قبل نحو 28 عامًا اجتمع النجمات الثلاثة ليلى علوي وإلهام شاهين وهالة صدقي، في التجربة السينمائية "يا دنيا يا غرامي" الصادر عام 1996، التي حملت توقيع المخرج المصري الكبير مجدي أحمد علي، ليحقق هذا العمل أصداء قوية على المستوى النقدي والجماهيري، ويؤكد على قدرة بطلاته الثلاثة في تصدر البطولة السينمائية، واستثمار هذا النجاح في تجارب سينمائية أخرى مماثلة، لكن لم يحدث ما طمحت له النجمات الثلاثة، في ظل تغير طبيعة السوق السينمائية بين صعود وهبوط، والاستعانة بعدد من نجوم الكوميديا الصاعدين بقوة خلال هذه الفترة، لتحجب الأضواء عن النجمات اللائي اتجهن فيما بعد إلى الدراما التلفزيونية لاستكمال مسيرتهن الفنية التي قدمن خلالها العديد من الأعمال المميزة.
سنوات طويلة قدمن النجمات الثلاثة أعمالا مميزة لم ينسوا فيها السينما، فكانت إلهام شاهين أحد أبرز النجمات اللائي كافحت في صناعة السينما وفرضت نفسها بقوة كمنتجة وبطلة لأفلام حازت على العديد من الجوائز الدولية، من بينها "يوم للستات" للمخرجة كاملة أبو ذكري، بينما لعبت الفنانة ليلى علوي بطولة عدد من الأفلام السينمائية التي حققت نجاحًا جماهيريًا، فيما كانت الفنانة هالة صدقي الأقل فرصًا بين النجمات الثلاثة في السينما.
حمل عام 2024 مفاجأة بعودة النجمات الثلاثة مرة أخرى، رغم عدم اكتمال محاولاتهن حتى الآن بتقديم جزء ثانٍ من فيلم "يا دنيا يا غرامي"، إذ تشهد دور العرض حاليًا تجربة جديدة للفنانة ليلى علوي تحمل اسم "مقسوم" الذي يبدأ عرضه غدًا، إضافة إلى فيلم آخر يحمل اسم "آل شنب" يعرض الشهر المقبل، بينما تستعد الفنانة هالة صدقي لطرح فيلمها الذي يحمل بطولتها الأولى باسم "الملكة"، فيما تعاقدت الفنانة إلهام شاهين على فيلم "الحب كله" بتوقيع المخرج خالد الحجر، لتصبح دور العرض ساحة للتنافس بين النجمات الثلاثة.
طاقات تمثيلية قوية
أعرب مخرج فيلم "يا دنيا يا غرامي"، عن سعادته البالغة بعودة الثلاثي للسينما في عام واحد، إذ يقول: "هؤلاء النجمات طاقات تمثيلية قوية ولا يجب إهدارها، كما أنني سعيد بأن الجمهور بدأ ينتبه لفئة عمرية مختلفة غير الفئة الشبابية وبالتالي ستنتعش السينما ويكون بها موضوعات مختلفة وجديدة، كما أن هؤلاء النجمات قدمن للسينما الكثير على مدار مشوارهن الفني وعودتهن للسينما أمرا مهم".
ويضيف: "في الوقت الحالي انتهت فكرة نجم الشباك، وأصبح الجمهور لا ينظر إلى أسماء النجوم بل يُقيّم الفيلم من قصته وجودته واختلافه، لذا أتوقع نجاح هذه النوعية من الأفلام التي اعتمدت على فئة عمرية مختلفة وجديدة على السينما".
خوف ومسؤولية
تؤكد الفنانة المصرية هالة صدقي أنها تشعر بالمسؤولية والخوف تجاه تجربتها الجديدة، لا سيما أنها البطولة المطلقة الأولى لها، وكما تعود للسينما بعد غياب طويل، لكنها في المقابل عادت وأكدت أنها واثقة من أنها ستكون خطوة جيدة ومهمة في مشوارها الفني، خصوصًا بعد حب الجمهور لشخصية "صفصف"، في مسلسل "جعفر العمدة".
بينما قالت إلهام شاهين إن تجربتها في فيلم "الحب كله" مختلفة وجديدة ولم تقدمها خلال مشوارها الفني وهو أكثر شيء يجذبها لأي عمل تتعاقد عليه، إذ تقول: "القصة الجيدة دائمًا تدفعني لقبول العمل، الذي تدور أحداثه في يوم واحد وهو تحدٍ كبير على المخرج والممثل، لذا أردت أن أخوضها".
انتعاش وتنوع
يرى الناقد طارق الشناوي أن عودة النجمات "ليلي وهالة وإلهام"، إلى السينما سيعود بالنفع والتنوع عليهن، إذ يقول: "مما لا شك أن رقعة السينما ستزداد في عام 2024 بسبب اتساع الدائرة، وعودة الغائبين، حيث ستكون هناك أفكار جديدة تخص هذه الفئة العمرية وبالتالي سيكون هناك تنوعًا في السينما، ولكن في الوقت نفسه هؤلاء ليسوا نجوم شباك، ولكن وجودهن سيُحدث انتعاش وتنوع لصناعة السينما".
فيما قال الناقد عصام زكريا: "لا ينبغي الحكم على فيلم دون عرضه ولكن بمقياس النجوم فهؤلاء النجمات ليست نجوم شباك وبالتالي أعتقد أنهم لن يحققن نجاحًا، ولكن هناك أفلامًا يتم إنتاجها من أجل المنصات، وأرى أن هذه النوعية من الأفلام التي ترأس بطولتها نجمات من الكبار تنتج من أجل المنصة، خصوصًا أن البطولة النسائية في وقتنا الحالي أصبحت غير تجارية ولا يعتمد عليها من قبل المنتجين".