التدميرية الهائلة.

وأوضح أن تفجيرًا نوويًا في مدار أرضي منخفض -حيث تمتلك العديد من الدول أقمار صناعية تجارية ومتعلقة بالطقس والاستخبارات- يمكن أن يؤدي إلى تدمير الأقمار الصناعية الروسية بدورها، وإحراق محطة الفضاء الدولية.

وقال هاريسون: "لا أحد قادر على الاستهداف بدقة. لذلك، سيكون هناك الكثير من الأضرار الجانبية. ستكون فوضى عارمة تؤدي إلى تدمير الكثير من أعيننا في الفضاء، وهو ما سيكون التأثير الرئيسي على جيشنا".