نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، ضربة جوية في سوريا، استهدفت مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، في تصعيد جديد ينذر بتوسيع نطاق الحرب على غزة، وجرّ طهران إلى الصراع.
ووجهت طائرات الاحتلال ضربة صاروخية لمبنى سكني في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، أسفرت عن مقتل أربعة من الحرس الثوري الإيراني، بينهم مسؤول كبير في وحدة المعلومات التابعة له، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وبينما ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية، إن الغارة الإسرائيلية بدمشق أسفرت عن مقتل اثنين من كبار مستشاري الحرس الثوري، قالت وسائل إعلام سورية إن 4 قتلوا في الغارة.
ونقلت "رويترز" عن مصدر أمنى، أن الهجوم الإسرائيلي الذي استُخدمت فيه "صواريخ محددة الهدف بدقة" أدى إلى تدمير مبنى متعدد الطوابق.
وتضم منطقة المزة في غرب دمشق حيث وقع الانفجار، مقرات أمنية وعسكرية عدة، إضافة لمقرات وأماكن سكن قيادات فلسطينية بارزة، وفيها تجمع لعدد من السفارات والمنظمات الأممية، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
ومنذ 2011، شنّ جيش الاحتلال مئات الضربات الجوّية على ما يصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، وصعّدت إسرائيل وتيرة استهدافها للأراضي السورية، منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وفي ديسمبر الماضي، قُتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في ريف دمشق، جراء ضربة جوية إسرائيلية، وفق السلطات السورية والإيرانية. وقُتل في الشهر نفسه أكثر من 23 مقاتلًا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في سوريا.
وأخيرًا، أعلن الحرس الثوري قصف مقر للموساد الإسرائيلي في أربيل بالعراق، بعدد من الصواريخ الباليستية، وذلك بعد أيام من تفجيرين وقعا في محافظة كرمان الإيرانية (جنوب شرقي البلاد) على الطريق المؤدية إلى مرقد قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني، في الثالث من يناير الماضي.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي ضد إيران، في وقت يتعرض له رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى ضغوط متزايدة من الداخل والخارج، لوقف العدوان المتواصل على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، لأجل الإفراج على المحتجزين لدى الفصائل في القطاع.
وقبل يومين، قال نتنياهو إن الحرب على غزة لن تتوقف، وسوف تستمر حتى العام المقبل 2025، وأعلن أن إسرائيل ستحتفظ إلى الأبد بالسيطرة على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن، ما يجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة هناك.
ومنذ أن شنّ جيش الاحتلال العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى منع توسع رقعة الحرب على القطاع، وأبدت واشنطن رغبتها في عدم جر إيران إلى الصراع.
لكن رئيس حكومة الاحتلال، الذي يواجه مطالب داخلية بإقالته من منصبه، ويواجه أيضًا تهم فساد قد تزج به في السجن، يسعى جاهدًا إلى إطالة أمد الحرب على غزة، والتصعيد ضد إيران، لاستفزازها وجرها إلى الصراع.