الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هرم مصر الرابع .. "تراث أم كلثوم" كنز يخلد اسمها ويؤجج النزاع

  • مشاركة :
post-title
أم كلثوم

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

نادية مبروك: "صوت القاهرة" تمتلك عقودا موثقة منها تؤكد أحقيتنا 
طارق الشناوي: لست قلقًا من تأثير الصراع على اندثار تراثها.. ونحن بحاجة لصناعة فيلم عنها 
ماجدة موريس: لابد من إعادة توظيف تراثها بما يعزز مكانة مصر 

 لا تزال كوكب الشرق أم كلثوم تحيا بين الناس، بصوتها وإحساسها الخالد في النفوس، فصاحبة الحنجرة الذهبية التي وصلت إلى أقطار الوطن العربي، أسهمت بفنها في تعزيز الدور الثقافي لمصر عبر الأجيال، لتشكل جزءًا أصيلًا من تاريخ البشرية، وتؤكد على الدور الكبير الذي لعبته باعتبارها واحدةً من أدوات القوة الناعمة لمصر.   

ومع استعادة دور أم كلثوم وطنيًا وفنيًا وثقافيًا عربيًا، بالتزامن مع الذكرى الـ48 لوفاتها، في مثل هذا اليوم 3 من فبراير عام 1975، تفجرت أزمة كبيرة خلال السنوات الماضية حول تراث كوكب الشرق الحائر بين أكثر من جهة، وسط تنازع وشد وجذب بين شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، وبين إحدى شركات الإنتاج الخاصة حول من يملك حق استغلال هذا التراث الفني العظيم، الذي يسجل جزءًا من تاريخنا الثقافي والفني. 

أحقية صوت القاهرة

قالت نادية مبروك، رئيسة شركة "صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات"، إن الشركة التي تترأسها هي صاحبة الحق الأصيل في استغلال تراث أم كلثوم، وأوضحت لموقع "القاهرة الإخبارية": "بحسب العقود الموثقة في الشهر العقاري والتي وقعت عليها أم كلثوم شخصيًا تقر فيها بأن صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات هي صاحبة الحق الوحيد لتملك تراثها، ولدينا تنازلات وعقود بذلك موقعة ومسجلة من كوكب الشرق".

وأكدن "مبروك" أن لديهم تنازلات من الورثة بالحصول على 30% من الإيراد السنوي الذي تجنيه صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات من حق الاستفادة من تراثها الفني، ولكن ما حدث أن إحدى شركات الإنتاج اشترت حق الورثة وأصبح هذا الإيراد يدخل لها، لكن يبقى لصوت القاهرة حق استغلال هذا التراث، والأمر حاليًا في القضاء، ولكنه سينتصر لصالح صوت القاهرة".

 تابعت: "حق أم كلثوم لابد أن يعود لنا وللدولة والمصرية لأنها ليست فقط ملايين الدولارات التي يستفيد منها الطرف الآخر، ولكن جزء من تاريخ مصر والدولة هي من تملك هذا الحق".

تأثير النزاع على التراث

ثمة مخاوف من جانب البعض من أن يؤثر هذا النزاع القضائي على تراث أم كلثوم أو تقديمه بالشكل الذي يليق بهذه الثروة القومية، وقال طارق الشناوي لموقع "القاهرة الإخبارية": "لا نخشى على تراث أم كلثوم من التأثر بهذه النزاعات القضائية، لأن تراثها موجود في آلاف الفضائيات، لكن علينا أن نحافظ على ما لدينا، فدورنا أن نرمم تراثها لنحفظه للتاريخ والأجيال القادمة، فنحن لدينا 6 أفلام بها أغاني ودورنا كدولة أن ترمم هذه الأفلام، من منطلق دورنا في الحفاظ على تراثها بعيدًا عن القانون، فأنا لا أشعر بقلق تجاه تراث أم كلثوم، ربما هناك جزء كبير مما قدمته سينتقل من جيل إلى جيل، وهناك أغنيات قادرة على عبور الأجيال وليست كل الأغاني والألحان، لكن جزءًا منها سيعبر وجزء آخر سيطوله النسيان بحكم الفن الجمالي الذي يتأثر من زمن إلى زمن، فبعض الأعمال ستصبح نادرة والبعض الآخر سيخترق حاجز الزمن ويستمر، أعتقد أن أم كلثوم لديها بعض الأعمال التي تصمد مع الزمن".

