الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تجنبا لحرب عالمية.. "مينسك" تعود للواجهة لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية، تتزايد المخاوف من المضي قدمًا نحو مصير الحرب العالمية الأولى، في ظل القتال المحتدم بين الطرفين ووقوع آلاف القتلى، وينظر رئيس مؤتمر ميونيخ الأمني، كريستوف هيوسجين، إلى الحل التفاوضي كمخرج من عنق الزجاجة، من خلال العودة إلى اتفاقية مينسك.

ويعتمد كريستوف هيوسجن، على حل تفاوضي بشأن الأزمة بين البلدين، إذ يعتمد حله على الرجوع إلى اتفاق مينسك، قائلاً: "يجب ألا تنتهي الأمور كما حدث في الحرب العالمية الأولى، إذ سقط مئات الآلاف من القتلى، لذلك من الصواب أن نفكر في كيفية التوصل إلى حل تفاوضي"، بحسب راديو "فونك" الألماني.

مصير الحرب العالمية الأولى

وأشار هيوسجن إلى تصريحات قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، والتي تفيد بوجود جمود على الجبهة كما هو الحال على الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى.

قبل أسبوعين، اعترف "زالوجني" بصعوبة الوضع على أرضية الميدان، على الرغم من استخدام الدبابات الحديثة والطائرات وغيرها من الأسلحة المبتكرة، بعد أن قال لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية: "تمامًا كما حدث في الحرب العالمية الأولى، وصلنا إلى مستوى من التكنولوجيا يضعنا في طريق مسدود".

القوات الروسية
لا دلائل على وقف الحرب

وأبرم اتفاق مينسك عام 2014 بين روسيا وأوكرانيا في العاصمة البيلاروسية بوساطة ألمانية فرنسية، وكان الهدف هو تهدئة شرق أوكرانيا، التي كانت بالفعل تحت النفوذ الروسي في ذلك الوقت، ومع ذلك، لم يتم تنفيذ معظم الالتزامات على الإطلاق، وتتبادل روسيا وأوكرانيا اللوم في هذا الأمر.

ولا يوجد حاليًا ما يشير إلى وقف إطلاق النار أو إجراء محادثات سلام، إذ أكد جميع السياسيين الروس البارزين في الأسابيع الأخيرة أنهم يريدون تحقيق أهداف الحرب في البلاد، ومن ناحية أخرى، لا تزال أوكرانيا تسعى جاهدة لتحرير كامل أراضيها.

تحذيرات من تكتيك روسيا في مرحلة السلام

وحذر خبراء من أن القوات المسلحة الروسية قد تعيد تموضعها في "مرحلة السلام" إذ تم الاتفاق عليها، حتى تتمكن من توجيه ضربة بقوة أكبر في وقت لاحق، في ظل قيام الكرملين بزيادة إنتاج الأسلحة في البلاد بشكل كبير، بحسب الراديو الألماني.

وفي أواخر ديسمبر، أشار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يشير من خلال وسطاء منذ سبتمبر على الأقل إلى أنه منفتح على وقف إطلاق النار الذي من شأنه تجميد القتال على طول الجبهة الحالية.

الجيش الأوكراني
تفاصيل اتفاقية مينسك

تنص اتفاقية مينسك التي تم توقيعها في عام 2014 على وقف القتال بين الانفصاليين والجيش الأوكراني وإيجاد حل سياسي للنزاع في شرق أوكرانيا، غير أن بنود الاتفاقية بقيت في غالبيتها "حبرًا على ورق" في ظل التباين الحاد في مواقف أطراف النزاع.

كانت اتفاقيات مينسك عبارة عن سلسلة من الاتفاقيات الدولية التي سعت إلى إنهاء الحرب في منطقة دونباس في أوكرانيا. الاتفاقية الأولى، المعروفة باسم بروتوكول مينسك، صيغت في عام 2014 من قبل مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن أوكرانيا، والتي تتألف من أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، بوساطة زعماء فرنسا وألمانيا فيما يُعرف بصيغة نورماندي.

فشلت الاتفاقية في وقف القتال، وبالتالي تبعها اتفاقية منقحة ومحدثة، هي اتفاقية مينسك الثانية، والتي وُقع عليها في 12 فبراير 2015.

وتتألف هذه الاتفاقية من مجموعة من الإجراءات، بما في ذلك وقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة من خط المواجهة، والإفراج عن أسرى الحرب، والإصلاح الدستوري في أوكرانيا، ومنح الحكم الذاتي لمناطق معينة من دونباس وإعادة السيطرة على حدود الدولة إلى الحكومة الأوكرانية.