الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رضا الباهي: شعوري بالعجز دفعني لتنفيذ "غزة تونس المسافة صفر"

  • مشاركة :
post-title
المخرج التونسي رضا الباهي

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

دائمًا ما يحرص المخرج التونسي رضا الباهي على تناول قضايا تتماس مع ما يهم جمهوره من الوطن العربي، لذا لم يتردد في تنفيذ عمل سينمائي يتناول الأوضاع التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وتحديدًا قطاع غزة، ويحمل اسم "غزة تونس المسافة صفر"، مستعرضًا شكل وطرح جديد عما سبق تناوله سينمائيًا.

دعم القضية سينمائيًا

يؤكد المخرج التونسي خلال حواره لموقع "القاهرة الإخبارية" أن الإحساس بالعجز والضعف كان أهم العوامل وراء التفكير في تنفيذ الفيلم، إذ يقول: "مع بداية الهجوم المروّع على غزة من قِبل الكيان الصهيوني، شعرت بالعجز والضعف تجاه أهلنا في فلسطين، لذا قررت أن أتضامن مع القضية الفلسطينية بأبسط الطرق الممكنة لنا كسينمائيين، فبدأت في فكرة فيلم خاص بغزة، وتقديمه بأسلوب مختلف لكشف كذب وتضليل الكيان الصهيوني، واستغرقت في كتابته ما يقرب من 100 يوم، فمنذ بداية الحرب على غزة وأنا أتابع الأحداث وبالفعل انتهيت من الكتابة وسيتم التصوير قريبًا".

وتابع: "الهدف من الفيلم معايشة الوضع في غزة، لذا اعتمدنا على أشخاص حقيقيين من جميع طبقات المثقفين وغير ذلك، وكبار السن والصغار وتقديم الفكرة بأسلوب روائي، حتى يكون المُشاهد متحمسًا للفيلم وفي الوقت نفسه تصل إليه الفكرة، خصوصًا أن الكيان المحتل يحاول قدر الإمكان إخفاء الحقيقة عن العالم وتضليلهم، لذا يقمع أصوات الفنانين والمبدعين وكل من يحاول أن يكشف حقيقتهم".

دور الفن في القضية

يؤمن المخرج رضا الباهي بأن "فنان" ليست مجرد لقب يُطلق على أي شخص، فهي كلمة تحمل العديد من المعاني القيّمة، إذ يقول: "لكل فنان يستحق هذا اللقب لا بُد أن يكون أهل له، وأن يهتم بقضاياه الأساسية، ونحن لدينا قضية واحدة أساسية منذ القدم وهي قضية الشعب الفلسطيني، لذا لا بُد من التحدث عنهم، وعدم اعتياد هذا المشهد القاسي، والأحداث المؤلمة مهما مرت السنين، وأتمنى من كل الفنانين أن يقفوا بصوتهم وإمكانياتهم المتاحة ضد هذه الإبادة الجماعية التي تحدث لهذا الشعب الأعزل".

غرام السينما لا يموت

 كان المخرج التونسي رضا الباهي أعلن اعتزاله بعد مسيرة فنية طويلة في عالم الكتابة والإخراج، وحول ذلك قال: "غرام السينما لا يموت، ومشروعي عن غزة هو الذي فرض نفسه لتقديمه الفترة المقبلة، كما أنه لا تزال لديّ مشروعات جديدة أسعى لتقديمها مثل فيلم "زنوبيا"، الذي يتحدث عن دفن النفايات في إفريقيا، وأيضًا فيلم "رسالة الغفران".

ويضيف: "رغم السنوات الطويلة في عالم الفن لكنني غير راضٍ عن مشواري المهني، لأنني قدمت عددًا قليلًا من الأفلام خلال 50 عامًا في هذا المجال، لكن الشيء الذي يجعلني فخورًا بمسيرتي المهنية هو أنني حاولت الحفاظ على السينما الجادة والهادفة في ظل انتشار السينما التجارية، فكان معياري الرئيسي هو المضمون والذوق العام للجمهور، وأن أقدم رسالة هادفة للمُشاهد".

شاهين وأبو سيف وخان

يشير رضا الباهي إلى أن علاقته بالسينما المصرية قوية للغاية، إذ يقول: "السينما المصرية هي أقدم صناعة سينما في قارة إفريقيا والمنطقة العربية، فهي التي غذت وجداني وشكّلت ثقافتي السينمائية وساعدتني في تكوين لغة سينمائية خاصة بي، حيث تأثرت بأفلام المخرج يوسف شاهين، صلاح أبو سيف، محمد خان، وأعتبر نفسي من المخرجين المحظوظين للعمل مع كبار المخرجين المصريين في بداية حياتي".