ترتبط قضية الهجرة بالعديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية للدول المستقبلة للاجئين، ويبرز هذا جليًا في دولة بولندا التي تستقبل عددًا كبيرًا من اللاجئين الأوكرانيين بسبب الحرب الدائرة مع روسيا، إلا أن السلطات في وارسو لاحظت أن تدفق هؤلاء اللاجئين أثّر سلبًا على معدلات الجريمة في البلاد.
ذكرت صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" البولندية، نقلًا عن بيانات تلقتها من الشرطة، في مقال بعنوان "الجانب المظلم للهجرة" أن إجمالي 17278 انتهاكًا للقانون ارتكبها أجانب في بولندا العام الماضي، أي أكثر بـ2400 انتهاك مقارنة بعام 2022، في حين كان بلغ الرقم 3500 جريمة فقط في عام 2013، حسبما أشارت الصحيفة.
أكثر من نصف الجرائم
وتشير بيانات الشرطة البولندية، بحسب ما أوضحت الصحيفة، إلى أن الأوكرانيين مسؤولون عن أكثر من نصف الجرائم، يليهم مواطنو جورجيا وبيلاروسيا.
وحسب البيانات فإن كل ثلاثة مخالفات للأجانب تتعلق بتعاطي الكحول والقيادة تحت تأثيره هناك أوكراني متسبب فيها، وكانت هناك 4898 حالة من هذا القبيل في العام الماضي، حيث ورد أن مواطنين أوكرانيين متورطون في 70٪ منها.
وكتبت الصحيفة أن القيادة في حالة سُكر أصبحت "مشكلة متنامية" في بولندا، بعد أن تم الكشف عن ارتفاع مستوى الكحول في عينات الدم المأخوذة من الجناة "بشكل مفاجئ" حتى لضباط الشرطة ذوي الخبرة.
ولا يلتزم العديد من المهاجرين أيضًا بالحظر الذي أمرت به المحكمة على القيادة تحت تأثير الكحول، إذ في عام 2023، اتُهم 871 أجنبيًا، منهم 518 أوكرانيًا، بالقيادة أثناء الحظر، وهو ما يعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ووفقًا لأرقام الشرطة، لم يكن هناك سوى 400 حادث من هذا القبيل في عام 2022.
وقال خبير المرور فويتسيك أبياري للصحيفة البولندية إن بعض المواطنين الأجانب يشعرون بالحصانة لأنهم ليسوا مواطنين في البلاد.
حملات اجتماعية توعوية
وقال ميروسلاف سكوركا، من رابطة الأوكرانيين في بولندا: "هناك 2.5 مليون مواطن أوكراني في بولندا، لذا يجب أن تكون هذه الظاهرة مرتبطة بهذه الحقيقة". وأشار إلى أن الأوكرانيين ربما "يشربون أكثر" ويجلسون خلف عجلة القيادة لأسباب وصفها بالـ"ثقافية".
ووفقًا لبيانات الشرطة، فإن عدد السرقات والجرائم المتعلقة بالمخدرات التي يرتكبها الأجانب ارتفع أيضًا في بولندا العام الماضي، ليصل إلى 3240 و2451 على التوالي، وفي 208 حالات، تم القبض على الجناة وبحوزتهم "كميات كبيرة" من المخدرات.
وقال أستاذ علم الجريمة برونون هوليست: "لدينا المزيد والمزيد من الأجانب في بلدانهم، غالبًا، ما يخشون خرق القانون، لكن في بولندا يعتقدون أنهم ضيوف، ويسمح لهم بالمزيد"، داعيًا إلى حملات اجتماعية لشرح عواقب انتهاك القانون.
عبء ثقيل
من جانبه أشار نائب وزير الخارجية البولندي، أندريه شينا للصحيفة البولندية، إلى عدم استبعاد تدفق مليون لاجئ أوكراني إلى بولندا، خاصة نساء وأطفال، في حالة تقدم القوات الروسية، معبرًا عن قلقه إزاء العبء الثقيل الذي ستتحمله بولندا وضرورة تجهيز المجتمع البولندي لمثل هذا التطور.
يتفق "شينا" مع موقف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسكا، الذي أعلن عدم استعداد بولندا لاستقبال لاجئين من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وفقًا للمناقشات حول اتفاق الهجرة.