رصدت دراسة انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة في ألمانيا، بنحو 73 مليون طن خلال عام 2023 مقارنة بالعام السابق، إذ وصلت الانبعاثات إلى أدنى مستوى لها منذ 70 عامًا، إثر اعتمادها على تقليل استخدام الفحم.
ووجدت دراسة أجراها مركز الأبحاث Agora Energiewende"" أن ألمانيا أطلقت 673 مليون طن من الغازات الدفيئة في عام 2023، أي أقل بمقدار 73 مليون طن عما كانت عليه في عام 2022.
وعزت الدراسة أن الانخفاض، إلى حد كبير، إلى الانخفاض القوي في توليد الطاقة من الفحم، وهو ما يمثل انخفاضًا قدره 46 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وانخفضت الانبعاثات من الصناعة في ألمانيا بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض إنتاج الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وبلغ توليد الكهرباء من المصادر المتجددة أكثر من 50% من الإجمالي في عام 2023 لأول مرة، بينما انخفضت حصة الفحم إلى 26% من 34%، وفقًا لوكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية.
وكانت ألمانيا لجأت إلى الفحم بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، عندما قطعت موسكو إمدادات الغاز. ومنذ ذلك الحين خفضت ألمانيا بشكل كبير استخدامها للوقود الأحفوري.
وقال سيمون مولر، مدير مركز أبحاث "أجورا"، إن سجل مصادر الطاقة المتجددة يجعل ألمانيا تتماشى مع هدفها المتمثل في إنتاج 80٪ من الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض في الاعتماد على الفحم، قال المركز البحثي، "إن معظم تخفيضات الانبعاثات في عام 2023 ليست مستدامة من منظور الصناعة أو السياسة المناخية".
وقال مولر: إن "الركود المرتبط بالأزمة في الإنتاج يضعف الاقتصاد الألماني، إذا تم نقل الانبعاثات لاحقًا إلى الخارج، فلن يتم تحقيق أي شيء للمناخ".
وبشكل إجمالي، قدرت المؤسسة البحثية أن 15% فقط من التخفيض في عام 2023 يشكل توفيرًا دائمًا في الانبعاثات، وصرح "مولر" بأنه لتحقيق أهدافها المناخية، تحتاج ألمانيا إلى وابل من الاستثمارات لتحديث الصناعة وتقليل البصمة الكربونية الناجمة عن التدفئة.
وكان تقرير هيئة تغير المناخ أكد أن تحقيق الأهداف المناخية العالمية يتطلّب خفّض استهلاك الفحم على الصعيد العالمي بنسبة 95% بحلول عام 2050.
وللتصدي لأزمة الغاز الروسي، كان تم التخطيط لإنشاء خمس محطات أخرى للغاز الطبيعي المسال في ألمانيا، والتي استطاعت بناء أول محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال في البلاد، على ساحل بحر الشمال العاصف في العام ذاته من اندلاع الحرب.