كرة القدم تعد الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لذا كان من البديهي أن تتناول حكاياتها العديد من الأفلام السينمائية العربية، حيث تضمن عدد مشاهدين لا بأس به في صالات العرض، خصوصًا أن عالم الساحرة المستديرة ملئ بالحكايات التي تصلح للسرد السينمائي سواء من خلال قصص درامية أو كوميدية أو تمزج الاثنين معًا، وتبقى الحبكة وأسلوب الإخراج وأداء الممثلين وغيرها من عناصر الفيلم السينمائي الفيصل في حكم النقاد والمتخصصين على الشريط السينمائي.
نجحت بعض هذه الأفلام في أن تنال إشادة نقدية نظرًا لمستواها الفني المميز، إذ لم يعتمد صنّاعها على شعبية كرة القدم فقط، بل ركزوا على صياغة تفاصيل درامية تليق بالشاشة الكبيرة، ومنها فيلم "الحريفة" أولى البطولات المطلقة للممثل نور النبوي في السينما، الذي يعرض حاليًا وحقق إيرادات بعد أول يومين عرض وصلت إلى نحو مليون جنيه من شباك التذاكر بدور السينما المصرية، ويضم عناصر شبابية تتناسب مع أجواء الفيلم الموجهة إلى هذه الفئة العمرية، بدءا من كاتب السيناريو إياد صالح في أول تجاربه السينمائية بعد أن عُرض له في رمضان الماضي مسلسل "الكتيبة 101" ومرورًا بمخرجه رؤوف السيد في أول عمل سينمائي روائي طويل له أيضًا.
تدور قصة الفيلم حول "ماجد" طالب بالمرحلة الثانوية تدفعه الظروف إلى ترك مدرسته الخاصة والمستوى الاجتماعي الراقي نسبيًا إلى الالتحاق بمدرسة حكومية ومخالطة عالم غريب عليه، ومع مرور الوقت يشارك في فريق كرة القدم للمدرسة ويحلم مع فريقه بالفوز بجائزة مادية كبرى بعد المشاركة في إحدى البطولات، لتتصاعد الأحداث بين مفارقات لحظات الألم والأمل.
الحريف
الأمل ذاته في حياة أفضل عن طريق كرة القدم صاغه المخرج الراحل محمد خان من نحو 4 عقود بفيلم "الحريف" بطولة عادل إمام، الذي أحرز أهدافًا في مرمى الجوائز، واصطاد شهادة تقدير من مهرجان برلين السينمائي، كما نال جائزة التقدير الذهبية بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدور حول البحر الأبيض المتوسط، وعرض أيضا في مهرجان موسكو.
فيلم "الحريف" الذي لا يخلو من ذلك التأثير الساحر لأفلام محمد خان، يعبر عن أحلام الكثير من المهمشين، إذ يتناول حلم شاب يدعى "فارس" يحلم بوضع اجتماعي ومادي أفضل ويجد ذاته في لعب كرة القدم بالشارع والمشاركة في المباريات، رغم كل الصعاب التي يواجهها سواء في عمله أو في حياته الاجتماعية، ورغم الإشادة الكبيرة بالفيلم في المهرجانات وعبر مقالات نقدية لكنه لم ينجح في مغازلة شباك التذاكر.
كباتن الزعتري
وبفضل قصته المختلفة عن حلم شابين بمخيم للاجئين السوريين في الأردن احتراف كرة القدم، نال فيلم "كباتن الزعتري" جوائز عديدة بمهرجانات مختلفة، إذ يمتلئ دولابه بجوائز منها أفضل فيلم عالمي وثائقي وطويل من مهرجان هوت سبرينجز، ونجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل، كما جاء في المركز الثاني بقائمة صحيفة "فارايتي" لأفضل 15 فيلمًا، عرضت في مهرجان صندانس.
ونجح فيلم المخرج علي العربي أيضًا في أن يكون ضمن قوائم الترشيحات لأفضل فيلم بالعديد من المهرجانات الكبرى، منها موسكو السينمائي الدولي، وسان فرانسيسكو، منيابولس سانت بول، سياتل السينمائي.
غريب في بيتي
ويأتي اسم فيلم "غريب في بيتي" كأحد أبرز الأفلام التي تم إنتاجها عن كرة القدم، الذي تمكن من العثور على مكانه بين الجمهور، فالفيلم الصادر عام 1982 من إخراج سمير سيف وتأليف وحيد حامد ومأخوذ عن قصة الفيلم الأجنبي The Goodbye Girl للمخرج هربرت روس، مازال يخلق لدى مشاهديه عبر شاشات التلفزيون حتى الآن متعة المتابعة، واسم شخصية نور الشريف في الفيلم "شحاتة أبو كف" صار الأكثر رواجًا بين أسماء شخصيات الأفلام التي تتحدث عن كرة القدم.