الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يحول المدمنين إلى زومبي.. مخدر"الكوش" يدمر مليون شخص في غرب إفريقيا

  • مشاركة :
post-title
كيس يحتوي على مسحوق لعقار مخدر

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

انتشر مخدر جديد يطلق عليه لقب الـ"كوش" عبر بلدان غرب إفريقيا، يحدث دمارًا في المجتمعات المحلية بين المواطنين، حيث يتسبب في قيام متعاطيه بالتحرك مثل "الزومبي"، وتساقطهم أرضًا أثناء نومهم وسيرًا على الأقدام، كما أدى إلى وفاة العشرات كل أسبوع ودخول الآلاف إلى المستشفى.

ويحتوي مخدر "الكوش"، كما تشير مجلة "نيوزويك الأمريكية"، على خليط من عدة مواد كيميائية، بما في ذلك الترامادول والقنب ومركب الفنتانيل وأحيًانا الفورمالديهايد، وأصبح شائعًا بسبب تكلفته البسيطة، ما جعله متاحًا على نطاق واسع، وغالبية المتعاطين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا.

مليون مدمن

ويعتقد أن حوالي مليون شخص في غرب إفريقيا، يدمنون المادة الجديدة القاتلة، وفقًا لصحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، واعتبرت دولة سيراليون الأسوأ تأثيرًا في تداولها وتعاطيها، وكذلك في الدول المجاورة مثل غينيا وليبيريا، ويدعم انتشارها بعض العوامل الاجتماعية مثل ارتفاع معدلات البطالة والفقر وانعدام الأمل، بسبب الظروف السيئة، ما أدى إلى وفاة العشرات كل أسبوع ودخول الآلاف إلى المستشفى.

ويعود سبب انتشار مخدر "كوش" في بلدان غرب إفريقيا، كما تقول الصحيفة، إلى قدرة التجار على تصنيع المخدر داخل البلاد بدلاً من جميع المخاطر التي تسببها تكاليف استيراده، مشيرين إلى أن تكلفة الحبة الواحدة منه تساوي 25 سنتًا، ووفقًا للمجلة فإن ضعف الرواتب يجعل الدواء يلتهم نسبة كبيرة من أموال المواطنين سنويًا.

عظام مطحونة

ويعتقد الخبراء أن احتواء مخدر الكوش على عظام بشرية مطحونة مجرد شائعة، لافتين إلى أنه لا يوجد في العظام البشرية ما يمكن أن يكون مخدرًا حتى لو كانت مملوكة لأفراد تعاطوا المخدرات من قبل، وبالتالي كما تشير المجلة لن تكون هناك فائدة حقيقية من إدراج العظام في مزيج الأدوية.

أدوية مخدرة مختلفة

وأرجع الخبراء انتشار فكرة وجود عظام مطحونة داخل مخدر "كوش" تنبع من أساليب الترويج المختلفة التي تستخدمها الشرطة والوكالات الأمنية، لإثارة الذعر وردع الأفراد عن تعاطي المخدرات، مشددين في الوقت نفسه على أن الخليط في حد ذاته ضار بشكل كبير ويتسبب في الوفاة المباشرة بسبب الجرعة الزائدة المميتة، التي لا يمكن التحكم فيها لعدم وجود "مراقبة جودة" تمكنها من السيطرة على النسب المختلفة للمواد الكيميائية.

نسب التركيزات

وكشفت مجلة نيوزويك، نقلاً عن خبراء في الطب الشرعي، أن طبيعة مخدر الكوش المختلطة، تجعل من الصعب التحكم في نسب التركيزات لكل مادة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات مختلفة بين المدمنين، مشيرين إلى أن مادتي الفنتانيل والترامادول من المواد الأفيونية التي تسبب الإدمان بشكل كبير، كما أن الفورمالديهايد، الذي يستخدم في تحنيط الجثث، يمكن أن يسبب الهلوسة عند تناوله.

وتتفاقم مخاطر المخدر في تلك المجتمعات أيضًا بسبب ندرة خدمات الحد من الأضرار والعلاج من تعاطي المخدرات، بجانب اختلاف محتوياته في المناطق الجغرافية المنتشرة فيها، مؤكدين أن الكوش يمكن أن يكون في منطقة ما، مختلفًا تمامًا عن الكوش في منطقة أخرى.

تصدير الكوش

وحول إمكانية تصدير مخدر الكوش من بلدان غرب إفريقيا إلى أوروبا وأمريكا، فقد قللت المجلة من ذلك الأمر، مشيرة إلى أن جميع الخلطات الكيميائية الموجودة فيه متوفرة أيضًا في الولايات المتحدة وأوروبا، ولذلك من غير المرجح أن يشق المخدر طريقه عبر المحيط الأطلسي للدول الأخرى.

وأكدت المجلة أن تلك الخلطات أساسًا موجودة بنسب وتركيزات ومركبات مختلفة ومسميات أخرى، تسببت في العديد من الوفيات في أمريكا الشمالية، وتثير قلقًا متزايدًا في أوروبا، منها استخدام "غبار القرد" في المملكة المتحدة، و"أملاح الاستحمام" في الولايات المتحدة، وهي عبارة عن مجموعة من العقاقير المنشطة الاصطناعية.