الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد استنفاد "بايدن" الخيارات الدبلوماسية.. كواليس قرار قصف الحوثيين

  • مشاركة :
post-title
طائرة أمريكية شاركت في الهجوم على الحوثي صباح اليوم – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في صباح أول أيام عام 2024، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يزال في إجازته في جزيرة سانت كروز، عندما ذهب إليه فريقه للأمن القومي لمناقشة إمكانية الرد العسكري على الهجمات التي تقوم بها جماعة الحوثيين على حركة الشحن الدولي في البحر الأحمر.

وبينما وجّه بايدن بالعمل الدبلوماسي، وبذل المزيد من الجهد من أجل إصدار قرار من الأمم المتحدة لإدانة الهجمات. كان جنرالات البنتاجون يضعون عدة خيارات لضربات عسكرية محتملة.

في نهاية المطاف، أدى اجتماع رأس السنة إلى قيام الولايات المتحدة وحلفائها بشن هجوم واسع النطاق على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، والتي بدأت فجر اليوم الجمعة.

قصفت الطائرات المقاتلة الأمريكية والبريطانية -إلى جانب السفن الحربية والغواصات الأمريكية- ما قالت إنه "مواقع عسكرية للحوثيين في جميع أنحاء اليمن"، مع التركيز على مواقع إطلاق وتخزين الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.

من بين القوات المشاركة كانت USS Florida، وهي غواصة مزودة بصواريخ توماهوك كروز، كما شاركت أيضًا طائرات F/A-18 Super Hornets من حاملة الطائرات USS Dwight D. Eisenhower. كما نقل تقرير لمجلة "بوليتيكو" عن مصدر مطلع على الضربات.

ضربات انتقامية

يلفت التقرير إلى أن بايدن "لم يأمر بشن ضربات انتقامية لأكثر من أسبوع"، بعد أن وجه فريقه برسم الخيارات العسكرية.

يقول: يتماشى ذلك مع رغبته المعروفة في استنفاد الخيارات الدبلوماسية، وتجنب جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط.

لكن الرئيس الأمريكي أوضح في بيان، صدر مساء الخميس، أن الهجمات الأخيرة "تجاوزت الخط الأحمر".

وقال بايدن: "إن الإجراء الدفاعي اليوم يأتي في أعقاب هذه الحملة الدبلوماسية واسعة النطاق والهجمات المتصاعدة للمتمردين الحوثيين ضد السفن التجارية".

وأضاف: "هذه الضربات المستهدفة هي رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد الطرق التجارية الأكثر أهمية في العالم".

ووفق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، ومسؤول عسكري كبير (كلاهما تم عدم الكشف عن هويتهما لتقديم تفاصيل حساسة بعد وقت قصير من العملية)، يؤكد التقرير أن ضربات فجر الجمعة "أنهت أسابيع من الضغوط المتزايدة على بايدن للرد عسكريًا على هجمات الحوثيين".

موقع للحوثي باليمن قصفته الطائرات الأمريكية والبريطانية – وكالات
ماذا حدث؟

كان الجيش الأمريكي قد وضع خيارات أكثر قوة في وقت مبكر من الأسبوع الأول من ديسمبر الماضي. ولكن في تلك المرحلة، اتفق كبار مسؤولي بايدن على أن ضرب الحوثيين بشكل مباشر "لم يكن الخيار الأفضل".

وكان المسؤولون الأمريكيون يشعرون بالقلق من أن ضرب الحوثيين من شأنه أن يستفز إيران ويدفعها إلى الرد، ويخاطر بتوسيع الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي.

لكن خلال اجتماع الأول من يناير، وجّه بايدن فريقه لإصدار بيان تحذير نهائي -مع شركائه الدوليين- قبل القيام بعمل عسكري.

وبينما كان وزير الدفاع لويد أوستن قد خضع مؤخرًا لعملية جراحية لعلاج سرطان البروستاتا -دون علم قادة الأمن القومي الآخرين- كانت نائبة أوستن، كاثلين هيكس، مسؤولة فعليًا عن البنتاجون في الفترة من 2 وحتى 5 يناير.

لكن تلفت "بوليتيكو" إلى أن هيكس كانت تقضي إجازتها في بورتوريكو "ولم يتم إبلاغ بقية أعضاء فريق الأمن القومي التابع لبايدن بدخول أوستن إلى المستشفى حتى الخميس".

ومنذ استئناف مهامه الكاملة في 5 يناير، واصل أوستن الدعوة لحضور الاجتماعات من سريره في المستشفى.

نقطة تحول

في 3 يناير، أصدرت الولايات المتحدة و13 دولة أخرى بيانًا حذرت فيه من أن الحوثيين "سيتحملون العواقب الكاملة لأي هجمات أخرى ضد السفن التجارية". لكن ذلك لم يؤدِ إلى ردعهم على ما يبدو.

الثلاثاء الماضي، شن الحوثيون أكبر هجوم لهم على البوارج الأمريكية، ما مثّل نقطة تحول بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين. حيث أطلقت وابلاً من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي استهدفت السفن التجارية والعسكرية الأمريكية.

وأعلنت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية إسقاط ما يقرب من 20 طائرة بدون طيار وثلاثة صواريخ، ما حال دون وقوع أضرار جسيمة.

وفي أعقاب الهجوم، دعا بايدن فريق الأمن القومي الخاص به لعقد اجتماع آخر في ذلك اليوم.

يقول التقرير: "بعد أن كان في البيت الأبيض دون أي التزامات عامة على جدول أعماله، عُرضت على بايدن مرة أخرى خيارات عسكرية. وفي نهاية الاجتماع، قرر أن الوقت قد حان للمضي قدمًا. وأصدر تعليماته لأوستن -الذي كان لا يزال يعمل من المستشفى- بتنفيذ الضربات".

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع لـ "بوليتيكو" إن العملية استغرقت وقتًا للتنسيق، لأن الدول الأخرى المشاركة أرادت فهم الأساس القانوني للضربات "وبالتحديد، أرادوا معرفة إذا ما كانت الولايات المتحدة تطلب منهم المساهمة فيه".

هكذا، انضمت إلى القوات الأمريكية أربع طائرات تايفون تابعة للقوات الجوية الملكية، مدعومة بناقلة جوية من طراز فوييجر، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع البريطانية.

واستخدمت الطائرات البريطانية قنابل Paveway IV الموجهة لشن ضربات دقيقة على منشأتين للحوثيين، إحداهما موقع يستخدم لإطلاق الطائرات بدون طيار، ومطار يستخدم لإطلاق صواريخ كروز والطائرات بدون طيار فوق البحر الأحمر.

وقال مسؤولون أمريكيون وبريطانيون إن الضربات "كانت تهدف إلى تقليل المخاطر التي يتعرض لها المدنيون".

وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم لم يروا بعد ردًا للحوثيين على الهجمات، إلا أنهم مستعدون لهذه النتيجة. أو كما قال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية: "لن نتفاجأ برؤية نوع من الرد".