يقف الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام معادلة صعبة، تتمثل في الرد على مقتل وجرح أفراد من الخدمة الأمريكية في الهجوم على قاعدة عسكرية على الحدود الأردنية السورية، قبل يومين، دون التصعيد مع إيران.
ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، إن رد الولايات المتحدة على الهجوم الأخير من المرجح أن يكون أقوى من الضربات الانتقامية الأمريكية السابقة في العراق وسوريا.
وقال مسؤولان أمريكيان للشبكة، إن الطائرة بدون طيار التي قتلت ثلاثة جنود من الجيش الأمريكي، وجرحت عشرات آخرين في الأردن، الأحد الماضي، اقتربت من الموقع الأمريكي العسكري، البرج 22، في نفس الوقت تقريبًا الذي كانت فيه طائرة بدون طيار أمريكية تعود إلى القاعدة، الأمر الذي أدى إلى عدم يقين فيما إذا كانت معادية، وأدى إلى تأخير الرد الأمريكي.
وتم التعرف على الجنود الأمريكيين الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم، على أنهم الرقيب، ويليام ريفرز، 46 عامًا، من كارولتون، جورجيا والإخصائية كينيدي ساندرز، 24 عامًا، من وايكروس، جورجيا، والإخصائية بريونا موفيت، 23 عامًا، من سافانا، جورجيا، وفقًا لوزارة الدفاع.
وقالت نائب السكرتير الصحفي للبنتاجون، سابرينا سينج، في مؤتمر صحفي، إنه تم تعيينهم جميعًا في سرية الهندسة 718، وهي وحدة احتياطية تابعة للجيش الأمريكي مقرها في فورت مور بجورجيا. وأضافت "سينج" أن أكثر من 40 شخصًا أصيبوا في الهجوم.
ولفتت "سي. إن. إن" إلى أن الرئيس جو بايدن يتعرض لضغوط متزايدة للرد بطريقة توقف هذه الهجمات إلى الأبد، مُشيرة إلى أن المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لأكثر من 160 هجومًا منذ أكتوبر.
وذكرت الشبكة أن التحدي الأكبر الذي يواجه إدارة بايدن، الآن، هو كيفية الرد على الهجوم الأكثر دموية على القوات الأمريكية في المنطقة منذ التفجير الذي وقع في "آبي جيت"، والذي أسفر عن مقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية في الأيام الأخيرة للانسحاب من أفغانستان، دون إثارة حرب إقليمية.
وأشارت الشبكة إلى أن العديد من المشرعين الجمهوريين، دعوا الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربة داخل إيران مباشرة لإرسال رسالة واضحة.
وذكرت الشبكة، أن المسؤولين والمحللين يتوقعون رد فعل أكثر قوة لا يقتصر بالضرورة على دولة واحدة أو يوم واحد، لكن المسؤولين أشاروا إلى أنه من غير المرجح أن تضرب الولايات المتحدة داخل إيران. ومن الممكن أن تقرر إدارة بايدن ضرب الجماعات المسلحة مرة أخرى في العراق أو سوريا أو كلا البلدين.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تحرص على ألا تكون محددة للغاية بشأن أصل الطائرة بدون طيار أو من أطلقها؛ من أجل الحفاظ على بعض عناصر "المفاجأة" عندما ترد الولايات المتحدة.
ومع ذلك، قال المسؤولون الأمريكيون إن ضرب إيران هو أحد الخيارات الأقل ترجيحًا في هذه المرحلة، وأضافوا أن الولايات المتحدة لا تريد خوض حرب مع إيران، والتي ستكون النتيجة المحتملة لضربة أمريكية داخل حدود إيران.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أمس الإثنين، إن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى حرب" مع إيران، لكنه لم يستبعد احتمال أن يفكر الرئيس جو بايدن في توجيه ضربات داخل إيران.
وأصر "كيربي" على أن الولايات المتحدة ستواصل النظر في خيارات الرد المتاحة، لكنه لم يذكر ما إذا كانت الإدارة تعتقد أن النظام الإيراني أمر بالهجوم بشكل مباشر.
ومع ذلك، قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه إذا حاولت الولايات المتحدة وقف التصعيد من خلال ضربات انتقامية متناسبة ومحدودة، فقد يُنظر إلى ذلك على أنه ضعف أمام إيران.
ونقلت "سي. إن. إن" عن مسؤول كبير سابق في الجيش الأمريكي، يتابع عن كثبٍ التطورات في المنطقة، إن "الرسالة ذاتها التي تراها تتحدث عن الخوف من التصعيد من جانب الإدارة. لقد نجحنا في ردع أنفسنا هنا."