تستخدم العنف الجنسي كعقاب وتمارسه بشكل فردي وجماعي لبث الرعب في نفوس المواطنين، عصابات خرجت عن سيطرة الأمن المتواضع وضاعفت الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها هايتي منذ سنوات، إذ شكّلت جحيمًا في البلاد وجعلت من الاستقرار أمرًا مستحيلًا.
تزايد سيطرة العصابات وفرار المواطنين
قالت مفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دولة هايتي الكاريبية أولريكا ريتشاردسون، أمس الخميس، إن ما يقرب من 60 في المئة من عاصمة هايتي أصبحت في قبضة العصابات، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
وفي ظل الضعف الأمني الذي تعيشه البلاد، أدَّت الأعمال الإجرامية لتلك العصابات التي تصاعدت إلى هجمات جنسية إلى فرار الآلاف من منازلهم، إذ صرَّحت ريتشاردسون بأن انعدام الأمن أدى إلى نزوح جماعي، خاصة العاصمة، إذ فر 155 ألف شخص من منازلهم.
وقالت ريتشاردسون في مؤتمر صحفي إن "العصابات تستخدم مستويات مرعبة للغاية من العنف الجنسي كسلاح لإبقاء الناس تحت السيطرة وبث الخوف والعقاب في نفوسهم"، مشيرة إلى أن معارك العصابات على الأراضي وأعمالهم الإجرامية تمزق المجتمع وتزيد من انعدام الأمن.
سبب تفاقم انعدام الأمن في هايتي
وتفاقم انحدار الاستقرار في هايتي منذ اغتيال الرئيس جوفينال مويس العام الماضي، الأمر الذي لم يتم حله بعد، فبعد حادث اغتيال الرئيس الذي واجه احتجاجات تطالب باستقالته بسبب تهم فساد، تنامت قوة العصابات، وأدى الضعف الأمني إلى فرض سيطرتها.
وبدأت الحياة اليومية في هايتي تخرج عن نطاق السيطرة بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء أرييل هنري أن دعم الوقود سيُلغى، ما تسبب في مضاعفة الأسعار، فأغلقت عصابة بقيادة شخص يدعى جيمي باربيكيو شيريزير، وهو ضابط شرطة سابق، محطة وقود فارو، ما تسبب في أزمة وقود.
الكوليرا تكمل دوامة الانحدار في هايتي
واستكمالًا للوضع السيئ الذي تعيشه هايتي، أشارت ريتشاردسون إلى أن ما يقرب من 12 ألف شخص نقلوا إلى المستشفى بسبب انتشار المرض منذ 2 أكتوبر، وهناك الآن أكثر من 14 ألف حالة كوليرا مشتبه بها في ثماني مناطق من مناطق البلاد العشر.
وقالت إن جميع الهايتيين الذين يواجهون المجاعة وعددهم 20 ألفًا باستثناء ألف منهم، موجودون في العاصمة بورت أو برنس، خاصة حي سايت سولاي الفقير الذي تسيطر عليه العصابات.
