مع إحباط الشرطة الإندونيسية محاولة نقل أكثر من 200 كلب إلى مسلخ؛ تمهيدًا لذبحها وبيعها كلحوم معدة للطعام، عاد الحديث من جديد في الشارع الإندونسي حول حظر بيع تلك اللحوم لإنقاذ هذه الحيوانات من القسوة، فيما وصفت جماعات ناشطة ضد عادة أكل لحوم الكلاب، العملية الأمنية بـ"الانتصار الكبير".
عقوبة بالسجن 15 عامًا
واحتجزت السُلطات الإندونيسية شاحنة في وقت متأخر السبت الماضي، في مدينة سيمارانج بجزيرة جاوة، بعد العثور على نحو226 كلبًا داخل الشاحنة مقيدة الفم، وألقت السلطات القبض على 5 أفراد كانوا داخل الشاحنة إضافة إلى السائق، ومن المتوقع أن توجه إليهم اتهامات بموجب لوائح الرفق بالحيوان، ويمكن أن يتعرضوا للسجن لمدة بين 5 سنوات إلى 15 عامًا، وفق موقع "ديتيكوم" الإندونيسي.
وقال قائد شرطة سيمارانج إروان أنور للصحفيين يوم السبت الماضي: "لقد تلقينا معلومات حول هذا الأمر منذ شهر، ولكن الليلة فقط تمكنا من إحباط تسليم هذه الكلاب البالغ عددها 226 كلبًا".
ولا يزال الطريق السريع بين الولايات في إندونيسيا، يسمح ببيع لحوم الكلاب والقطط، لكن الحملات ضد هذه الممارسة تكتسب زخمًا، حيث فرضت العديد من المدن، بما في ذلك سيمارانج، حظرًا على هذه التجارة في السنوات الأخيرة.
وقال إروان إن تحقيقاته الأولية وجدت أن الكلاب كانت في طريقها إلى مدينة سوراكارتا المجاورة، حيث سيتم ذبحها وبيع لحموها للاستهلاك في جاوة الغربية.
تجارة لحوم الكلاب
وقال الناشط في مجال رعاية الحيوان، كريستيان يوسوا بالي، إنهم قدموا تقريرًا للشرطة يتعلق بأنشطة تجارة لحوم الكلاب، الشهر الماضي، بعد وصول معلومات يوم 23 ديسمبر من أحد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي"، مضيفًا: "أن الكلاب والقطط ليست حيوانات مزرعة، ولا يمكن استخدامها كغذاء للبشر".
الناشطة الإندونيسية المحبة للحيوانات "ماريا كريستينا"، قالت: "إنه تم التأكد من نفوق 11 كلبًا وأن العديد منها في حالة حرجة، والتي تتلقى العلاج على يد طبيب بيطري في سيمارانج، وأن الكلاب النافقة أو المصابة تسبب فيها الاختناق وإغلاق الأفواه".
ماريا أضافت: "بالطبع نريد ألا يكون هناك المزيد من حالات العنف ضد الكلاب الضالة، وخاصة للاستهلاك".
لحوم حرام
وقال القائم بأعمال حاكم جاوة الوسطى، نانا سودجانا، "إنه لا توجد لوائح محددة تحكم بيع لحوم الكلاب، ومع ذلك، لا ينبغي للناس أن يأكلوا لحوم الكلاب، الأمر الواضح هو أننا نعلم أن لحم الكلاب حرام، ولا ينبغي أن يستهلكه المسلمون، خاصة في جاوة الوسطى التي تسكنها أغلبية مسلمة، وسنلاحق السكان الذين يأكلون لحوم الكلاب، وسيتم التنسيق مع مجلس العلماء الإندونيسي ووزارة الدين"، وفق صحيفة "كومباس" الإندونيسية.
وقال رئيس شرطة سيمارانج إروان أنور، "إن المتهمون قاموا بتزوير المستندات، مثل شهادة السفر من الشرطة، وخطاب تعريفي عن سفر الماشية من سوق سوبانج للحيوانات، وأنهم غالبًا ما كانوا يجلبون الكلاب باستخدام هذه الطريقة، وأنهم فعلوا ذلك مرتين في ديسمبر 2023 لنقل مئات الكلاب".
حظر ذبح الكلاب
وفي يوليو الماضي، توقفت سوق شهيرة في إندونيسيا عن الاتجار بلحوم الكلاب والقطط في أعقاب حملات واسعة ضد استهلاك لحوم الحيوانات الأليفة في البلاد، ما ينقذ 130 ألفًا منها سنويًا، حسب تقديرات منظمة دولية قالت إنه "يتم ذبح 30 مليون كلب وأكلها سنويًا في آسيا"، وفق "دويتشه فيله" الألمانية.
وحظرت مقاطعة سراجين استهلاك لحوم الكلاب، من خلال رسالة دورية للحث على عدم القسوة على الكلاب وتقطيعها واستهلاكها في منطقة سراجين، فيما قال رئيس إدارة سلامة الأغذية والزراعة ومصائد الأسماك في المقاطعة "إيكا ريني مومبوني": "إنه حتى الآن لا تزال هناك بعض نقاط بيع لحوم الكلاب للاستهلاك".
وأفادت جمعية "هيومن سوسايتي إنترناشونال" في بيان، أن تجار لحوم الكلاب والقطط وقعوا اتفاقًا لوقف بيعها، فيما أقر رئيس بلدية مدينة توموهون قانونًا يحظر هذه التجارة في السوق في المستقبل، مضيفة "أن هذه السوق هي الأولى في إندونيسيا التي تنهي تجارة لحوم القطط والكلاب".
وما زالت إندونيسيا واحدة من الدول القليلة التي تسمح ببيع لحوم الكلاب والقطط. وتقدر الجمعية أن الاتفاق سينقذ حياة آلاف الجراء في الجزيرة، حيث يذبح ما يصل إلى 130 ألفًا منها كل عام، ويتم ذبح حوالي 30 مليون كلب وأكلها سنويًا في آسيا. 70 في المائة منها حيوانات أليفة مسروقة، وفقًا لمنظمة "World Dog Alliance" "التحالف العالمي للكلاب".