تسببت الضربة الصاروخية الروسية المميتة على مدينة خاركيف الأوكرانية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مرتزقًا أجنبيًا، معظمهم فرنسيون، في تصاعد حدة التوتر بين روسيا وفرنسا بشكلٍ ملحوظٍ.
استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الفرنسي في موسكو، احتجاجًا على ما وصفته بـ "تزايد تورط" باريس في الصراع في أوكرانيا، ملقيةً باللوم على الحكومة الفرنسية في خسائر المرتزقة. وفي المقابل، أقرت فرنسا لأول مرة بوجود بعض مواطنيها الذين التحقوا بالقتال إلى جانب أوكرانيا.
استدعاء السفير الفرنسي للاحتجاج
استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الفرنسي في روسيا، بيار لوفي، في أعقاب الضربة الصاروخية المميتة على مدينة خاركيف الأوكرانية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مرتزقًا أجنبيًا، معظمهم فرنسيون.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن السفير استدعي للتعبير عن قلق موسكو، إزاء "تزايد تورط" باريس في الصراع. وألقت السُلطات الروسية باللوم على الحكومة الفرنسية في الخسائر البشرية الكبيرة، مدعية أن فرنسا أغمضت العين لفترة طويلة عن وكالات التوظيف في البلاد التي تستقطب المرتزقة للقتال إلى جانب أوكرانيا.
قالت المُتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيانٍ إن فرنسا أغمضت عينيها لمدة طويلة عن عمل وكالات التوظيف فيها، التي تستقطب المرتزقة للقتال إلى جانب أوكرانيا.
وأضافت "زاخاروفا" أن خوض الحرب بالوكالة من جانب الغرب، بما فيها فرنسا، وتصاعد إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية إلى نظام زيلينسكي تتناقض مع التصريحات حول أهمية إحلال السلام، وتصعيد الأعمال العدائية، وتؤدي إلى العديد من الضحايا المدنيين، وتجعله شريكًا في جرائم حرب الحكومة الأوكرانية.
فرنسا تعترف
وعلى الجانب الفرنسي، أقر وزير الدفاع، سيباستيان لوكورنو، يوم الجمعة بوجود بعض المواطنين الفرنسيين الذين التحقوا بالقتال في صفوف الجيش الأوكراني، في تعارض ظاهر مع ادعاء وزارة الخارجية الفرنسية سابقًا، بعدم وجود مرتزقة فرنسيين في كييف أو أي مكان آخر.
لكن "لوكورنو" أصرّ على أن "هؤلاء الأشخاص ليس لهم أي صلة بالقوات المُسلحة الفرنسية، ولا يرتدون الزي الفرنسي وليسوا مرتبطين بالمؤسسات العسكرية الفرنسية". ورفض التعليق أكثر على الأمر، قائلًا إن روسيا ستستخدم أي شيء آخر في "حرب المعلومات" التي تخوضها.
اختلاف حول طبيعة الهدف
ويعتبر عمل المرتزقة غير قانوني في فرنسا منذ عام 2003، ويعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامات تصل إلى 75 ألف يورو (81 ألف دولار). ومع ذلك، فإن الطريقة التي تمت بها كتابة القانون تسمح للمواطنين الفرنسيين بـ"التطوع" في القوات العسكرية الأجنبية.
أشارت الخارجية الروسية إلى أن الخسائر الفادحة في صفوف المرتزقة وقعت يوم الثلاثاء، عندما استهدف الجيش الروسي نقطة تجمع مؤقتة للمقاتلين الأجانب، مما أسفر عن مقتل أكثر من 60 مرتزقًا أجنبيًا، وإصابة أكثر من 20 آخرين، وقالت إن معظمهم "مرتزقة فرنسيون".
من جهتها ناقضت السُلطات الأوكرانية الرواية الروسية للأحداث، حيث ذكرت الشرطة المحلية أن الموقع المدمر كان عبارة عن مبنى سكني، في حين أصرت السُلطات المحلية على أنه مستشفى مهجور فعليًا.