ترميم أعمالها

تابع: "لست قلقا من اندثار تراث أم كلثوم، ولكن علينا أن نتأكد من صلاحية الأشرطة هندسيًا لتشغيلها حتى لا تندثر مع تغيرات الزمن، وفي حالة وجود مشكلات فنية بها لابد إصلاحها، فالتلفزيون المصري عليه أن يقوم ذلك والشركات التي تمتلك الأشرطة وعشاق أم كلثوم في حالة امتلاكهم تراث نادر عليهم أن يتقدموا به لأنني أعرف أشخاصًا ممن نطلق عليهم (سميعة) لديهم أغان غير متوفرة في الإذاعة المصرية".

وأكد الناقد الفني أنه يجب أن نفصل بين صوت أم كلثوم كملك للشعب وبين حق استغلال تراثها الفني، فالأخير يخضع لحكم القانون الذي سيحسم من لديه حق تملك تراث أم كلثوم، ويقول كلمته الأخيرة لأنه يحكمنا جميعًا، ولكن علينا أن نؤكد أن شركة صوت القاهرة هي التي تملك هذا التراث، لأنه كان يملكها محمد فوزي قبل التأميم، وأم كلثوم بدأت التسجيل كمطربة محترفة من خلال شركة محمد فوزي، وأصبحت هذه الشركة تابعة للدولة بعد ذلك، فهل تعاقدات أم كلثوم مع صوت القاهرة أو تعاقدات الورثة مع آخرين، كلها أمور تقع في إطار القانون، فالصراع الحالي الذي نراه والذي كان طرفه جمعية المؤلفين والملحنين مع محسن جابر لا نستطيع أن نُدلي برأينا فيه لأن الموقف بين يد القانون، لأن القاضي إذا اكتشف أن هناك أوراقًا ملكًا للشركة أو الورثة فهو الفيصل في هذا الموقف".

فيلم عن حياتها

وطالب الشناوي، بضرورة صناعة فيلم عن حياة كوكب الشرق، قائلًا: "علينا أن نوثق حياتها بصناعة فيلم عنها، وكان هناك خطة لعمل فيلم يحمل اسم (سومة) للكاتب سعد وهبة وإخراج يوسف شاهين، خاصة أن الفيلم الذي قُدِم عنها لم يكن على قدر المستوى وفشل فشلًا ذريعًا ولعبت بطولته فردوس عبد الحميد والمخرج محمد فاضل، فنحن بحاجة إلى فيلم روائي عن أم كلثوم يليق بها، وعمرو عرفة الأجدر على تقديمه، ولكننا بحاجة للبحث عن وجه جديد لتجسيد الشخصية".

ومن جهتها، قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس، إن أم كلثوم واحدة من أهرامات مصر الراسخة، وأنه من الصعب أن يؤثر النزاع القضائي على تراثها، فالجميع يعرف أغنياتها، بمن فيهم الأجيال الجديدة لقدرتها على الارتقاء بالذوق العام.

توظيف التراث

أكدت "موريس" أن من يمتلك تراث أم كلثوم عليه أن يعيد التفكير في كيفية إعادة توظيفه، بما يعزز مكانة مصر وامتلاكها تراثًا فنيًا كبيرًا للبشرية كلها، وأن يفكر في أن تكون أم كلثوم موجودة في مناسبات مهمة، وإعادة نشر أغنيات نادرة لها، أو التنسيق مع معهد الموسيقى العربية لتنظيم حفل للأصوات الجديدة لتقديم أعمال أم كلثوم ومنها النادرة، أو توثيق حكايات عنها مثل مجيء طائرات خصيصًا لها من بلاد العرب لحضور حفلاتها وغيرها من القصص المؤكدة.

أوضحت أن أم كلثوم ليست صوتًا قويًا فحسب، لكنها مثال يحتذى به في الاجتهاد والقدرة على التعلم والعلم والتذوق لكل أنواع الموسيقى والغناء، فهي شخصية استثنائية من الصعب تكرارها مثل كثير من كبار الفنانين المصريين.