بعد نحو 8 سنوات من اِنسحاب المملكةِ المتحدةِ من الاتحاد الأوروبي أو البرِيكست في 23 يونيو 2016، بعد دعوات من المشككين في وحدة أوروبا، تأتي مطالبات جديدة من ألمانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، معتبرة الخروج البريطاني "نموذجًا لألمانيا".
زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد، أليس فايدل، قالت: "إن بريطانيا كانت على حق تمامًا في مغادرة الاتحاد الأوروبي، حيث يعتبر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نموذجًا لألمانيا"، مضيفة "أن الحزب يريد إصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبي للحد من سلطة المفوضية الأوروبية ومعالجة ما تعتبره عجزًا ديمقراطيًا".
بريطانيا نموذج لألمانيا
"فايدل" التي تترأس حزب البديل من أجل ألمانيا منذ عام 2022، قالت في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز": "إن بريطانيا نموذج لألمانيا، حيث يمكن للمرء أن يتخذ قرارًا سياديًا مثل هذا، وإن التصويت سيتم إذا لم تتمكن حكومة حزب البديل من أجل ألمانيا من تأمين إصلاحات لدرء تجاوزات المفوضية الأوروبية غير المنتخبة".
زعيمة أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان الألماني منذ عام 2017 ذكرت: "إذا لم يكن الإصلاح ممكنًا، وإذا فشلنا في إعادة بناء سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فيجب أن نترك للشعب أن يقرر، تمامًا كما فعلت بريطانيا، وأنه إذا لم يتم تحقيق التغييرات التي يسعى إليها الحزب، فيمكننا إجراء استفتاء على خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي".
خلاف مع الأحزاب
تصريحات "فايدل" وضعتها في خلاف مع الأحزاب الرئيسية والجمهور الألماني، الذي يؤيد بأغلبية ساحقة البقاء في الاتحاد الأوروبي.
ويحقق الحزب اليميني المتطرف حاليًا ارتفاعًا في استطلاعات الرأي الوطنية بنحو 22 في المائة، متقدمًا على الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة المستشار، أولاف شولتز، الذي حصل على 13 في المائة، ولا يتخلف عنه سوى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وخرج مئات الآلاف من الأشخاص في ألمانيا للاحتجاج ضد حزب البديل من أجل ألمانيا في الأيام الأخيرة، بعد أن كشفت صحيفة "كوركتيف" الاستقصائية أن أعضاء الحزب ناقشوا خطة ترحيل جماعي في اجتماع للمتطرفين في نوفمبر.
خطة إعادة الهجرة
وأكد حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي تصنفه أجهزة المخابرات في ثلاث ولايات شرق ألمانيا على أنه يميني متطرف، حضور أعضائه الاجتماع، لكنه نفى تبني خطة "إعادة الهجرة" المزعومة لطرد المهاجرين وغير المهاجرين من المواطنين المندمجين.
ووفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد أظهر استطلاع للرأي أجري أخيرًا أن 45% من أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا سيصوتون لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن النجاح الحالي الذي حققه الحزب لا يضمن حصوله على مكان في الحكومة المقبلة.