الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخابئ على الحدود.. دول البلطيق تستعد لمواجهة محتملة مع روسيا

  • مشاركة :
post-title
تدريبات عسكرية للجيش الإستوني

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، عن استعدادات تجريها دول البلطيق على خط المواجهة بين حلف الأطلسي "الناتو" وروسيا، للحرب المقبلة مع موسكو.

ولفتت المجلة إلى أنه في يناير الماضي، وافق وزراء دفاع لاتفيا وليتوانيا وإستونيا على خطة جديدة لبناء شبكة واسعة من التحصينات، تهدف إلى ردع وإجهاض التوغل الروسي المحتمل في شمال شرق أوروبا.

ونقلت المجلة عن مسؤولين من إستونيا، أن حكومة البلاد تخطط لبناء نحو 600 مخبأ، ويأملون في منع غزو روسي محتمل.

وقالت سوزان ليليفالي، وكيلة وزارة الدفاع الإستونية لشؤون الاستعداد الدفاعي: "لقد أظهرت الحرب في أوكرانيا أن استعادة الأراضي، التي سيطرت عليها القوات الروسية، أمر صعب للغاية، ويأتي بتكلفة كبيرة من الأرواح البشرية والوقت والموارد المادية".

وتحدثت المسؤولة الإستونية عن مشروع بقيمة 60 مليون يورو (64.7 مليون دولار) خلال مؤتمر صحفي، أول أمس الخميس، قالت فيه: "بالإضافة إلى المعدات والذخيرة والقوى العاملة، نحتاج إلى حصون للدفاع عن بلادنا بكفاءة".

وقللت "نيوزويك" من نجاح روسيا في التوغل بأراضي لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، مشيرة إلى أن حدود تلك الدول مع روسيا، التي يبلغ طولها 210 أميال، معظمها غابات وأراضي رطبة واسعة، من الصعب تجاوزها.

لكنها لفتت في الوقت نفسه، إلى أن دول البلطيق الصغيرة تعتبر الأهداف الروسية الأكثر احتمالًا، إذا تحلى الرئيس فلاديمير بوتين بالشجاعة الكافية لشن هجوم على الناتو، وتوقعت أن تجتاح الوحدات الروسية الدول الثلاث الصغيرة في غضون أيام.

وأشارت المجلة إلى ما قالته رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس، في عام 2022، إن بلادها "ستُمحى من الخريطة" إذا تعرضت للغزو الروسي، على حد قولها.

وقالت ليليفالي: "يجب أن تمنع المنشآت العدو من إمكانية التقدم بسرعة في أراضي دول البلطيق، وفي حالة التوغلات العسكرية توقف تقدم العدو بالفعل على حدودنا".

واختتمت ليليفالي إن التنسيق مع لاتفيا وليتوانيا مطلوب "لتجنب ترك أي ثغرات، إذ إن الوضع الأمني في منطقتنا لا يظهر أي علامات تحسن في هذه المرحلة".

وسوف يركز المخططون في ليتوانيا بشكل خاص، على الشريط الحدود الرقيق "سوالكى جاب" الذي يمتد بين بيلاروسيا وجيب كالينينجراد الروسي، والذي من شأن احتلاله أن يعزل دول البلطيق عن بولندا وحلفائها الأوروبيين الآخرين في الغرب.

وسيتم تجميع تحصينات إستونيا حول نقاط العبور الحدودية في "نارفا" شمالا و"فيرو" جنوبًا. وتوفر بحيرة بيبوس -التي تشكل جزءًا كبيرًا من الحدود مع روسيا- لإستونيا حاجزًا دفاعيًا هائلًا، وقالت ليليفالي إن الهدف العام هو ضمان الاستعداد "لقتال العدو من أول متر والساعة الأولى".

وسبق أن صرح مسؤولون أوروبيون لـ"نيوزويك"، بأن القوات البرية الروسية تعرضت لضربات شديدة في أوكرانيا، والوحدات التي تهدف إلى قيادة أي توغل مستقبلي في دول البلطيق، هي من بين الوحدات التي تكبدت خسائر فادحة، تصل إلى 40% في بعض الحالات.

وحسب نيوزويك، يخطط المسؤولون في إستونيا، لبناء 600 مخبأ، وملحق بمخازن للمعدات والذخيرة. ويجري الآن إنشاء نماذج أولية، ومن المقرر أن يبدأ الاختبار في وقت ما من هذا العام، حيث تريد تركيب أول المخابئ بدءًا من أوائل عام 2025.

وتبلغ مساحة المخبأ نحو 35 مترًا مربعًا، ومصمم لاستيعاب 10 جنود لكل منها، بالإضافة إلى جميع المعدات والعتاد. وقال ضابط الاحتياط في الجيش الإستوني كايدو تيتوس، إنها ستكون مصممة للجنود "للعيش فيها" لفترات و"لتوفير الحماية ضد قذائف مدفعية العدو".

وستتكون "الحصون" من عدة مخابئ أصغر مجمعة معًا، وفي حالة الحرب، من المرجح أن تستخدم الأجهزة المتفجرة والعوائق الأخرى وأجهزة الاستشعار الإلكترونية لدعم العمليات الدفاعية.

وقال تيتوس: "الدرس الرئيسي المستفاد هو أننا بحاجة إلى إيجاد طرق لوقف تقدم الوحدات المدرعة الروسية، على وجه الخصوص، لأننا إذا سمحنا لها بالمرور، فقد يكون الوقت قد فات قريبًا لحماية جميع البلدان". علينا أن نبدأ ذلك بالفعل من البداية، من حافة حدودنا".

وتدرس جميع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" أداء الجيش الروسي في أوكرانيا، سعيًا للحصول على معلومات قيّمة حول نقاط القوة والضعف لدى الوحدات القتالية، وقال تيتوس إن شبكة المخابئ في إستونيا ستأخذ ذلك في الاعتبار.