الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد 100 يوم دموي.. التسلسل الزمني للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة

  • مشاركة :
post-title
الدمار طال كل شيء في شمال قطاع غزة وجنوبها

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ100، بحصيلة قياسية من الشهداء والجرحى والمدن المدمرة في الجانب الفلسطيني بالقطاع، مع فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه المتمثلة في القضاء على المقاومة وتحرير المحتجزين، وهو ما نرصده في التسلسل الزمني للأحداث التي واكبت عملية طوفان الأقصى.

طوفان الأقصى

يوم 7 أكتوبر 2023.. أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد سلسلة كبيرة من الاعتداءات التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات، لا سيما المسجد الأقصى، بجانب استمرار المستوطنين في قتل وتهجير الأهالي من منازلهم بالضفة الغربية تحت حماية قوات الأمن، وفي نفس اليوم أطلفت قوات حزب الله عشرات الصواريخ والقذائف على منطقة مزارع شعبا المحتلة لمساندة المقاومة.

حالة حرب

ردًا على ذلك أعلن الاحتلال أنه في حالة حرب، وتم استدعاء آلاف جنود الاحتياط للخدمة في قطاعات الجيش المختلفة، كما رُفعت حالة الطوارئ العسكرية والأمنية، وأُغلقت الجامعات والمدارس، ونقلت المستوطنين من نطاق 80 كليو متر بعيدًا عن غزة، وأُغلقت العديد من الطرق خاصة في تل أبيب والقدس المحتلة.

ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته ضمن تعزيزات على الحدود مع القطاع، بينما تم إرسال الباقي إلى الحدود الشمالية مع لبنان، بسبب الصراع مع حزب الله.

قصف همجي
قصف همجي

وفي اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، نفذ جيش الاحتلال أولى ضرباته الجوية، إذ قصف أشهر مبنى في غزة وهو برج فلسطين، زاعمًا قتل عشرات المسلحين داخله، إلا أن المقاومة الفلسطينية ردت في نفس اليوم بإطلاق أكثر من 150 صاروخًا باتجاه تل أبيب.

بعد ذلك، بدأ الاحتلال في قصف همجي، للعديد من المنازل والأراضي الزراعية على طول قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، وأطلق من خلال الطائرات الحربية مئات من الصواريخ والقنابل الارتجاجية، التي أدت إلى استشهاد الآلاف من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال والمسنون، وخلال 6 أيام فقط من الحرب كان الاحتلال قصف القطاع باستخدام 6000 قنبلة، بما يعادل 4 آلاف طن من المتفجرات، وهو ما دفع مئات الآلاف من الأهالي لإخلاء منازلهم.

فيتو أمريكي

حاول عدد من الدول في الأيام الأولى من الحرب منها روسيا والبرازيل، وقف الهجوم العنيف على قطاع غزة ومحاولة إنقاذ المدنيين العزل، وتقدمت روسيا في البداية بمشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي، وحصل القرار الذي كان يحتاج إلى 9 أصوات لتمريره على 5 أصوات فقط ورفضه 4 آخرون، بينهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بحجة عدم وجود إدانة بالقرار لما فعلته حماس.

أيضا تقدمت البرازيل بمشروع قرار يحث جميع الأطراف على الامتثال الكامل للالتزامات بموجب القانون الدولي، ويدعو إلى هدن إنسانية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، ولم يتمكن مجلس الأمن من اعتماد القرار، الذي أيّده 12 عضوًا، وعارضته الولايات المتحدة باستخدام حق النقض "فيتو".

قصف مستشفى المعمداني
قصف المعمداني

أقدمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بعد السابعة مساءً بالتوقيت المحلّي على الإغارة وبشكل عنيف جدًا على حيي الزيتون و‌الشجاعية، ثم عاودت الطائرات الحربية غارة قوية جدًا لكنها استهدفت هذه المرة ساحة مستشفى المعمداني (الأهلي العربي).

ارتكبت إسرائيل مجزرة شنيعة بحق المدنيين والنازحين بسبب القصف الذين تحصنوا داخل مستشفى المعمداني، في حي الزيتون، والتي تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، إذ أغار سلاح جو الاحتلال فجر السابع عشر من أكتوبر على حيي الشجاعية والزيتون، ثم عاود القصف مرة أخرى، وتم استهداف ساحة المستشفى التي كانت تعج بالجرحى ومئات النازحين، أغلبهم من الأطفال والنساء.

كان حصيلة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال، أكثر من 500 شهيد، ووصفت بالكارثة الحقيقية، وانتشرت صور الأجساد الممزقة والأشلاء المتناثرة وأخرى محترقة، فيما تحولت ساحة المستشفى إلى بركة من الدماء، ونفت إسرائيل استهدافَ المستشفى، زاعمةً أن الانفجار كان بسبب صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي. وأصدرت الحركة في المقابل بيانًا نفَت فيه الاتهام الإسرائيلي.

