الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من "جاكارتا" لـ"نوسانتارا ".. إندونسيا تبني عاصمتها المحايدة مناخيا

  • مشاركة :
post-title
موقع عاصمة إندونسيا الجديدة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تبني إندونيسيا عاصمة جديدة، تتميز بأنها خضراء ومحايدة مناخيًا، وتقع وسط غابات بورنيو، وهي المدينة الأكثر خضرة في آسيا، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.

وتعمل إندونيسيا على تطوير عاصمة جديدة تسمى "نوسانتارا"، لتحل محل العاصمة الحالية في جاكرتا والتي تبعد عنها مئات الأميال، لنقل العاصمة من جزيرة جاوة إلى جزيرة بورنيو، التي يستغرق الوصول لأقرب مطار بها ساعتين بالسيارة مرورًا عبر مزارع زيت النخيل، والقرى الصغيرة.

وتعد "نوسانتارا" حلم إندونيسيا منذ استقلالها عام 1945 بمدينة تتمتع بموقع مثالي في وسط البلاد وتؤكد وحدة المجتمع.

ويعيش في العاصمة الحالية لإندونيسيا، ما يقرب من 10.5 مليون نسمة من سكان البلاد البالغ عددهم 278 مليون نسمة، ورغم أنها مركز النشاط الاقتصادي في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، إلا أنها أصبحت غير صالحة للسكن على مر العقود.

ويعاني سكان جاكرتا بانتظام من الازدحام المروري الشديد والفيضانات واسعة النطاق والتلوث الخطير، وتم تصنيف المدينة في وقت سابق من هذا العام على أنها المدينة الأكثر تلوثًا في العالم عندما غطى الضباب الدخاني الكثيف سمائها.

ومع الفيضانات الكثيرة التي تضرب العاصمة، توقع الخبراء أن ثلث أراضيها يمكن أن تغمرها المياه بحلول عام 2050.

وتعد إندونيسيا رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وهي أكبر دولة إسلامية، إذ تضم 17 ألف جزيرة، ومئات اللغات والمجموعات العرقية، وثلاث مناطق زمنية، لكن حتى الآن تركزت القوة الاقتصادية والسياسية في جزيرة جاوة.

وتقع هناك أيضًا العاصمة الحالية جاكرتا، حيث يعيش 30 مليون نسمة في المنطقة المحيطة بها، وهي مدينة تجذب انتباه الجميع ومع ذلك يعتبرها الكثيرون أنها لم تعد جيدة المظهر.

وتعاني جاكرتا منذ سنوات من تلوث الهواء الشديد والاختناقات المرورية والفيضانات بسبب ضخ المياه الجوفية وارتفاع منسوب مياه البحر.

ومن المقرر أن ينتقل 16 ألف موظف حكومي إندونيسي وأفراد من الجيش وضباط الشرطة في العام المقبل، وهناك خطط للوصول إلى 1.9 مليون نسمة في نهاية المطاف بحلول عام 2045.

وبدأ حلم العاصمة الجديدة في عام 2019 على يد جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا الحالي المنتهية ولايته، وكان ذات يوم عمدة جاكرتا نفسه.

ووعد بأن تكون العاصمة الجديدة في بورنيو، على بعد 1300 كيلومتر من جاكرتا، ومن المتوقع أن يعيش هناك مليون شخص على مساحة 560 كيلومترًا مربعًا، وهي مساحة تعادل مساحة ميونيخ مرة ونصف.

وتم تخطيط نوسانتارا، لتكون مدينة خضراء، محاطة بالغابات المطيرة، مدعومة بالطاقة المتجددة، بدون اختناقات مرورية، ولكن مع وجود الكثير من وسائل النقل العام حيث يمكنك المشي أو ركوب الدراجة، وذات تكنولوجيا عالية، مع أنظمة صرف صحي ذكية.

واشتهر جوكو ويدودو، بلقب "رئيس البنية التحتية"، وبدأ في بناء العديد من مشاريع الطرق والموانئ والسكك الحديدية، ويحظى بشعبية كبيرة بين السكان، وقضى فترة ولايته الثانية بأكملها في الدفع قدمًا ببناء العاصمة.