الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"مسمار جديد في نعش بايدن".. ضربات اليمن تُغضب الناخبين المسلمين

  • مشاركة :
post-title
أحد الناخبين المسلمين يدلي بصوته في الانتخابات الأمريكية – أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما أمر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن، في أعقاب ما وصفه بـ "حملة دبلوماسية واسعة النطاق" لوقف الهجمات على سفن الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر. أشارت مجلة "نيوزويك" إلى أن القرار هو "مسمار آخر في نعشه" بالنسبة للناخبين العرب والمسلمين.

وأجرت المجلة عددًا من المقابلات مع نشطاء في المجتمعات المسلمة، والمؤثرين داخل الدوائر الانتخابية في عدة ولايات، والذين انتقدوا الضربة الأمريكية- البريطانية المشتركة، باعتبارها تصعيدًا خطيرًا في منطقة مشتعلة.

حرب بلا نهاية

تنقل "نيوزويك" عن إدوارد ميتشل، نائب المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، قوله إن مجموعة الحقوق المدنية "منزعجة للغاية من الضربات الجوية غير القانونية" في اليمن.

وأشار إلى أن إدارة بايدن تُصعِّد هذه الأزمة من خلال قصف اليمن دون موافقة الكونجرس "بدلًا من معالجة جذور الأزمة، وهي الإبادة الجماعية المستمرة في غزة".

وقال ميتشل: "المنطقة ستنهار. من وجهة نظرنا، هذه الضربة خطيرة ولن تحقق السلام في نهاية، وأكد أن "الكثير من الناس منزعجون من أن حكومتنا تسارع إلى حماية الشحن التجاري، لكنها لا تسارع إلى حماية آلاف الأطفال الذين يُقتلون في غزة. سيكون من الرائع رؤيتنا نهتم بكليهما".

كما اعتبرت النائبة رشيدة طليب -ديمقراطية من ولاية ميشيجان والعضو الأمريكي الفلسطيني الوحيد في الكونجرس- منتقدة قوية لبايدن؛ بسبب مزاعم الولايات المتحدة حول العدوان في غزة.

وكتبت عضوة الكونجرس على منصة X(تويتر سابقًا)، الخميس: "إنه -الرئيس بايدن- ينتهك المادة الأولى من الدستور من خلال شن غارات جوية في اليمن دون موافقة الكونجرس. لقد سئم الشعب الأمريكي من الحرب التي لا نهاية لها".

تأثير غزة

تشير "نيوزويك" إلى أن تحالفًا من الأمريكيين المسلمين في الولايات المتأرجحة -لم تحسم موقفها حول الرئيس القادم- بدأ حملة لحث الناخبين على عدم إعادة انتخاب الرئيس في عام 2024 بسبب موقفه من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

وقال جيلاني حسين، مدير فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في ولاية مينيسوتا، إن "الأغلبية الساحقة من المسلمين تحدثوا في المساجد والتجمعات حول أنهم لن يصوتوا للرئيس في الانتخابات المقبلة".

أما ميتشل، الذي كان يتحدث نيابة عن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية فأكد: "نحن لا نخبر الناس لمن يصوتون أو من يصوتون ضده. نحن فقط نشجعهم على الخروج للتصويت بغض النظر عمّن يدعمون".

وأضاف: "أتوقع أن يكون للإبادة الجماعية في غزة تأثير كبير على الميول السياسية والقرارات مع المسلمين الأمريكيين في الانتخابات المقبلة والتي تليها، ولا أعرف كيف سيتغير ذلك".

وأشار وائل الزيات، الرئيس التنفيذي لمنظمة "إيمجاج" -وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تثقيف وتعبئة الناخبين الأمريكيين المسلمين- إلى أن "مكانة بايدن قد اهتزت بشكل كبير؛ بسبب سياسته تجاه إسرائيل وفلسطين ودعمه غير المشروط لبيبي -نتنياهو- على الرغم من الأدلة المتزايدة على جرائم الحرب".

وإضافة إلى الخوف من بقاء الناخبين في منازلهم، لفت الزيات إلى أن مسلمي أمريكا قد يصوتون لطرف ثالث "لكن الرئيس السابق دونالد ترامب -المرشح الأوفر حظًا للحزب الجمهوري- ليس خيارًا".

استطلاعات الرأي

تتبعت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة مشكلة متنامية تواجه حملة بايدن، حيث يعلن الناخبون المسلمون عدم رضاهم عن الرئيس.

في أوائل نوفمبر 2023، أصدرت "إيمجاج" استطلاعًا شمل 2200 شخص من عينة عشوائية من الناخبين المسلمين في أريزونا، وميشيجان، وويسكونسن، ومينيسوتا، وفيرجينيا، وبنسلفانيا، وفلوريدا وأوهايو وتكساس ونورث كارولينا.

وقال 5.2% فقط من الأمريكيين المسلمين الذين شملتهم العينة إنهم سيصوتون لبايدن في عام 2024.

ويعد هذا انخفاضًا حادًا عن نسبة 86% من الأمريكيين المسلمين الذين صوتوا لصالح بايدن في عام 2020، وفقًا لمسح أجرته شركة استطلاعات نيابة عن "إيمجاج" ومجلس الشؤون العامة الإسلامية غير الربحي (MPAC). وشمل ذلك الاستطلاع 508 ناخبين من المسلمين على مستوى البلاد، في الفترة من 2 إلى 29 مارس 2021، ومن 17 إلى 25 يونيو 2021.

وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع للرأي أجرته "ليك ريسيرش بارتنرز"، وهي شركة أبحاث ديمقراطية، في أواخر العام الماضي، بتكليف من "ديترويت أكشن" -وهو اتحاد شعبي يهدف إلى مكافحة الإسكان والعدالة الاقتصادية- أن 16% فقط من الديمقراطيين العرب والمسلمين في ميشيجان سيصوتون لصالح بايدن.

وشمل الاستطلاع 513 ناخبًا ديمقراطيًا محتملًا مسجلًا في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر، بما في ذلك المجموعة الفرعية من الديمقراطيين العرب والمسلمين.

اتهامات بالتصعيد

انتقدت الدكتورة جيل شتاين، مرشحة حزب الخضر في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، قرار بايدن بمهاجمة اليمن.

وقالت شتاين لمجلة "نيوزويك" -عبر البريد الإلكتروني- إن الولايات المتحدة الآن "تخاطر بتصعيد خطير".

وأشارت إلى أنه بشن عمل عسكري هجومي دون موافقة الكونجرس "انتهك جو بايدن الدستور وقانون سلطات الحرب".

ولفتت شتاين إلى أنه "ليس الأمريكيون المسلمون وحدهم من يشعر بالرعب من هذا الأمر، تريد أغلبية ساحقة من الناخبين الأمريكيين وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية هذه".

وتابعت: "لقد دفعنا ثمنها بدولارات ضرائبنا، لكن الكونجرس والبيت الأبيض يستمعان إلى لجنة الشؤون الأمريكية- الإسرائيلية (إيباك)، والمستفيدين من الحرب، بدلًا من الشعب".

وقالت شتاين إن رد بايدن على الصراع في الشرق الأوسط "يزيد من تقويض ثقة الشعب الأمريكي ودعمه، مما يساهم في استمرار الانخفاض في أرقام استطلاعاته وتوقعاته لشهر نوفمبر".