يحذر دبلوماسيون من أن التوترات بين المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، تهدد بعرقلة تحرك الاتحاد الأوروبي لمواجهة تهديد الحوثيين في البحر الأحمر، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
توتر العلاقات بين فرنسا وألمانيا
وتوترت العلاقات بين المستشار الألماني والرئيس الفرنسي، بسبب قضايا من بينها دعم الطاقة وواردات السيارات الكهربائية الصينية والسياسة الدفاعية وأوكرانيا.
وحذر شولتس، الاثنين الماضي، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أنهم لا يرسلون مساعدات عسكرية كافية إلى كييف، في انتقاد مبطن لماكرون، الذي يتخلف دعمه كثيرًا عن دعم برلين، بحسب الصحيفة البريطانية.
وتجدر الإشارة إلى أن "المحرك" الفرنسي الألماني، كان لفترة طويلة العلاقة الأكثر تأثيرًا في الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بصنع السياسات في بروكسل.
ويخشى دبلوماسيون أن تعوق العلاقة المتوترة تقدم برلين في إقناع باريس بدعم توسيع مهمة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة بقيادة فرنسا في مضيق هرمز، إلى البحر الأحمر.
ونقلت "ذا تليجراف" عن أحد دبلوماسييّ الاتحاد الأوروبي، قوله: "العلاقة لا تسير على ما يرام في الوقت الحالي.. ويعتقد الألمان أن الفرنسيين لا يبذلون ما يكفي من الجهد فيما يتعلق بأوكرانيا".
وحسب الصحيفة، يتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط للرد على التهديد الذي يمثله الحوثيون للشحن التجاري بعد الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية، فجر الجمعة الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الضربات حصلت على دعم سياسي من أعضاء الاتحاد الأوروبي، ألمانيا وهولندا والدنمارك، لكن دول فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لم توقع على بيان مشترك يدعم الهجمات، وحذرت من احتمال حدوث المزيد في المستقبل.
باريس ترفض المشاركة
وقالت الصحيفة، إن باريس أدانت الحوثيين، وتنشط في البحر الأحمر لحماية السفن الفرنسية ودورياتها في المناطق البحرية التي تنشط فيها الجماعة اليمنية، لكنها رفضت المشاركة في الضربات الجوية أو التوقيع على البيان في محاولة للحفاظ على العلاقات مع إيران، على أمل القيام بدور وساطة في المنطقة.
وأضافت أن ماكرون يصر على حاجة الاتحاد الأوروبي إلى بناء استقلاله الاستراتيجي، أي قدرته على إبراز القوة الجيوسياسية بشكل مستقل عن واشنطن.
وتضغط برلين الآن على الاتحاد الأوروبي لتوسيع مهمة مكافحة القرصنة في مضيق هرمز بقيادة فرنسا، إلى البحر الأحمر، حيث يستخدم الحوثيون الطائرات بدون طيار والصواريخ لمهاجمة السفن.
وإلى الآن، تلتزم باريس الصمت بشأن الرد على الخطة، على الرغم من العرض الألماني بإرسال قوة بحرية لدعم المهمة، وأبدت برلين استعدادها لتسليم الفرقاطة "هيسن" من الفئة 24"، وهي سفينة مزودة بصواريخ مضادة للطائرات يبلغ مداها نحو 100 ميل، والتي عادت مؤخرًا من مهمة لحلف شمال الأطلسي.
الخطط الأوروبية
وبموجب الخطط التي تجري مناقشتها في الدوائر الدبلوماسية، من الممكن أن يرسل الهولنديون قوة بحرية ثانية موجودة حاليًا في قبرص، وثالثة من دولة عضو أخرى، ربما إيطاليا أو إسبانيا، وسيكون لجميع السفن قدرات بحرية-بحرية، وبحرية-جوية.
وفي ديسمبر، اعترضت مدريد على دعوات مماثلة لتوسيع عملية أتلانتا، وهي مهمة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة في المحيط الهندي، مما أدى إلى تأخير استجابة الاتحاد الأوروبي.
وتعد إسبانيا مساهمًا رئيسيًا في القوة البحرية للمهمة، التي يقع مركز قيادتها في قاعدة روتا البحرية في الأندلس.
ولفتت "ذا تليجراف" إلى أن بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، الذي انتقد العدوان الإسرائيلي على غزة، يطمح إلى القيام بدور وساطة في المنطقة.
ووسط مخاوف من خطوة مماثلة من جانب ماكرون، سيطرح جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خطة لمهمة جديدة مخصصة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، على الدول الأعضاء.
وأوضحت الصحيفة أن الخطة الجديدة سوف تشمل نشر ثلاث مدمرات أو فرقاطات في البحر الأحمر لمدة عام على الأقل، وهو ما ستدعمه ألمانيا، الحريصة على بناء تعاون متعدد الأطراف لحماية الشحن والتجارة.
وذكرت الصحيفة، أنه في هذه المرحلة المبكرة، لم يتقرر ما إذا كانت مهمة الاتحاد الأوروبي ستكون دفاعية بحتة أو ستتضمن مواجهة الحوثيين مباشرة، كما فعلت الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يناقش المسؤولون كلا الخطتين في بروكسل، بعد غد الثلاثاء، قبل إجراء مزيد من المناقشات من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع أوائل فبراير، وفق "ذا تليجراف".