"الاقتصاد في حالة مروعة".. هكذا جاءت تصريحات الزعيم الكوري الشمالي واصفًا اقتصاد بلاده الهش، الذي يعاني أزمات متلاحقة نظرًا للعقوبات المفروضة على بيونج يانج بسبب تجاربها النووية.
نقص حاد في الغذاء
وبحسب وسائل إعلام كورية شمالية رسمية، فإن الزعيم كيم جونج أون أقر الأسبوع الماضي بأن اقتصاد بلاده في "حالة مروعة" وهو يروّج لمخطط تنموي جديد لتحفيز النظام المعزول. ووصف "كيم" ندرة الضروريات الأساسية، بما في ذلك الغذاء، بأنها "قضية سياسية خطيرة". وألقى الزعيم الأعلى، الذي احتفل قبل أيام قليلة بعيد ميلاده الأربعين، اللوم على قيادات الحزب الذين قال إنهم كانوا سلبيين للغاية.
وواجهت كوريا الشمالية نقصًا حادًا في الغذاء في السنوات الأخيرة، حيث يعتقد أن نحو 45 في المئة من البلاد تعاني سوء التغذية في الفترة من 2020 إلى 2022، وفقًا لأحدث تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة عن ندرة الغذاء.
وقال "كيم" خلال اجتماع لحزب العمال عُقد في يناير الجاري: "اليوم، نشأت قضية سياسية خطيرة لا يمكن لحزبنا وحكومتنا تجاوزها أبدًا هي عدم توفير الناس في المناطق المحلية بالضروريات الأساسية للمعيشة، بما في ذلك التوابل والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية بشكل مرضي".
وأشار إلى أن "الاقتصاد في حالة مروعة مع نقص المتطلبات الأساسية وهناك اختلال شديد وفجوات كبيرة بين المناطق من حيث ظروفها الجغرافية والإمكانات الاقتصادية وظروف المعيشة"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية رسميًا.
تأثيرات جائحة كورونا
وفي عام 2022 أيضًا، ازداد القلق لدى المراقبين الخارجيين بشأن أول تفشٍ معلن لفيروس كوفيد-19 في البلاد. وأبلغت كوريا الشمالية، التي تفتقر إلى مجموعات اختبار كافية للتتبع، عن عدد قليل من الوفيات بسبب الفيروس، لكن الخبراء يعتقدون أن الوباء وجّه ضربة قوية لاقتصادها المنهك بالفقر وقوة عملها.
ظروف مناخية صعبة
بالإضافة إلى عدم مرونة اقتصادها المخطط مركزيًا، فإن كوريا الشمالية معرضة لانعدام الأمن الغذائي بسبب موسم النمو القصير، والمناخ القاسي في كثير من الأحيان، وعدم القدرة على الوصول إلى العديد من التقنيات الزراعية الحديثة، بعد العقوبات الغربية المفروضة عليها من قِبل أمريكا والأمم المتحدة.
وفي تسعينيات القرن الماضي، شهدت البلاد مجاعة شديدة أدت إلى مقتل ما يصل إلى 5% من سكانها.
وفي الأشهر الأخيرة، أعرب "كيم" عن إحباطه من الأعراض التي يعاني منها مجتمع بلاده الفقير، بما في ذلك في أوائل الشهر الماضي عندما بدا أنه انهار بالبكاء بينما كان يناشد النساء الكوريات الشماليات إنجاب المزيد من الأطفال وسط انخفاض معدل المواليد.
الخروج من الأزمة
ودعا "كيم" إلى تقديم حلول عملية لتعزيز "الحياة المادية والثقافية الأساسية للناس" في كوريا الشمالية في وقت قصير. و"كيم"، الذي يعرف بشهيته القوية للسلع الفاخرة، ألقى اللوم على المخططين الاقتصاديين الذين قال إنهم لا يبذلون جهدًا كافيًا لتحسين مستوى المعيشة في البلاد، بدلًا من مواجهة التحديات بـ"العزيمة والشجاعة الثورية".
وأشاد بخطته التنموية التي اعتمدها أخيرًا، التي تنطوي على خفض الفوارق الإقليمية في الموارد وبناء مراكز صناعية في 200 مدينة في العشر سنوات المقبلة.