قمة القاهرة للسلام

استضافت مصر فعاليات قمة "القاهرة للسلام 2023" بمشاركة عدد كبير من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ورؤساء عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والتوصل إلى توافق، اتساقًا مع المبادئ الدولية والإنسانية، لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار في قطاع غزة والتأكيد على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع والدفع نحو تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط.

ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى توفير الحماية الدولية إلى المدنيين الأبرياء ووقف ترويعهم واستهدافهم، محذرًا من أزمة إنسانية خطيرة في قطاع غزة، ومن محاولات التهجير القسري بممارسات ترفضها مصر والعالم والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشددًا على رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية.

أول عملية لإطلاق سراح السجناء
إطلاق سراح

في يوم 25 أكتوبر 2023، أعلنت فصائل المقاومة إطلاق سراح أسيرتين عبر وساطة "مصرية- قطرية"، و تم إطلاق سراح المحتجزتين نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز، لدواعٍ إنسانية ومرضية قاهرة، ورغم ارتكاب الاحتلال أكثر من 8 خروقات للإجراءات التى تم الاتفاق مع الوسطاء على التزام بها خلال إتمام عملية التسليم، إلا إن المقاومة تمكنت من تنفيذ شروط الاتفاق، متهمة الحكومة الإسرائيلية بإهمالها لملف أسراها.

التوغل البري

بعد 21 يومًا من الحرب، ووسط سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية واسعة النطاق، والتي أدت إلى قطع الاتصالات المتنقلة والوصول إلى الإنترنت في غزة، بدأت إسرائيل أول عملية توغل بري داخل القطاع، فيما وصفت بالمرحلة الثانية من الحرب، بحجة القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الرهائن، إلا إنه حتى الآن تكبدت إسرائيل خسائر فادحة في صفوف الجيش والمعدات العسكرية الثقيلة والخفيفة.

قمة الرياض

نظمت الرياض، بعد ما يقرب من شهر على بدء العدوان على غزة، قمة مشتركة غير عادية لقادة الدول العربية والإسلامية، إذ دعت الدول المشاركة مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان الإسرائيلي، ويكبح جماح سلطة الاحتلال التي تنتهك القانون الدولي، وكذلك قرار آخر بإدانة قصف إسرائيل للمستشفيات في قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمياه والطعام والوقود وقطع الكهرباء والاتصالات والإنترنت.

أول هدنة بوساطة مصرية قطرية
هدنة إنسانية

تمكنت الجهود المصرية القطرية، مرة أخرى في تثبيت هدنة لمدة 4 أيام بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في اليوم الـ48 من العدوان، تم بموجبها وقف إطلاق النار بين الجانبين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كل مناطق قطاع غزة، كما سمحت الهدنة بدخول مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى القطاع، والتي كانت متكدسة في معبر رفح بسبب التعنت الإسرائيلي.

بموجب الهدنة تم إطلاق سراح 50 محتجزًا من النساء والأطفال، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعب فلسطين من سجون الاحتلال، وضمنت الهدنة حرية حركة المواطنين والتنقل من شمال القطاع إلى جنوبه.

يوم أسود للاحتلال

بعد 60 يومًا من القتال المتواصل، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، سحب لواء "جولاني"، الذي يعتبر رأس الحربة للجيش من قطاع غزة، وذلك بعد أن تكبد خسائر كبيرة خلال، وتم سحب اللواء بعد مقتل 10 جنود وضباط، 8 منهم من الكتيبة 12 في لواء "جولاني"، خلال كمين بالشجاعية وهو ما وصف باليوم الأسود في إسرائيل.

دبابة إسرائيلية في جنوب قطاع غزة
المرحلة الثالثة

بعد 90 يومًا من الحرب والخسائر الفادحة للجيش الإسرائيلي، أعلنت قيادة الاحتلال إطلاق عملية برية جديدة جنوبي قطاع غزة، في شمال مدينة خان يونس، فيما سُميت بالمرحلة الثالثة من الحرب، إذقسمت إسرائيل قطاع غزة إلى 2300 تجمع سكني تعرف بالمربعات ضمن خطتها الجديدة، وطلبت من سكان خان يونس بالإخلاء قبل ضربها.

100 يوم على الحرب

رغم مرور 100 يوم على الحرب الهمجية والعنيفة التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، إلا إن الأهداف المتمثلة في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وتحرير الرهائن المحتجزين، لم يتحقق منها شيء على الإطلاق، بل قتل الاحتلال -بسبب القصف العشوائي- العديد من الرهائن، وأدى العدوان إلى استشهاد أكثر من 23 ألفًا و843 وإصابة 60 ألفًا، وأكثر من 8 آلاف مفقود، وتدمير المنازل والبنية التحتية.