في مفاجأة لم تكن متوقعة وعلى عكس ما تم تداوله في الأيام الماضية، أعلن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في سويسرا "دافوس"، نمو اقتصاد بلاده بنسبة 5.2% في العام الماضي، متجاوزًا الهدف الرسمي، الذي حددته بكين.
نمو مستقر
في محاولة لتهدئة المخاوف بشأن تعافي البلاد من جائحة كوفيد 19، حث "لي" العالم على معالجة ما وصفه بـ "العجز في الثقة" بين الدول، قائلًا في إشارة ضمنية إلى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، إن "التعددية" لا تعني أن بضع دول فقط يمكنها وضع القواعد. حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
وفي حديثه عن حالة الاقتصاد الصيني، أكد رئيس الوزراء أن معدل نمو البلاد في العام الماضي - وهو ارتفاع من الرقم 3% في عام 2022 عندما تعرضت البلاد لإغلاقات واسعة النطاق بسبب كوفيد - تم تحقيقه دون اللجوء إلى "حوافز ضخمة" محققًا "تقدمًا مستقرًا".
وأضاف: "لم نسعَ إلى النمو قصير الأجل مع تراكم المخاطر طويلة الأجل، بل ركزنا على تعزيز الدوافع الداخلية"، مؤكدًا أن الشخص السليم غالبًا ما يكون لديه جهاز مناعي قوي، ويمكن للاقتصاد الصيني التعامل مع الصعود والهبوط في أدائه. لن يتغير الاتجاه العام للنمو طويل الأجل".
فيما، أكد "لي" أن عائد الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين قدر بـ 9% وأن البلاد لا تزال مفتوحة أمام المعاملات الدولية، مضيفًا أن اختيار السوق الصينية ليس مخاطرة، بل فرصة. لذلك نحن نرحب بالاستثمارات عبر الأعمال من جميع البلدان بأذرع مفتوحة".
إعلان مفاجئ
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن هدف النمو لعام 2023 البالغ 5% هو أدنى هدف للصين في عقود. وقد تعطل خروج الاقتصاد من كوفيد بسبب تباطؤ عميق في سوق العقارات وانخفاض الصادرات وعدم وجود ثقة من المستثمرين، مما اضطر الحكومة إلى التدخل بتدابير تحفيزية، على الرغم من أنها توقفت عند حد الحزم المالية "المدفعية الكبيرة" التي نشرتها في الأزمات السابقة.
وكانت نسبة النمو البالغة 5.2%، والتي يقول الاقتصاديون إنها تم تجميلها بتأثير قاعدة منخفضة في عام 2022، متماشية مع استطلاع أجرته "رويترز" لآراء المحللين. إذ يتوقع الاقتصاديون أن تضع الحكومة هدف النمو الرسمي لهذا العام مرة أخرى عند 5%، وهو هدف يقولون إنه سيكون أكثر تحديًا بسبب تراجع سوق العقارات والضغوط التضخمية. حسبما ذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية.
ولكن قال "لي" إن اقتصاد الصين كان مشابهًا لـ "المشي في جبال الألب. أخبرني أصدقاؤنا الأوروبيون أنه للاستمتاع بجمال جبال الألب، يجب عليك التكبير والنظر من بعيد". وأضاف: "كما أراه، فهو نفس الطريقة التي يسير بها الاقتصاد الصيني، يجب عليك توسيع الرؤية وأخذ منظر شامل لفهم حقيقي لمكانه الآن وإلى أين يتجه".
وقد فاجأ إعلان لي للرقم القياسي للناتج المحلي الإجمالي الاقتصاديين، الذين كانوا يستعدون لإصدار البيانات الرسمية اليوم من قبل مكتب الإحصاءات الوطني. وقالت "أليسيا جارسيا هيريرو"، كبيرة الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في ناتيكس، إن قرار الإعلان عن الرقم مبكرًا "محير"، مضيفة أن بكين كانت مكانًا تعرف فيه متى سيتم نشر هذا النوع من الأشياء، لكن ذلك تغير بشكل جذري".
ويواجه الاقتصاد الصيني العديد من العقوبات التي كان لها تأثير كبير على اقتصادها والمتمثلة في القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على التنين الصيني لعرقلة تقدمه بالإضافة إلى حرمانه من الحصول على الرقائق الإلكترونية المتطورة.