هدد المزارعون في بريطانيا، بتصعيد احتجاجاتهم على النمط الفرنسي، ضد انخفاض أسعار السلع في المتاجر، وواردات المواد الغذائية الرخيصة من الخارج، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي قوّض القدرة التنافسية داخل البلاد، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن المزارعين البريطانيين، أنه سيكون هناك المزيد من الإغلاقات على غرار ما فعله نظرائهم في فرنسا.
وجاء تهديد المزارعين في بريطانيا، في أعقاب احتجاج بطيء للجرارات في "دوفر" ضد انخفاض أسعار السلع في المتاجر، وواردات المواد الغذائية الرخيصة من الصفقات التجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأغلق نحو 40 جرارًا ومركبة زراعية أخرى، الطرق حول ميناء "كينت" لعدة ساعات، مساء أول أمس الجمعة، من خلال القيادة ببطء، وحمل لافتات تحمل شعارات مثل "لا مزيد من الواردات الرخيصة".
ويجتمع مزارعو" كينت" مرة أخرى هذا الأسبوع، لمناقشة المزيد من الإجراءات، وقد تنضم إليهم حملات أخرى يغذيها استياء المزارعين المتزايد.
وفي أكتوبر الماضي، حاول المزارعون في "سومرست" إغلاق مركز توزيع "موريسونز" في "بريدج ووتر" تحت لافتة كتب عليها "فخور بالمزرعة". ثم تجمع الأسبوع الماضي نحو 3000 مزارع في كارمارثين بويلز، للاحتجاج، وكان بعضهم يحمل نعشًا وهميًا عليه لوحة كُتب عليها "في ذكرى الزراعة الويلزية".
وبدأت حملات أخرى بموضوعات مماثلة، بما في ذلك حملة "الحصول على العدالة بشأن الزراعة"، التي أنشأها في العام الماضي مؤسس شركة "ريفرفورد" لصناديق الخضروات العضوية، جاي سينج واتسون، مع عريضة تمت مناقشتها في البرلمان الشهر الماضي.
وقال أندرو جيبسون، الذي ساعد في تنظيم احتجاج "دوفر" مع شقيقه جيف: "لقد حصلنا على الدعم من جميع أنحاء البلاد.. ستكون هناك مجموعات أخرى مثلنا وسيجعلون وجودهم محسوسًا حول الأرصفة ومراكز التوزيع الكبرى".
واستوحى مزارعو "كينت" الإلهام من نظرائهم في فرنسا، الذين أغلقوا الطرق السريعة المؤدية إلى باريس، لأكثر من أسبوع، حتى وعدت الحكومة بتمويل إضافي وتنظيم أكثر مرونة وحماية ضد المنافسة غير العادلة.
وقال جيبسون: "لا أعتقد أننا سنصل إلى لندن، لأنه سيتم طردنا بسرعة كبيرة، لكنني أعتقد أننا نرغب في القيام بذلك". وأضاف:" إن الاحتجاج بعد ظهر الجمعة كان عفويًا، ولم يتم تنظيمه إلا قبل ساعات، وكان الرد حتى الآن رائعًا".
وأشار جيبسون إلى أن "القمح المعفي من الرسوم الجمركية من أوكرانيا ولحم الضأن الرخيص من نيوزيلندا من بين أسباب احتجاج المزارعين".
وقال شقيقه جيف: "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل الأمور أكثر صعوبة. إن تصدير الأشياء من المملكة المتحدة أكثر صعوبة بكثير، ولا يبدو أن الاستيراد إلى المملكة المتحدة قد تغير".
وحذر نشطاء الغذاء "ساستين" Sustain في عام،2022 من أن المزارعين في المملكة المتحدة حققوا ربحًا أقل بكثير من بنس واحد من الأغذية التي ينتجونها، وكان رغيف الخبز يساوي ربحًا قدره 0.09 بنسًا لمزارع الحبوب، بينما كانت كتلة شيدر بقيمة 2.50 جنيه إسترليني تساوي أقل من بنس واحد لمزارعي الألبان.
ومنذ أن دخلت الاتفاقيات التجارية مع أستراليا ونيوزيلندا حيز التنفيذ، قال أندرو جيبسون، إنه حاول شراء لحم خروف بريطاني من المتاجر المحلية، ولم يجد شيئًا. وأضاف: "إنه أمر محير للعقل.. كيف تحصل على فخذ خروف من نيوزيلندا، الجانب الآخر من العالم، وتبيعه مقابل 15 أو 20 جنيهًا إسترلينيًا".
وتابع: "نحصل على الكثير من المنتجات من جميع أنحاء العالم، التي من غير القانوني زراعتها في هذا البلد.. نحن ننتج أفضل الأشياء على أعلى مستوى.. نريد فقط تكافؤ الفرص".
وقالت رئيسة الاتحاد الوطني للمزارعين مينيت باترز، إن "سنوات من تكاليف الإنتاج المرتفعة بشكل غير مستدام وخسائر المحاصيل بسبب الطقس القاسي وضعت المزارعين تحت الضغط".
وأضافت أن "الدعم العام للمزارعين لا يقدر بثمن، نحن لا نعتبر هذا الدعم أو تأثيره أمرًا مفروغًا منه، ولهذا السبب يجب أن تكون الاحتجاجات دائمًا الملاذ الأخير".
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "لقد حافظنا على ميزانية الزراعة السنوية البالغة 2.4 مليار جنيه إسترليني، والتي تدعم المزارعين لإنتاج الغذاء بشكل مربح ومستدام، مع حماية الطبيعة والمساعدة في تحقيق طموحاتنا صفر انبعاثات.. تقدم خططنا الجديدة شيئًا لكل أنواع المزارع، وكان جزءًا مهمًا من تطويرها هو الاستماع إلى تعليقات المزارعين".
وأضاف: "نحن نبحث أيضًا عن طرق لزيادة تحسين العدالة في سلسلة التوريد ودعم المزارعين البريطانيين، بالإضافة إلى ضمان حصول العملاء على منتجات بريطانية طازجة عالية الجودة".