الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخرجة الفيلم الفائز بجائزة مهرجان القدس: "من وإلى مير" استغرق تصويره 12 عاما (حوار)

  • مشاركة :
post-title
بوستر فيلم "من وإلى مير"

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

- حكايات جدتي قادتني لزيارة القرية وتقديم فيلم عنها.. والعمل يرصد ارتباط الناس بالمكان الذي يعيشون فيه

من قلب الصعيد بجنوب مصر إلى فلسطين، كانت آخر رحلة قطعها الفيلم المصري "من وإلى مير"، في جولاته شرقًا وغربًا، ليحصد مؤخرًا جائزة محمد بكري لأفضل عمل وطني بمهرجان القدس السينمائي الدولي في دورته السابعة، وتقاسم معه الجائزة الفيلم اللبناني "بيروت برهان"، للمخرجة فرح هاشم.

حكايات الجدة تقود لفيلم

بدأت فكرة فيلم "من وإلى مير" بشغف داخل مخرجته ماجي مرجان، التي كانت تتشوق لرؤية البلد الذي تحكي عنه جدتها ليل نهار، لتنطلق منها فكرة الفيلم، التي تقول عنها في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية": "كنت أتمنى زيارة البلد الذي وُلدت فيه جدتي وهي قرية مير بمحافظة أسيوط (جنوبي مصر)، ورغم أنني لم أرِ جدتي تذهب لهذه البلدة منذ مولدي، ولكنها ثمة ذكريات ظلت عالقة في قلبها وذهنها وتحدثني دائما عنها، فكانت حكايات جدتي عن القرية هي المحرك الذي قادني لزيارة هذا البلد".

فخر وسعادة شديدة شعرت بها المخرجة ماجي مرجان بحصولها على جائزة أفضل عمل وطني من مهرجان القدس السينمائي الدولي، لتقول عن ذلك: "حصول الفيلم على جائزة القدس يعتبر من الجوائز المهمة جداً بالنسبة لي، وكنت سعيدة جدًا بها لأنها باسم الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري، وهذا يضيف للجائزة أهمية أكبر عندي".

عمل وطني

ترى "ماجي" أن الفيلم عملًا وطنياً، حيث رصدت من خلال قصته مدى ارتباط الناس بالمكان الذي يعيشون فيه، وتقول عن ذلك: "الفيلم وطني لأنه يعزز قيم الانتماء وكيف للناس تنمية هذا الشعور، وكيف لهم أن يفقدوه ومدى ارتباطهم بالأماكن، فالفيلم يحكي عن الوطن بمعناه المعنوي ولا نقصد الوطن المدون بالبطاقة أو جواز السفر، فالوطن هو ارتباط الناس بأماكنهم التي عاشوا فيها".

صعوبة الحضور ومعرفة الجائزة صدفة

لم يكن مقدّرًا لـ"ماجي" أن ترى بعينها تفاعل الجمهور مع فيلمها، الذي حصد إشادة عدد كبير من الجمهور، بسبب صعوبة السفر إلى فلسطين، ولكن أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تقريب الحدث من خلال الفيديوهات، التي كان يرسلها لها أصدقاؤها لمشاهدة الفيلم خلال عرضه، حيث تقول: "لم أستطع الحضور والمشاركة في المهرجان ومشاهدة فيلمي، ولكن أصدقائي الفلسطينيون كانوا يرسلون لي فيديوهات أثناء عرض الفيلم".

غياب ماجي عن المهرجان جعلها تعلم بحصول فيلمها على جائزة من المهرجان صدفة، حيث تقول: "علمت بحصول فيلمي على جائزة محمد بكري بعد الانتهاء من إعلان الجوائز، وذلك من خلال فيديوهات أرسلها لي الأصدقاء".

زيارة

وثّقت ماجي زيارتها قرية جدتها وكواليس تصويرها للعمل، وتقول: "كنت أتمنى رؤية البلد الذي كانت تحكي لي جدتي عنه باستمرار وبالفعل تحقق هذا الأمر، وزرته وأحببت الناس فيه وارتبطت بهم وكنت على تواصل معهم، وما شجعني أيضًا على عمل فيلم تسجيلي عن هذه القرية شعوري أنها تحتاج إلى تسليط الضوء عليها."

حلم السفر

أوضحت ماجي أنها في زيارتها الأولى، لم يكن في ذهنها أنها ستصور فيلمًا عن هذه القرية، وتقول عن ذلك: "كانت البداية عندما ذهبت للقرية لأول مرة وصورت الأماكن التي حكت لي عنها، ومن هنا كانت نقطة الانطلاق فشاهدت الناس، وتحولت القصة للحديث عنهم وليس فقط عن ذكريات جدتي، ولمست أن هناك عددًا كبيرًا منهم يرغبون في السفر للخارج مثل أمريكا وغيرها، فكان حلم السفر يراودهم".

رحلة تصوير 12 عامًا

استغرقت رحلة الفيلم وقتًا طويلًا امتدت نحو 12 عامًا، وتكشف ماجي عن سبب طول هذه المدة: "صوّرت الفيلم مع بعض الأشخاص بالقرية ثم استأنفت التصوير بعد مرور 12 عامًا، لرغبتي في معرفة ماذا تغير في أحلام وطموحات الأشخاص الذين كانوا صغاراً وقتها عندما صورت معهم لأول مرة، وهل سافروا بالفعل أم لا، كنت أريد نقل قصة هؤلاء الأشخاص البسطاء وغير المعروفين ليكونوا أبطال العمل".

إنتاج ذاتي

أوضحت أن الفيلم إنتاج ذاتي، وأنها صورته على مراحل متقطعة وعلى فترات متفاوتة حيث استغرق تصويره ثمانية أسابيع على مدار 12 عامًا، لتقول: "كلما أتيحت لي الفرصة للذهاب للبلد والقرية للتصوير كنت أفعل ذلك، كما أن الفيلم اعتمد على طاقم قليل من أفراد العمل، وكان الناس في الفيلم يتحدثون بتلقائية".

وعن خطتها لمشاركة الفيلم في مهرجانات أخرى مقبلة، أشارت إلى أنها ليس لديها النية لعرضه في مهرجانات أخرى، وتكشف سبب ذلك بقولها: "الفيلم عرض في عدد من المهرجانات الدولية بالسويد والمغرب، فضلاً على عرضه مؤخرًا بمهرجان القدس السينمائي الدولي، كما تم عرضه للجمهور العام في سينما زاوية، وعلى إحدى المنصات الرقمية، ومن الصعب أن يشارك في مهرجانات دولية أخرى بعد طرحه للعرض العام".

أنا وليلى

وعن مشروعاتها الفنية الجديدة، قالت: "أعمل على فيلم سينمائي روائي طويل يحمل اسم (أنا وليلى) وهو فكرتي، بينما يشارك في الكتابة ورشة عمل للكاتبة مريم ناعوم، والعمل في طور كتابة السيناريو حاليًا".