على مدى أكثر من عقدين من الزمن، كشفت دراسة نشرتها مجلة "ذا لانسيت"، أقدم وأشهر المجلات الدورية الطبية في العالم، اتجاهات جرائم القتل بين النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 25 و44 عامًا.
أوضحت الدراسة أن النساء السود أكثر عرضة للقتل بـ6 مرات من البِيض، إذ كتب باحثو مجلة لانسيت، أن النساء السود في الولايات المتحدة، في المتوسط، أكثر عرضة للقتل بستة أضعاف مقارنة بالبيض.
العنف المسلح
وأظهرت الدراسة أن النتيجة تعد دليلًا إضافيًا على كيفية تعرض حياة النساء السود للتهديد بشكل غير متناسب، من خلال تهديدات الصحة العامة النظامية، بما في ذلك العنف المسلح.
المؤلفة الرئيسية للدراسة بيرنادين والر، الباحثة في مركز إيرفينج الطبي بجامعة كولومبيا، قالت: "الكشف عن حقيقة معدلات قتل النساء السود أمر مفجع، ويؤكد الحاجة الملحة لإجراء تحولات هيكلية جوهرية".
بيانات من 30 ولاية
واعتمدت الدراسة على بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، التي تغطي ما يقرب من 32 ألف جريمة قتل لنساء حدثت بين عامي 1999 و2020، وتضمنت بيانات من 30 ولاية لديها عدد كافٍ من جرائم القتل للتحليل.
وفي عام 1999، بلغ معدل جرائم القتل بين النساء السود 11.6 لكل 100 ألف، مقارنة بـ2.9 للنساء البيض، بينما كان هناك انخفاض مؤقت في عام 2013 إلى 7.2، وانتعش المعدل إلى 11.6 في عام 2020، مقارنة بـ 3 للنساء البيض.
وأضافت الدراسة أن النتيجة تعد أكبر قدر من عدم المساواة الإقليمية في الغرب الأوسط، إذ كانت النساء السود أكثر عرضة للقتل بمقدار 12 مرة مقارنة بالنساء البيض، مشيرة إلى أن النساء السود أكثر عرضة للقتل بالرصاص، في الشمال الشرقي على وجه الخصوص، حيث وجد الباحثون أن النساء السود أكثر عرضة للقتل بالبندقية بست مرات.
عرضة للقتل 20 مرة
ولوحظ الاختلاف الأكبر على مستوى ولاية ويسكونسن، حيث كانت النساء السود أكثر عرضة للقتل 20 مرة مقارنة بالنساء البيض في عامي 2019 و2020، وكتب الباحثون أن الدول التي تعاني من أكبر قدر من عدم المساواة العرقية في معدلات جرائم القتل ترتبط بالمناطق التي تعاني من أكبر قدر من "التفاوت الهيكلي الكبير" عندما يتعلق الأمر بالثروة.
وكتب الباحثون أن لديهم أيضًا تاريخًا طويلًا من العبودية والإعدام خارج نطاق القانون، وكان المكان الذي وقعت فيه احتجاجات "حياة السود مهمة" المشحونة بالعنصرية خلال جائحة كوفيد-19.