قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إنّ 24 جنديًا من قواته قُتلوا في غزة، وهو أكبر عدد من القتلى في يوم واحد منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، كما ذكر أنَّ قواته طوّقت المدينة الرئيسية بجنوب غزة في هجوم بري كبير.
وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، للصحفيين، إنَّ 21 جنديًا قُتلوا لدى انفجار مبنيين لغمتهما القوات الإسرائيلية لهدمهما بعدما أطلق مسلحون النار على دبابة قريبة، وأفادت تقارير في وقت سابق بمقتل 3 جنود في هجوم منفصل بجنوب غزة.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "أننا شهدنا، أمس أحد، أصعب أيامنا منذ اندلاع الحرب.. باسم أبطالنا، ومن أجل حياتنا، لن نتوقف عن القتال حتى تحقيق النصر المطلق".
وسقط القتلى في أعنف أعمال قتال يشهدها عام 2024 حتى الآن مع اقتحام القوات الإسرائيلية المناطق المتبقية من مدينة خان يونس الرئيسية في جنوب القطاع، التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
ونفذت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي، أمس، عملية واسعة النطاق طوّقت خلالها خان يونس وكثّفت العملية في المنطقة التي تعد معقلًا كبيرًا لكتيبة خان يونس التابعة لحماس، وشاركت القوات البرية في قتال عن قرب ووجهت ضربات جوية واستخدمت معلومات استخباراتية لتنسيق إطلاق النار، ما أدى إلى تصفية عشرات من الفصائل الفلسطينية.
محاصرة المستشفيات
ووفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، قُتل 195 فلسطينيًا على الأقل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ليرتفع العدد الإجمالي الموثق إلى 25490 شهيدًا، مع مخاوف من وجود آلاف الشهداء تحت الأنقاض.
وقال مسؤولون فلسطينيون، إنَّ القوات الإسرائيلية المتقدمة حاصرت المستشفيات ما جعل من المستحيل الوصول إلى القتلى والجرحى، كما اقتحمت مستشفى الخير في خان يونس، واعتقلت العاملين فيه.
فيما أوضح الهلال الأحمر الفلسطيني إنَّ قذيفة دبابة أصابت مقره في الطابق الرابع، أسفرت عن قتل مدني عند المدخل، وكانت القوات الإسرائيلية تطلق النار من طائرات مسيّرة على أي شخص يتحرك بالقرب من المنطقة، ما جعل إرسال سيارات إسعاف لمنطقة خان يونس بأكملها مستحيلًا.
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حركة (حماس) يعملون في المستشفيات وحولها، ما يجعلها أهدافًا مشروعة لها، بينما ينفي العاملون في المستشفيات وحماس ذلك.
مقبرة للمحتل
وبينما يحتفل الفلسطينيون بالخسائر الإسرائيلية واعتبروها انتصارًا، تحدث الإسرائيليون عنها باعتبارها تضحية ضرورية في الحرب ضد مقاتلي حماس الذين شنّوا هجومًا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 محتجزًا لا يزال نصفهم تقريبًا في غزة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، التي أقسمت على تدمير إسرائيل، ومنذ أنَّ شنت إسرائيل هجومها البري في أكتوبر الماضي فقد تقريبًا جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منازلهم، وأغلبهم محاصرون الآن في بلدات بشمال القطاع، وينام العديد منهم في خيام مؤقتة بجنوب خان يونس في ظل نقص الطعام والماء والدواء.
ورغم أنَّ الحرب لا تزال تحظى بتأييد شعبي ساحق في إسرائيل، بدأ السخط ينشأ من استراتيجية نتنياهو الملتزمة بالقضاء على حماس تمامًا لكن لا يوجد مناقشات واضحة عما سيحدث بعد ذلك.
ويتعهد نتنياهو علنًا منذ الأسبوع الماضي بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة أبدًا، ليتنصل بذلك من السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، في الشرق الأوسط منذ عقود.
وقال غادي أيزنكوت، الوزير ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الذي قُتل ابنه في غزة الشهر الماضي، إن الحملة لم تفكك حماس بعد ولا يوجد أمل في تحرير المحتجزين بالقوة، ودعا إلى إجراء انتخابات لتغيير الحكومة التي قال إنها فقدت ثقة الشعب.
وأدى الصراع إلى تصعيد أعمال العنف في أماكن أخرى بالشرق الأوسط مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن، حيث نشطت جماعات المقاومة في تلك الدول للرد على العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.