في عرض وصف بالمذهل، وبعد تأجيل عدة ساعات بسبب الأجواء، نجحت شركة SpaceX في إطلاق قمر صناعي جديد بقيمة مليار دولار تقريبًا للأبحاث البيئية لصالح وكالة ناسا، الذي يهدف لفهم أحد أهم أسرار الأرض غموضًا، كما يلقي الضوء على تغير المناخ والتفاعل المعقد بين الكربون والهباء الجوي والحياة البحرية الذي يحبس الحرارة في المحيطات.
قدرة فائقة
تأخرت المهمة يومين بسبب الرياح العاتية في موقع الإطلاق، ووفقًا لشبكة "سي إن بي سي نيوز" الأمريكية، تم تجهيز القمر الصناعي PACE، الذي تم بناؤه في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا بثلاث أدوات، تتمثل في كاميرا ملونة فائقة الطيف، ومقياسي استقطاب لتحليل الضوء، أحدهما يوفر رؤية واسعة الزاوية للضوء المستقطب المنعكس من الأرض والبحر، والآخر يوفر رؤية ضيقة الزاوية.
وتبلغ تكلفة القمر الصناعي PACE وصاروخ Falcon 9 وعمليات مهمة ناسا 948 مليون دولار، وبعد اختبارات مكثفة ومعايرة الأجهزة، من المتوقع أن تبدأ الملاحظات العلمية في غضون شهرين تقريبًا، وسيقضي القمر الصناعي ثلاث سنوات على الأقل في دراسة المحيطات من ارتفاع 420 ميلًا، بالإضافة إلى الغلاف الجوي، وسيقوم بمسح الكرة الأرضية يوميًا باستخدام الأدوات العلمية.
أبرز المهام
ومن المنتظر أن يوفر القمر "PACE " مزيدًا من المعلومات حول المحيطات والغلاف الجوي، بما في ذلك طرق جديدة لدراسة كيفية تبادل الكربون في المحيطات والغلاف الجوي، كما سيزود الوكالة بمعلومات عن الهباء الجوي، وهي معلومات تساعد على فهم المناخ على المدى الطويل، إذ تفاءل مسؤولي المشروع بأن المركبة الفضائية ستعمل لمدة 10 سنوات أو أكثر، بحسب شبكة "أي بي سي نيوز" الأمريكية.
وتساعد الملاحظات التي سيجلبها القمر الجديد، العلماء على تحسين توقعات الأعاصير وغيرها من الأحوال الجوية القاسية، وتفاصيل التغيرات التي تحدث على الأرض مع ارتفاع درجات الحرارة، والتنبؤ بشكل أفضل بموعد نمو الطحالب الضارة، ورغم امتلاك ناسا أكثر من 20 قمرًا لمراقبة الأرض، إلا أن "PACE" من المنتظر أن يقدم معلومات أفضل حول تفاعل الملوثات والرماد البركاني والحياة البحرية مع بعضها البعض.
أسرار الكون
كشف علماء ناسا، وفقًا للشبكة الأمريكية، عن أن القمر الجديد سيعلمنا عن المحيطات بنفس الطريقة التي يعلمنا بها تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن الكون، ويتضمن ذلك قدرًا هائلًا عن بيولوجيا المحيطات، التي تغطي 70% من سطح الكوكب، مشيرين إلى أن تفاعل الحياة في المحيطات مع الغلاف الجوي والمناخ العالمي، أحد أسرار الكون التي يسعون لاكتشافها.
وأكد العلماء أن الهباء الجوي الذي يدور عبر المحيط والغلاف الجوي، عامل مهم في تشكل السحب وأنظمة الطقس، التي تعتبر لغزًا علميًا مُحيرًا، وأحد أهم الأهداف الكبيرة لمهمة PACE، الذي سيوفر بيانات عالية الدقة للباحثين، التي بدورها ستمنح صانعي السياسات معلومات أكثر دقة حول الاتجاهات المستمرة والتهديدات طويلة المدى للتغيرات المناخية.